صبحي بحيري: جكايتي مع ديكتاتور تشاد

profile
  • clock 22 أبريل 2021, 6:56:49 م
  • eye 899
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فى شتاء عام ١٩٩٩ أوفدتنى جريدة الشعب إلى ليبيا فى مهمة عمل تستمر ثلاثة ايام، وعلى متن طائرة روسية متهالكة انتقل الوفد الإعلامى إلى طرابلس ومن المطار إلى الفندق ولقاء وزيرة الإعلام ثم العشاء والصعود إلى غرف الفندق استعدادا ليوم عمل شاق يبدأ و ينتهى بلقاء الأخ العقيد....

فى صباح اليوم التالى جمعتنا قاعة الثورة بالأخ العقيد وضيفه الرئيس التشادى إدريس ديبي الذى حل ضيفا على ملك ملوك أفريقيا .

بدأ الحفل وتوالت كلمات الترحيب والإشادة بالعلاقات الليبية والتشادية، ثم تحدث الأخ إدريس فعدد مناقب ملك ملوك افريقيا، وأشاد بالعلاقات بين البلدين وحكمة الزعيم القذافى.

وأخيرا جاء دور الزعيم القذافى الذى تحدث على مدي ساعتين حول حكمة إدريس ديبي والعلاقات الوطيدة التى تربط الشعبين الشقيقين.

سرحت قليلا ثم فاجأتنى نوبة ضحك لم أتمكن من كتمانها، وتخيلت اننى قدمت من القاهرة الى طرابلس فى عز طوبة وفى مهمة عمل للاحتفال بعيد ميلاد الأخ إدريس ديبى

صوت الضحكة المكتومة استدعى انتباه أحد قادة الحرس بالقاعة الذى تسلل بين الصفوف وسألنى: خير يا أستاذ

قلت له: انا مريض ومحصور وعايز أروح الحمام

رد بكل جدية

ممنوع

شكرته وأنا أحاول كتم الضحكة مرة أخرى

بعد أربع ساعات انتهى اللقاء وتوجه الزملاء لالتقاط الصور مع الزعيمين، وتوجهت أنا الدورة المياه

عدنا إلى القاهرة فى نهاية اليوم الثالث وسألنى الأستاذ مجدى حسين

إيه أخبار ليبيا ؟

قلت

حالا أسلم الرسالة

قال: يارب تكون عملت شغل كويس

قلت له:طبعا

سلمت الموضوع للأستاذ محمد القدوسي وبعد قراءته قال انت كنت رايح ليبيا عشان تحتفل بعيد ميلاد الرئيس التشادى؟

قلت: والله هو دا اللي حصل

كنت قد كتبت الموضوع بصورة ساخرة " ليبيا تحتفل بعيد ميلاد الزعيم التشادى ادريس ديبي"

الجميل ان الموضوع نشر كما هو

صباح اليوم التالى كان السفير الليبي فى مقرالجريدة محتجاعلى الموضوع الهزلى ، ثم كان القرار بتجميد العلاقة بين وبين السفير التى استمرت على مدى عامين

رحم الله إدريس ديبى

التعليقات (0)