صحافة عبرية: الخطوة البرية في غزة.. استراتيجية ضغط متدرج

profile
  • clock 23 مارس 2025, 8:45:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
التوغل البري في غزة

إسرائيل اليوم - مراسلة الشؤون العسكرية ليلاخ شوفال

حملة “بأس وسيف” التي بدأت قبل يومين بعشرات الهجمات من الجو ومن البحر في ظلمة الليل، تقدمت امس مرحلة أخرى. قوات برية للجيش الإسرائيلي وسعت سيطرتها في مجال الحراسة حول غلاف غزة، كتفت مجال الفصل ودخلت بشكل مركز وقرب الحدود الى أراض في وسط القطاع وفي جنوبه. في الجيش أكدوا أمس بان القوات دخلت من جديد حتى وسط محور نتساريم وانه تقرر ان تتركز قوات لواء غولاني في الجبهة الجنوبية وتكون جاهزة للعمل في القطاع. الدخول البري محدود جدا في هذه المرحلة وهو جزء من الخطة الكبرى، المتدرجة والمتطورة، التي عرضها الجيش على المستوى السياسي في اثناء نهاية الأسبوع. في الخطة توجد محطات تجميد، خروج وتوقف وفقا للتطورات. في نهايتها، اذا لم تتخذ قرارات أخرى يفترض أن يتحقق حسم حماس. كل تقدم آخر في الخطة يتطلب إذن المستوى السياسي الذي يحسم وفقا للتقدم او عدم التقدم في المفاوضات لتحرير المخطوفين.

لا يخفي مسؤولون كبار في جهاز الأمن حقيقة أنه صحيح حتى هذه اللحظة، هدف الخطوة هو ممارسة الضغط على حماس كي تحرر أكبر عدد ممكن من المخطوفين، وفي أقرب وقت. ولا يزال، في نهاية الأمر لن يكون مفر من حسم حماس التي بقيت تقف على قدميها بعد 17 شهرا من القتال بل ولم تهجر فكرة الاجتياح إلى أراضي "إسرائيل".

منذ الآن يقول مسؤولون كبار في جهاز الأمن، إن الضربة القاسية والمفاجئة التي أوقعها الجيش الإسرائيلي على حماس ليلة الثلاثاء أدت الى تطورات إيجابية: أولا، سجل نشاط زائد من جانب الوسطاء الذين يحاولون إعادة حماس الى طاولة المفاوضات في ظل الموافقة على تحرير مخطوفين. ثانيا، العودة الى منحى ويتكوف وشطب منحى بولر – المرفوض من ناحية إسرائيل – وبموجبه تحرر حماس فقط عيدان الكسندر ذا الجنسية الامريكية الى جانب أربعة جثامين فقط، مقابل وقف نار طويل.

بين الحرب والمفاوضات

بخلاف كل أقوال سمعت في الأيام الأخيرة وتقضي بأن العملية هي “الحملة لاعادة ايتمار بن غفير الى الحكومة” من المهم التشديد على أن كل قادة جهاز الأمن أيدوا الخطوة بعد أن تصلبت حماس في مواقفها في المفاوضات وببساطة رفضت تحرير مخطوفين. والدليل على أن هذه ليست خطوة سياسية هو أن حتى رئيس الشباك، رونين بار الذي توجد نية لتنحيته أيد الخطوة. حسب مصادر رفيعة المستوى، بخلاف هذه التقارير أو تلك، فان اللواء احتياط نيتسان الون هو الاخر اعتقد انه كان يجب بدء الخطوة لاجل دفع حماس لتحرير مخطوفين.

وتشير محافل رفيعة المستوى الى أن إسرائيل تصر الان على العودة الى منحى ويتكوف الأول، أي تحرير نحو نصف المخطوفين الاحياء ونصف الأموات في المرحلة الأولى وان كان من غير المستبعد ان يكون ممكنا الوصول الى وقف نار محدود اكثر. في كل حال، تشير هذه المحافل، منذ الان، الى أنه في اعقاب بدء العملية والتهديد الحقيقي بتوسيعها الى درجة حسم حماس، تحسن الموقف الإسرائيلي في المفاوضات.

في الأيام القريبة القادمة سيواصل الجيش هجماته من الجو وتوسيع سيطرته على الأرض ولا يزال بشكل محدود، وذلك بهدف الاثبات بان إسرائيل جدية في نواياها. وزير الدفاع إسرائيل كاتس اطلق امس تهديدا حول ما سيأتي لاحقا ووعد بان “قريبا سيبدأ مرة أخرى اخلاء السكان من مناطق المعارك”. وأوضح أيضا بانه “اذا لم يتحرر كل المخطوفين الإسرائيليين وحماس لم تطرد من غزة – فان إسرائيل ستعمل بقوة لم تشهدوها من قبل.

هنا المكان للتشديد على أن كاتس يتحدث عن المرحلة النهائية للخطوة، وصحيح حتى هذه اللحظة اقر فقط القسم الأول في الخطة المتدرجة التي عرضها الجيش الإسرائيلي. المرحلة التالية في الخطة ستطرح هذا المساء على البحث في الكابنت. في هذه الاثناء، امس اجرى قادة جهاز الامن بحثا خاصا في كيفية الحفاظ على حياة المخطوفين في اطار الخطوة العسكرية. وقيل في البحث ضمن أمور أخرى ان مصلحة حماس الان هي الحفاظ على المخطوفين على قيد الحياة، لكن مع ذلك، بالتوازي، بحثت خطوات هدفها ممارسة ضغط كبير على المنظمة كي لا تمس بهم حتى في اطار العملية الإسرائيلية.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
المصادر

إسرائيل اليوم

التعليقات (0)