- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ضياء سعد عبدالله يكتب: " العراق: بين الشعارات والواقع السياسي"
ضياء سعد عبدالله يكتب: " العراق: بين الشعارات والواقع السياسي"
- 22 سبتمبر 2023, 8:56:05 ص
- 573
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في العراق، يبدو أن مفهوم المعارضة لم يحقق تمثيلًا حقيقيًا حتى في فترة ما بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. يثار السؤال: هل هناك فعلاً معارضة في العراق، أم أن ما يجري هو تجارة جديدة تبنت شعارات المعارضة؟ للإجابة على هذا السؤال، يجب أن نلقي نظرة على تجاربنا السابقة في مجال المعارضة، سواء قبل عام 2003 أو خلال تشرين عام 2019.
نجد أن حركة تشرين لا تزال تعاني من انقسامات شديدة حول المشاركة في الساحة السياسية الرسمية. على الرغم من وجود نواب مستقلين، وصولًا إلى 55 نائبًا، هناك أحزاب أخرى تدعي التأييد لحركة تشرين، بما في ذلك امتداد وإشراقة كانون. ومع ذلك، مرت امتداد بصدمة عندما حدث خلاف بين نوابها وأنصارها حول التعامل مع الأحزاب السياسية القائمة. ورفض نواب امتداد وإشراقة كانون، جنبًا إلى جنب مع مجموعة كردية تؤيد الإصلاح، المشاركة في التصويت لانتخاب الرئيس الجديد.
لاحظنا أن المظاهرات المناهضة للنظام في تلك الفترة وصلت إلى ذروتها بين عامي 2019 و2020، ثم تراجعت بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 والعنف الذي تعرض له المتظاهرون، وهو العنف الذي يُزعم أن بعض عناصر الأحزاب شاركت فيه.
في النهاية، يبدو أننا لم نشهد معارضة حقيقية في العراق. تلك الجماعات التي تُطلق عليها اسم المعارضة لم تكن في الأساس معارضة حقيقية، ولم تتميز بأنها جماعات عراقية بالمعنى الحقيقي للكلمة. كان ما يجمع هذه الجماعات هو "كره صدام حسين" والرغبة في التسلط على المناصب والثروات. وكان وراء ذلك تحقيق أجندات دولية متعارضة، حيث كانت الصيغة الزمنية "الأخوة الأعداء" تلعب دورًا مؤقتًا. كانت العلاقة بين أميركا وإيران مثالًا حيًا على هذه الأجندات المتعارضة. في نظر أميركا، كانت إيران تُعَد محور الشر في العالم، بينما في عيون إيران، كانت أميركا تُعَدّ الشيطان الأكبر.
بين المشاركة والمعارضة والشعارات، لا يوجد تشابه. إنك إما مؤيد للواحدة أو غير مشترك في أي منها. ومع ذلك، يمكن أن يسمح السياسيون والمرشحون لأنفسهم بالانحياز وتكوين التحالفات، وهذا أمر طبيعي يراعيه السياسيون نظرًا للصراعات التي يستندون إليها لبناء قواعد الجمهورية. هذا يُظهر أنهم ليسوا "سياسيين حقيقيين".
تواجه أزمة التحالفات تحديات جمة ووصلت إلى ذروتها بالصراعات العديدة بين التيار والأطراف الأخرى. ومع ذلك، قام زعيم التيار الصدري بالتراجع ولم يعرف لحد الآن سبب انسحابه من الساحة السياسية. تبقى هذه الخطوة محيرة، وما يمكن أن تحمله الفترة المقبلة يثير التساؤلات. حيث أصدر بيانًا لجماهيره
اعلن فيه الولاء ويتحدث عن البصمة بالدم، وينتظر ما سيحمله المستقبل.
تلك المستجدات تشير إلى تصاعد التوترات وقد تنجم عنها مواجهات مع من يسعى لتحقيقه في الاستحقاق الانتخابي. يمتلك التيار استقرارًا سياسيًا نسبيًا حاليًا، والتعديلات والخدمات تجري هنا وهناك تحت قيادته. ولكن هل سيمر تغيير الوزراء والمدراء بدون فوضى؟ وهل سيكون إقرار الموازنة كافيًا لرضا الشارع العراقي؟ جميع هذه الأمور تشغل العراقيين مباشرة. هل سنشهد عودة للشعارات والمعارضة مجددًا، أم ستستمر التحالفات والتلون السياسي الذي يمتاز به الشعب العراقي على مدى العشرين عامًا الماضية.، يعتمد ذلك على السياق والتطورات المستقبلية. لكن الحقيقة التي يجب أن نواجهها هي أن العراق لم يشهد معارضة حقيقية قوية بعد إسقاط نظام صدام حسين، وهذا يُظهر ضعف التنظيمات والقوى السياسية التي ادعت التمثيل للمعارضة.
لتحقيق مستقبل أفضل للعراق، يجب أن يكون هناك تعاون وتوافق حقيقي بين الأطراف المختلفة، وأهمية تحقيق تمثيل فعال لجميع الشرائح والمكونات في المشهد السياسي. يجب أن يكون هناك التزام ببناء دولة تُحترم فيها حقوق الإنسان وتتبنى مبادئ العدالة والشفافية، وهذا يمكن أن يشكل الأساس لظهور معارضة حقيقية قوية تسعى لتحقيق تطلعات الشعب العراقي.
كمواطنين، يجب علينا مراقبة التطورات السياسية بعناية والمشاركة بفعالية في العملية الديمقراطية لضمان أن يتم تمثيل مصالحنا وتحقيق تقدم دائم. العراق يمتلك إمكانيات كبيرة وشعبًا متعدد الثقافات والأعراق، وبالتعاون المشترك يمكن تجاوز التحديات وبناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.