- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عاموس هرئيل يكتب: الإحباط الأمريكي من إسرائيل يتحول إلى غضب.. وحماس أول من قرأ ذلك
عاموس هرئيل يكتب: الإحباط الأمريكي من إسرائيل يتحول إلى غضب.. وحماس أول من قرأ ذلك
- 7 مارس 2024, 12:34:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
خطاب نائبة الرئيس الأمريكي، كاميلا هاريس، أول من أمس يمكن أن يشير إلى انعطافة في موقف الولايات المتحدة من الحرب في قطاع غزة.
هذه هي المرة الأولى التي فيها المقاربة الأمريكية في واشنطن يتم التعبير عنها بشكل حاد جدا وواضح جدا. هاريس دعت إلى التوصل الى وقف لإطلاق النار الفوري في القطاع. وقالت إن الهدنة لمدة ستة أسابيع ستمكن من إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين. ولكن في نفس الوقت أكدت بتوسع على معاناة سكان القطاع المتزايدة.
حسب أقوالها فإن الفلسطينيين هناك يعانون من "كارثة إنسانية"، وأنه يجب على إسرائيل زيادة جهود مساعدتها "دون أي مبررات". وقالت أيضا إنه توجد الآن صفقة حقيقية على الطاولة، ودعت حماس إلى الموافقة عليها.
التصريح الطويل والمفصل لنائبة الرئيس يعكس أمرين في مواقف الإدارة. الأول هو أن الرئيس الأمريكي ورجاله يزيدون الضغط على الطرفين على أمل التوصل إلى صفقة تشمل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المخطوفين قبل شهر رمضان.
الثاني هو أنه بعد خمسة أشهر على بداية الحرب وصبر أمريكا على إسرائيل، يوجد حالة تآكل. في واشنطن يجدون صعوبة في تشخيص إستراتيجية لإسرائيل بخصوص الحرب، إضافة إلى جهود البقاء لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ الغضب من استجابة الحكومة الإسرائيلية البطيئة (في بعض الحالات جهاز الأمن) للصعوبات الإنسانية المتفاقمة في القطاع؛ القلق من تداعيات التورط المستمر في غزة على الوضع الإقليمي ومكانة بايدن قبل الانتخابات الأمريكية.
الحادثة الأساسية في هذا الشأن هي الكارثة التي حدثت في غزة في يوم الخميس الماضي، حيث قتل أكثر من 100 فلسطيني وهم بانتظار وصول شاحنة مواد غذائية.
حسب الجيش الإسرائيلي عدد قليل، تم إطلاق النار عليهم من قبل الجنود ويقول فقط من شعروا بالخطر على حياتهم منهم. هذا لم يكن إسهام إسرائيل الوحيد في الكارثة.
فالشاحنات تم إدخالها الى القطاع من الجنوب، وبعضها توجه نحو الشمال بهدف إحضار التموين لنحو 300 ألف شخص علقوا في منطقة الشمال ولم يذهبوا إلى الجنوب، منطقة رفح، عند اجتياح الجيش الإسرائيلي للقطاع في ديسمبر الماضي.
ضباط في الجيش الإسرائيلي قاموا بتنسيق وصول الشاحنات مع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين، الذين بدورهم قاموا بنقل الشاحنات لبضع ليال. هذه العملية لم يتم تنسيقها مع حماس، ولم يكن هناك أي حماية للقافلة من قبل رجال حراسة مسلحين.
عندما اندلعت الفوضى هرب السائقون مع المس ببعض المدنيين الذين حاولوا نهب البضائع. هذه طريقة مليئة بالعيوب، تم تبنيها فقط بسبب عدم وجود خيار آخر. ليس بالصدفة أنهم في الجيش الإسرائيلي يتوقعون أن هذه الكارثة يمكن أن تتكرر إذا استمر طريقة العمل الحالية.
الحادثة أثارت صدمة كبيرة في العالم. ولكن في إسرائيل استقبلت باللامبالاة. الجهة الرسمية الوحيدة التي كلفت نفسها عناء التطرق إلى الحادثة هو المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، دانييل هجاري، الذي عرض على وسائل الإعلام نتائج التحقيق العسكري الأولية في الأمر.
ولأنه لا يمكن لأي عمل جيد أن يمر بدون عقاب فقد حظي هجاري على الفور بمقال تصفية مليء بالاخطاء في القناة 14، ربما من أجل أن لا يدخل الجنرالات إلى رؤوسهم عدد أكبر من اللازم للأفكار حول إدارة سياسة إعلام مستقلة.
في الغرب وفي واشنطن أيضا فإن الحبل الذي أعطي للعمليات العسكرية الإسرائيلية يقصر، على الأقل في شهر رمضان.
في أعقاب الحادثة، قامت الولايات المتحدة بإنزال إرساليات مساعدة أولية للقطاع، وهي تنوي إنزال إرساليات أخرى بنفس الطريقة. منذ ذلك الحين إسرائيل تسمح بإدخال مساعدات أكبر للفلسطينيين.
الأمم المتحدة طلبت وحصلت من إسرائيل على مصادقة لإدخال معدات اتصال وتوجيه إلى القطاع (هواتف محمولة واجهزة جي.بي.اس) من أجل التمكين من اتصال أفضل مع القوافل التي تنقلها المنظمات الدولية.
في مساء يوم الجمعة استأنف الاتحاد الأوروبي تقديم المساعدات المالية للأونروا، التي توقفت بعد أن كشفت إسرائيل معلومات استخبارية عن مشاركة موظفين فيها في المذبحة في غلاف غزة.
من سارعت الى قراءة الصورة وترجمتها لأغراضها الخاصة هي حماس: يبدو أنها مرة اخرى تتصلب في مواقفها في المفاوضات حول صفقة المخطوفين من خلال الشعور أن الوقت يعمل في صالحها وأن تهديد إسرائيل باحتلال رفح غير حقيقي، وبالتأكيد هو غير فوري.
في المفاوضات بقيت عدة خلافات جوهرية، أهمها يتعلق بطلب حماس الحصول على ضمانات أنه بعد الانتهاء من إطلاق سراح المخطوفين في الدفعتين ستتوقف الحرب.
وخلاف آخر حول طلبها السماح للمدنيين بالعودة الى شمال القطاع (في هذه الاثناء الجيش الإسرائيلي يمنع الوصول إلى الشمال بواسطة الممر الذي يحتله والموجود في جنوب غزة).
السؤال هو هل الضغط الذي سيستخدمه الأمريكيون والوسطاء المصريون والقطريون سيكون ثقيلا وناجعا بما فيه الكفاية من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، في الوقت القريب رغم ذلك.
الحادثة في غزة تزيد تخوفات الغرب من تفشي الفوضى على صيغة الصومال. في جزء من المحادثات يسمع الأمريكيون من المستوى السياسي الإسرائيلي بأن بقاء حماس في السلطة هو احتمالية اسوأ من الفوضى في القطاع.
وعلى أي حال، بدون صفقة هناك خطر استمرار القتال الذي ستكون نتيجته موت المدنيين ("عدد كبير من المدنيين الأبرياء قتلوا"، قالت هاريس)، وازدياد الأزمة الإنسانية.
بسبب أن شهر رمضان يوجد في الخلفية فانه يمكن أن تثور هنا عاصفة أخرى. فالصور التي تأتي من غزة يمكن أن تؤجج النفوس في الدول العربية وأن تنطلق موجة جديدة من المظاهرات واعمال الشغب المناوئة لإسرائيل، التي ستتسبب أيضا بخطر داخلي على استقرار الانظمة.
يمكن الافتراض أن الوزير بني غانتس قد سمع بكل هذه الأمور في المحادثات التي اجراها مع جهات رفيعة في الادارة الأمريكية.
مشكوك فيه اذا كان رجال بايدن يعلقون الآمال على النجاح في تمرير رسالة من خلال غانتس لنتنياهو، حيث الاخير ينشغل بشكل كبير في تظاهره بالاهانة بادعائه أن الأمريكيين قد تجاوزوا البروتوكولات بتوجيه دعوة لغانتس بدون موافقته.