عبدالعزيز عاشور يكتب : حكايتي مع السيجارة

profile
  • clock 5 يوليو 2021, 8:07:59 م
  • eye 874
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

اسمك ايه ؟

عبدالعزيز 

فى كلية ايه يا عبد ؟

كلية التجارة 

سنة ايه يا عبد ؟

فى البكالويوس 

مش عايز تنام ليه يا ابنى ؟

أنام ليه يا دكتور ؟

يا ابنى أمبولة المخدر خلصت وانت عمال ترغى معايا ..

الطبيب مخاطبا مساعده :

أمبول بنج تانى 

انت بتشرب حاجة يا عبدالعزيز ؟؟

ايوه يا دكتور باشرب سجاير 

لا لا .. السجاير متعملش كده ، 

أكيد بتشرب حشيش او بتاخد مخدرات تانية ..

لا والله يا دكتور هى السيجارة بس ، وبالمناسبة أنا يا دوب طفيت السبجارة على باب غرفة العمليات ..


كان هذا ما دار بينى وبين الاستاذ الدكتور طبيب التخدير فى مستشفى الطلبة الجامعى بالجيزة أواخر العام ١٩٧٣ 


سبق هذا الحوار لحظة دخول الطبيب وأنا مستلقى على ظهرى على منضدة العمليات فما أن لمحت وجهه حتى بدت الدهشة على محياى فبادرنى بقوله :

لا مش هو !!

ما زالت الدهشة منعقدة على وجهى فبادر الدكتور بقوله :

أنا أخوه التوأم ..

كان طبيب التخدير نسخة مطابقة للأصل من وكيل كليتى تجارة عين شمس الدكتور ابراهيم هميمى ..

المهم ان الرجل حقننى بأمبول آخر وقبل ان ينتهى منه كنت قد ذهبت الى عالم آخر ..


كان المشهد غريبا وهو يحدث لى للمرة الأولى ..

عندما حكيت الموقف فيما بعد لصديقى جميل عبيد فاجأنى بتجربته مع العمليات والتخدير حين ذكر أن طبيب التخدير ما أن وضع الحقنة فى وريده حتى سأله :

اسمك ايه ؟

فرد عليه قائلا :    جاااا ..

لم يستطع أن يكمل اسمه الأول وراح فى نوم عميق ..


دخلت بعدها بسنوات الى غرفة العمليات خمس مرات على فترات متباعدة ..


فى كل مرة كنت أبادر طبيب التخدير بقولى ما تتعبش نفسك فى الكلام يا دكتور البنج تأثيره ضعيف فبالله عليك اتركنى لحالى ..

وأنخرط طويلا فى قراءة القرآن أو الدعاء حتى يؤتى المخدر مفعوله وأنام ويتم إجراء الجراحة ..


والمفارقة التى تكررت دوما كانت تتمثل فى أننى بمجرد إفاقتى من التخدير أجدنى أتمتم مستكملا ما كنت أتلوه من قرآن أو حتى من دعاء ..

فكنت دوما أقارن بين ما يحدث معى وما تردد كثيرا عل سمعى من أن المرء يبعث يوم القيامة على ما مات عليه فأدعو الله بالثبات وحسن الفعال فى البدء وفى الختام ..


#خواطرالإقامةالكورونية_الجبرية

التعليقات (0)