صديقى الحميم الأستاذ الجامعى المرموق قدم لى فيديو مصحوبا برسالة مكتوبة قائلا لى أنه سيرينى ما يسعدنى ويبعث على تفاؤلى ..

الفيديو صامت يصور عملية إنشاء كوبرى داخل مياه أحد البحار او الأنهار الكبرى ..

والرسالة المكتوبة تقول ان الفيديو يوضح إنشاء جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر ..

وأن الجسر المذكور أوشكت عملية إنشائه على الإنتهاء وأنه سيتم افتتاحه وبدء استخدامه خلال هذا العام 

وان هذا الجسر سيدر دخلا يقدر ب مائتى مليار دولار  ..

سألته هل تصدق ان هذا الفيديو المجهول المصدر يتعلق بالجسر المزعوم ؟

فرد قائلا : انت ح تشكك فى دى كمان ؟

هو مفيش حاجة عاجباك خالص ؟

قلت له بس الفيديو مفيش فيه اى اشارة او علامة تقول هو بيتعمل فين ..

قال ايوه يا خويا شكك شكك ..

قلت له يا صاحبى تفتكر ان الجسر ده لو بيتعمل فعلا ماكانش الاعلام قعد يطنطن بيه ليل نهار ويوعدنا بأنهار الرخاء القادم ؟

قال لى هو ده مش إعلام ؟ !!!!!!!

يا دكتور انا بحكم هوايتى باتفرج على قنوات الاخبار العالمية والعربية يوميا ..

تفتكر معقول ولا قناة واحدة تشير لعمل كبير زى ده ؟

يا راجل دول بيجيبوا سيرة الاشاعات والتسريبات حتى لو متعلقة بموضوعات هامشية او تافهة ..

يبقى ازاى يتغافلوا عن موضوع حيوى وخطير زى ده ؟

انت مصدق الفيديو بجد ؟

قال طبعا مصدقه .. لأن اللى أرسله لى صديق محل ثقتى ..

طيب يا دكتور..

انت راجل بتعلم طلاب الماجستير عندك منهج وطرق البحث العلمى ..

صح ؟

اعتبر ان الفيديو ده فرضية محتاجة لإثبات او نفى ..

هل مفيش طريقة للبحث والتحقق من صحته يجب انك تتبعها للتأكد قبل ما تصدق او تكذب ؟

ما فكرتش مثلا تلجأ لمولانا الشيخ جوجل وتسأله ؟

بكل بساطة رد على سؤالى بقوله :

اسأله انت .. 

أنا مصدق الفيديو ومش محتاج لجوجل ..

المهم بعد ما رجعت البيت لجأت انا لعمنا الشيخ جوجل وسألته ..

الراجل نفى بشكل قاطع ان هناك جسر او كوبرى يتم إنشاؤه حاليا ..

قلت ألف وأدور ع الراجل ..

أجى له من اليمين من الشمال انه يقول لى كلمة مفيدة وهو راسه والف سيف لا فيه جسر ولا فيه كوبرى ..

نسخت كل اجابات اونكل جوجل وفورا ارسلتها دليفرى لصديقى الحميم ..

وتصورت للحظة أننى أفحمته ..

وكان رده بالحرف تعليقا على ما أرسلته له من اجابات جوجلية :

ممكن تكون صح..وممكن لأ...الأيام حتوضح الحقيقة 

آى والله ..

والسؤال :

التغييب العقلى هل هو حالة اختيارية ارادية يذهب اليها البعض بمحض ارادتهم   ؟؟

أم أن هناك عوامل أخرى يمكن أن تدفع المرء لهذه الحالة  ؟

أرى الناس جميعا متساوون فى التكوين 

لم يخلق أحدهم بلا عقل .. 

ومن ذهب عقله لسبب او لآخر فلا تكليف عليه ولا لوم له فيما يفعل ..

ولكن القاعدة ان الناس جميعا لهم عقول وان تفاوتت فى القدرة وفقا لشروط وظروف النشأة والبيئة ونوع وكم التحصيل العلمى ..

يعنى لما تلاقى شخص ناجح دراسيا ويحصل على أعلى الدرجات والشهادات العلمية يبقى مؤكد ان عنده عقل ..

ومؤكد كمان انه عقله شغال ..

لكن يلفت انتباهك ان كثيرا او كل من ينتمون لجماعات تعتمد تعطيل العقل وإلغائه شرطا رئيسا للإنتساب اليها هم من الحاصلين على أعلى الدرجات العلمية بل ومنهم أشخاص ناجحون فى حياتهم المهنية والاجتماعية ..

ويلفت انتباهك أكثر حين ترى هؤلاء فى امور حياتهم الاجتماعية والمهنية يعملون عقولهم وينجحون كثيرا ..

لكن عندما يتعلق الأمر بالتابوه ( الجماعة المتبعة) فإن هذا العقل الواعى او اللى مفروض إنه واعى فجأة يتعمل له فيتو ويتقال له ستوب 

حدودك هنا ..

اشتغل بره الحدود لكن لما تدخل لأمور التابوه ادخل وسيب عقلك بره ..

قد يرى البعض ان ذلك وقف على منتسبى الجماعات المنظمة وخصوصا من يرفع منها راية الدين او القبلية او الطائفية ..

الا ان الأمر كما أرى فى الواقع يتعدى الى غير هؤلاء ..

يتعدى الى غيرهم ..

يتعدى حتى لمن يقولون بأنه لا تابوهات لديهم وليسوا بالفعل ممن ينتسبون لجماعات او احزاب او حتى ممن يهتمون بذلك ..

الأمر قد يراه البعض قد بلغ حد الظاهرة مما يوجب على المهتمين ان يبادروا بوضعه قيد الدراسة والبحث دون الإكتفاء بتوزيع الاتهامات يمنة ويسرة ...