فى الوقت الذى تواجه فيه بلادنا خطرا وجوديا متمثلا فى سد النهضة والذى اقتصرت جهودنا أمام الصلف الإثيوبى فى الإستجداء المذل لإثيوبيا أن تجلس معنا للتفاوض وأقصى أمانينا المعلنة أن يتدخل الوسطاء للتوفيق بيننا ..

تخرج علينا نشرات الأخبار بالأمس لتخبرنا بأن جهاز الموساد الاسرائيلى نجح فى اختراق محطة نطنز النووية الايرانية المحصنة والبعيدة عن متناول الجميع وتعطيل العديد من أجهزة الطرد المركزى وإخراجها من الخدمة تنفيذا لتهديدات نتنياهو بأنه سيحول بين ايران وبين انتاج السلاح النووى ..

صحيح ان ايران تملك الإستعاضة عن الأجهزة القديمة بأجهزة حديثة ولكن العبرة فى بذل كل مستطاع لحماية الحقوق المظنونة وغير المستحقة ..

فما بالنا ونحن أمام خطر وجودى وليس خطرا محتملا لا يهتز لنا جفن ونكتفى بتصريحات تثير الشفقة ولا تستدعى التضامن حتى باتت الأصابع تشير الى ما يشبه التعمد فى عدم بذل العناية الواجبة للحفاظ على الحقوق المصرية ..

فهل سد النهضة الذى لم يكتمل بنيانه بعد أشد تحصينا وأبعد منالا من منشأة نطنز النووية ؟

علما بأن حكومة الكيان الصهيونى لم تقم بشن حرب ولا حتى هددت بها وإنما قام جهاز مخابراتها بدوره القذر وبلغ بما فعل ربما ما لم يكن يمكن بلوغه بالحرب ..

والمؤسف - وان كان ذلك خارج السياق - أن تجد من بين حكومات العرب من يصطف الى جانب الكيان الصهيونى فيما فعل ..

فهل نرى فى الأيام القليلة المقبلة تغيرا فى الموقف الرسمى المصرى يعيد للبلاد كرامتها المهدرة ويحفظ حقها فى الحياة ويمنع الغير من تهديد وجودها مهما كانت مبررات التقاعس ؟؟

وهل تذكرنا نفحات رمضان بما فعله جنودنا البواسل فى هذا الشهر الكريم فى حرب رمضان اكتوبر فيثير فينا كوامن قد تراكمت عليها عوامل الخذلان ؟

أتمنى ..

...