- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عبود مصطفى عبود.. قراءة في رواية ساعتان للحب
عبود مصطفى عبود.. قراءة في رواية ساعتان للحب
- 30 مارس 2021, 2:55:28 ص
- 1331
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رواية للألماني هينز كونساليك
في مدينة ألمانية يعيش صديقان وزوجتاهما، الأول مهندس معماري مشهور وثري، يدعى هنريك زومباك، متزوج من لويز متوسطة الجمال.
والآخر بنليو روسمان، يمتلك مصنعا ويمتلك معه أيضا سمعة طيبة بين الناس، ومتزوج من مارجوت، سيدة شابة وجميلة كلها حيوية وإثارة وأصغر من زوجها بواحد وعشرين عاما.
تبدأ أحداث الرواية بوجود علاقة سرية بين زومباك ومارجوت، حيث يلتقيان في بنسيون سوتيك في يومي الثلاثاء والجمعة من كل أسبوع لمدة ساعتين بعد وقت الغداء، لهذا الرواية عنوانها ( ساعتان للحب).
تتعلل مارجوت بالذهاب إلى مصفف الشعر لتلتقي بصديق زوجها زومباك، وفي أحد اللقاءات تتصاعد الأحداث وتتعقد عندما تصاب مارجوت بأزمة قلبية وتموت وهي بين ذراعي زومباك.
هنا يبدأ الطرح الفكري الحقيقي للرواية، فهي ليست مجرد رواية بوليسية أو حدوته عن الخيانة الزوجية.
أبدا فالفكرة الرئيسية في الرواية تدور عن الخلل في منظومة القيم الغربية، وهل سيختار زومباك مواجهة نفسه والمجتمع بجريمته الأولى وهي خيانة صديقه، أم يتمادى في جرائمه بالتخلص من جثة مارجوت حتى لا ينكشف أمره؟
اختار زومباك الأمر الثاني، وانحاز إلى قيمة الفوز بأي شكل وأي صورة وقرر التخلص من جثة مارجوت معتبرا موتها محاولة منها لإيقاع الأذى به وهي ميتة لأنها فشلت في ذلك حية، نظر إليها قائلا:" ها هي ذي راقدة، وسوف تتسبب الآن في انهيار عالم بورجوازي هادئ، ما لم تسطع إنجازه أبدا خلال حياتها ستفلح في انجازه بموتها".
وعلى الفور يبدأ خطته بعمل اتصال تليفوني يثبت من خلاله تأخره خارج المنزل لمعاينة قطعة أرض لبناء مصنع عليها، ثم رشوة صاحب البنسيون لإخراج الجثة ثم إزالة كافة البصمات ودفن الجثة في حديقة بعيدة ووضع سيارة مارجوت على الطريق السريع.
وبعد أن ينتهي من ذلك كله يقول لنفسه مزهوا بأنانيته وغلبة قيمة الفوز البشعة داخله قائلا:" ليس في مقدور أحد أن يفعل خيرا مما فعلت..".
ظن زومباك أن الأمر انتهى لكن الأحداث تصاعدت عندما بدأت الشرطة في البحث عن مارجوت، بمعاونة زوجها الذي كان مصرا على استعادتها مهما كلفه الأمر، بدأ الخناق يضيق حول زومباك ففكر في قتل صديقه والتخلص منه ثم تراجع عن ذلك، وفي يوم من الأيام وجدت لويز في سترة زوجها علبة كبريت عليها علامة بنسيون سوتيك وكانت تعلم أنه من عادات مارجوت ركن سيارتها في الشارع، بدأت لويز تشك في زوجها وإمام إصرارها وأسئلتها أعترف لها بالحقيقة وتنازل لها عن ثروته مقابل ألا تبلغ عنه إلا بعد رحيله بطائرته الخاصة إلى أمريكا الجنوبية، وأثناء هروبه تسقط الطائرة وتتحطم ويلقى زومباك مصرعه.
الرواية بسيطة البناء شديدة الثراء، تتجلى بساطة البناء في عدد الشخصيات القليل، مع وضوح الرؤية وتصاعد الصراع بشكل منطقي.
أما ثراء الرواية فيظهر، من خلال الطرح الفكري للرواية وما تثيره من طغيان قيم المادة والنهم للمتعة والاستحواذ على حياة الغرب.
الرواية ممتعة ومفيدة وتستحق القراءة والتأمل.