- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: مع انتصاف عقدها الرابع ما الذي قدمته حماس للقضية؟
عزات جمال يكتب: مع انتصاف عقدها الرابع ما الذي قدمته حماس للقضية؟
- 14 ديسمبر 2022, 6:54:55 ص
- 788
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحيي حركة المقاومة الإسلامية حماس ذكرى انطلاقتها الخامسة والثلاثين غدا الأربعاء ١٤من ديسمبر في مهرجان مركزي بعنوان " آتون بطوفان هادر" والذي سيقام في ساحة الكتيبة في قطاع غزة
وهي التي انطلقت في العام ١٩٨٧ في ظل واقع فلسطيني شديد التعقيد، فالعمل الثوري الفلسطيني تعرض لنكسة صعبة عقب اجتياح بيروت في العام ١٩٨٢ وعلى إثر ذلك غادر المقاتلون الفلسطينيون لبنان، وبدأت فعليا مساعي تدجين منظمة التحرير الفلسطينية
إضافة لفرض الاحتلال سيطرته على فلسطين المحتلة بشكل كامل واحتلاله لأجزاء من دول عربية وتراجع أعمال المقاومة بفعل الملاحقة المتواصلة، مع استمرار الضغط لإخضاع المنظمة والتي بدأت تؤتي أكلها في الذهاب نحو الاعتراف بالعدو المحتل مقابل الاعتراف بالمنظمة كممثل للشعب الفلسطيني وتأسيس السلطة لاحقا
وهنا انقسمت الأحزاب والقوى الفلسطينية لمؤيد ومعارض لهذا الخضوع أمام الاحتلال، في ظل هذا الواقع القاتم والتراجع المخزي، كان ثلة من الشيوخ والشباب يتناقشون فيما بينهم حول ما آلت إليه الأمور في الوطن المحتل، وقد عزموا على اطلاق مقاومة متصاعدة للمشروع الاحتلالي من داخل الوطن من غزة والضفة والقدس والداخل، وبدء الترتيب للإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية حماس ، حيث تواصلت اللقاءات من أجل استكمال البناء وتمتينه لمواجهة الاحتلال بكل قوة، وقد كانت حادثة المقطورة التي دهست مجموعة من العمال الفلسطيني الشرارة التي انتظرها المؤسسون فطبع البيان الأول والذي حمل اسم " الانتفاضة " وتنطلق معه انتفاضة شعبية عارمة من أشد انتفاضات شعبنا الفلسطيني
لتعلن حماس عن نفسها كحركة تحرر وطني بمرجعية إسلامية ترى في المقاومة السبيل الوحيد لتحرير فلسطين واستعادة حقوقنا المشروعة، بالتعاون مع كافة المكونات الوطنية الفلسطينية الأخرى
آخذة على عاتقها استعادة روح المقاومة وإشعال روح الثورة من جديد ورفض كل مسارات الاعتراف بالاحتلال وحقه على أرضنا وقد لاقت في سبيل ذلك ملاحقات شرسة استمرت لسنوات لكنها فشلت في ثنيها عن المقاومة أو دفعها لتغيير ثوابتها المستمدة من ثوابت القضية
ومع مرور الوقت تعاظم دورها وتصاعدت شرعيتها الثورية والشعبية ثم السياسية عقب خوضها الانتخابات لأول مرة في العام ٢٠٠٦ لتكتسح من خلالها ثلثي مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني بعدما صوت لها الشعب إيمانا بمنهجها المقاوم متجاهلا مشروع التسوية الذي ثبت فشله وفشل الرهان عليه
وما زال يتعاظم تأثير حماس داخليا وخارجيا رغم كل محاولات عزلها وحصارها واستهدافها الذي لم يتوقف، حيث كان يزداد معه التفاف الجماهير حولها وإيمانهم برؤيتها للصراع مع الاحتلال
فغدت اليوم حماس قوة سياسية وطليعة عسكرية ومدرسة أمنية، تتفوق على الاحتلال وتسوء وجهه في الميادين المختلفة، وتتقدم الصفوف لتعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية وتجمع الصفوف من أجل مواجهة المشروع الصهيوني وداعميه، مستندة لإيمان كل الأحرار بجذوى المقاومة ومشروعيتها في وجه الاحتلال..
يحسب لها العدو ألف حساب وتهتف باسمها الشعوب فخرا ومحبة، تقود معركة الدفاع عن الثوابت، وتعد العدة للتحرير وترعى المقاومة، التي أولتها الاهتمام الأول منذ نشأتها، حتى استطاعت مع القوى والفصائل تأسيس جيش فلسطيني موحد في الأرض المحتلة هدفه صيانة الثوابت وتحرير الأرض المحتلة، وفي سبيل ذلك تحرص الحركة على الاستناد لعمقها العربي والإسلامي فهي أظهر على مدار عقودها الثلاث نضوج ووعي سياسي ودبلوماسي زاد من حضورها وتقديرها الإقليمي والدولي