- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: هل باتت مواقع التواصل تضع الاحتلال في قفص الاتهام؟
عزات جمال يكتب: هل باتت مواقع التواصل تضع الاحتلال في قفص الاتهام؟
- 16 فبراير 2023, 10:50:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انتهى الوقت الذي كان يصول ويجول فيه الاحتلال الإسرائيلي في الساحة الإعلامية مستغلا إمكاناته الضخمة وعلاقاته الواسعة، لترويج الرواية التي يريد والتي تضمن إدامة التعاطف الدولي معه؛ ومع دخول عصر الانترنت التفاعلي ووسائل التواصل الاجتماعي باتت رواية الاحتلال تتصف بأنها ركيكة وضعيفة بعد استطاعة أي فرد يحمل هاتف أن يوثق جرائمه بحق الشعب الفلسطيني لحظة وقوعها ويشاركها مع كل العالم
وهذا ما أوجد لدى الاحتلال شعور بالخطر لطالما حذر من تداعياته قادته الأمنيين والسياسيين على حد سواء، وهو ما ساهم فعليا في هدم الرواية الصهيونية وخدمة الرواية الفلسطينية، التي بات بطلها كل من يحمل هاتفه ويوثق جرائم الاحتلال، فسعى الاحتلال لمواجهة ذلك عبر شبكة علاقاته، في محاولات شرسة لحجب كل ما يتعلق بالرواية الفلسطينية من خلال الحذف وتقييد الوصول في سبيل حجب الحقيقة
وقد واجه النشطاء الفلسطينيون كل ذلك بالمزيد من الإصرار والتحدي على فضح الإجراءات الاحتلالية، مستغلين كل المساحات المتاحة والمواقع المتوفرة لإيصال الصورة والخبر والفيديو لكل سكان العالم بكل اللغات
مستغلين حقيقة تراجع اهتمام الجمهور العالمي بوسائل الإعلام الرسمية لصالح مواقع التواصل الاجتماعي؛ بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي صاحبة التأثير الأكبر والمتزايد لتحل محل وسائل الإعلام التقليدية وتساهم بقوة في توجيه الرأي العام، وتغير نظرة الأفراد والشعوب؛ ببساطة لاستحالة تكذيب ما تراه العين وتوثقه العدسات في التغطية الحية والمباشرة
بالإضافة لكل ذلك استطاع الفلسطيني أن يحقق ميزة أخرى تحققت عبر استخدام هذه المواقع، واستثمرها لتحقيق تواصل افتراضي فعال مع أبناء وطنه، متجاوزا كل حواجز الاحتلال التي رسخها ليفصل بيننا في أماكن تواجدنا المختلفة سواء في داخل فلسطين أو خارجها، وبتنا اليوم على تواصل لحظي وتفاعل مباشر مع الأحداث الجارية مثلا فالقدس والضفة؛ بل إن هذه المواقع حققت تواصل فعال مع الجمهور العربي والإسلامي والعالمي ودفعته لاتخاذ مواقف واجراءات، وقد لاحظنا أهمية هذا الدور في معركة سيف القدس، حيث كان لوسائل الاعلام الاجتماعي دور مهم وفعال لحشد الجهود لإسناد موقف المقاومة المدافعة عن المسجد الأقصى، وقد رسمنا كشعب فلسطيني مشهد عَزَ شبيهه من وحدة الصف والمشاركة في التصدي للاحتلال
إن إصرار الاحتلال الدائم على ابتكار الوسائل المختلفة لحجب الرواية الفلسطينية، يجب أن يقابله التحدي والإصرار على هزيمة الاحتلال في هذه الساحة المهمة والمؤثرة والتي لا تقل أهميتها عن من يتصدون للاحتلال بكل السبل والوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة التي كفلتها لنا الشرائع كافة لمواجهة الاحتلال الظالم الجاثم فوق أرضنا ومقدساتنا.