- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عسكري أمريكي سابق: على الكونجرس إنهاء التواطؤ الأمريكي في حرب اليمن!
عسكري أمريكي سابق: على الكونجرس إنهاء التواطؤ الأمريكي في حرب اليمن!
- 23 يوليو 2022, 4:56:58 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كتب دان جيلمان، عضو منظمة «محاربين قدامى من أجل السلام»، والذي خدم سابقًا في حرب فيتنام؛ مقالًا نشره موقع «تروث أوت» الأمريكي يطالب الكونجرس وضع حدٍّ لما يصفه بـ«التواطؤ الأمريكي» في الحرب التي تشنها السعودية على اليمن، من خلال تمرير قانون يستند إلى قانون صلاحيات الحرب لعام 1973، والذي يمكن أن ينهي الانخراط الأمريكي في حرب اليمن.
وفي مطلع مقاله، يلفت الكاتب إلى أن غضب المنتقدين في الولايات المتحدة للرئيس بايدن، لا يزال على أشدِّه من جرَّاء مصافحة قبضة اليد اللطيفة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والاجتماع معه في قمة جدة، متَّهِمين بايدن بإخلاف وعده بأنه سيجعل السعودية «منبوذة»، بعد حادثة القتل الوحشي للصحافي جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة «واشنطن بوست».
يد ملطخة بالدماء
وبحسب ما يستدرك الكاتب، ليس دم خاشقجي وحده الذي تلطخت به يد ولي العهد السعودي؛ فبدعم من أمريكا، تشنُّ السعودية منذ عام 2015 حربًا مروعةً وحصارًا على اليمن، لافتًا أن لدى واشنطن الآن فرصة لوقف مشاركتها في هذه الحرب العقيمة، التي أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف مدني في اليمن.
من يمين الصورة: السيناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين، والسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز
ويقول الكاتب: بصفتي واحدًا من قدامى المحاربين في حرب فيتنام، لدي معرفة مباشرة بكُلْفة الحرب المروِّعة، وأولئك الذين يعانون ويلات الحرب أكثر من غيرهم، هم أولئك الذين يقعون في أتون النيران؛ ولهذا السبب أَحُث أعضاء الكونجرس على الانضمام إلى أعضاء مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، وإليزابيث وارين، وباتريك ليهي، وأكثر من 100 عضو في مجلس النواب، من أجل رعاية قرار «صلاحيات حرب اليمن – Yemen War Powers Resolution»، لإنهاء دعم الولايات المتحدة للحرب التي تقودها السعودية في اليمن.
حاجة ماسَّة لتصرف سريع
وتابع الكاتب: لا نملك رفاهية الانتظار حتى نتصرف حيال هذا الشأن، فعلى الرغم من أن الأطراف المتحاربة تفاوضت على تمديد الهدنة الأخيرة، فإن السعودية يمكنها استئناف حملتها القاتلة، للقصف والحصار المفروض على اليمن، عندما ينتهي وقف إطلاق النار نهاية يوليو (تموز)، وبالنظر إلى هذه النقطة الحاسمة في مفاوضات السلام، من المهم للغاية أن تتصرف الولايات المتحدة بسرعةٍ، وتمرر قرار صلاحيات حرب اليمن الآن.
ومن خلال التوقيع على قرار صلاحيات حرب اليمن، سيزداد زخم الكونجرس لإنهاء الدعم الأمريكي للحرب المدمرة، وسيزيد الضغط على التحالف الذي تقوده السعودية لتمديد وقف إطلاق النار ومحادثات السلام.
أزمة إنسانية
ويضيف الكاتب قائلًا: ومنذ أن كنتُ في فيتنام بوصفي طبيبًا، رأيتُ وتعاملتُ مع الآثار المميتة والمفجعة للحرب على شعب يتعرض للهجوم، وضحايا الحرب ليسوا مجرد إحصائيات، أو أضرار جانبية، فهم بشر يستحقون مساعدتنا وتعاطفنا.
وأدت الحرب في اليمن إلى أزمة إنسانية شاملة أعربت بشأنها الأمم المتحدة عن قلقها الشديد، بالإضافة إلى مقتل 400 ألف يمني، ووجود ما يقرب من 16 مليون يمني معرضين لسوء التغذية الحاد، وملايين على أعتاب مجاعة وشيكة، وفي ضوء الارتفاع العالمي في أسعار القمح الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، تحذر الأمم المتحدة أنه دون اتخاذ إجراءات فورية، فإن الوضع «على وشك أن يزداد سوءًا» قبل أن يبدأ بالتحسن.
جلسة في مجلس الأمن عن الكارثة الإنسانية في اليمن
وأشار الكاتب إلى أن وقف إطلاق النار سمَح للمنظمات الإنسانية الوصول إلى السكان الذين كان يتعذر الوصول إليهم في السابق، ومن المرجَّح أن العودة إلى القتال ستؤدي للحدِّ من إجراءات منظمات الإغاثة المحافظة على حياة الناس، وتزيد من إعاقة سلاسل التوريد التابعة للقطاع الخاص كذلك، مما سيفاقم الجوع وحالات الموت.
دعم لم يُجِزه الكونجرس
وشدَّد الكاتب على أن الكونجرس لم يُقر أبدًا دعم الولايات المتحدة للحرب الوحشية التي تشنها السعودية على اليمن، ومع ذلك، تواصل أمريكا دعمها الحاسم، للقدرات الهجومية للجيش السعودي، والذي يشمل تقديم الخدمات اللوجستية، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتوفير قطع الغيار والصيانة التي يحتاجها سلاح الجو السعودي لمواصلة قصف أهدافه.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن السعودية تستخدم الدعم الذي تقدمه أمريكا لشن هجوم دام سنواتٍ على الشعب اليمني، وحان الوقت لإنهاء المعاناة والموت الناجمَيْن عن هذه الحروب الأبدية، ويتعين على الكونجرس تمرير قرار صلاحيات حرب اليمن، وإنهاء التواطؤ الأمريكي في قتل المدنيين اليمنيين.