- ℃ 11 تركيا
- 26 نوفمبر 2024
عصام أبوبكر يكتب:حرب الرسائل بين إسرائيل وحزب الله
عصام أبوبكر يكتب:حرب الرسائل بين إسرائيل وحزب الله
- 26 نوفمبر 2024, 8:55:18 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعد إعلان حزب الله عن اغتيال حسن نصر الله الأمين العام للحزب، واعتراف إيران اغتياله، التي يبدو أن إيران قد ضحت به وبحزب الله وضحت بلبنان كلها للمحافظة على أمنها القومي وفق صفقة سرية حدثت بينها وبين أمريكا، وبالتالي يصبح لبنان آخر ضحايا إيران بعد غزة، وكما توقعت أنه بعد اغتيال نصر الله سوف تجتاح قوات إسرائيلية جنوب لبنان فيما يعد بداية الحرب البرية بين إسرائيل وحزب الله.
الحرب القائمة الآن بين إسرائيل وحزب الله قد تجاوزت قواعد الاشتباك وتطورت إلى مدى أكبر وهو الحرب البرية، وأعتقد أن إسرائيل تجاوزت مرحلة إبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني إلى تدمير حزب الله، فإسرائيل تسير حسب خطط ممنهجة وسيناريوهات معينة في مسار هذه الحرب حيث إنها استعملت سياسة حرب عكسية مع حزب الله أي بدأت بحرب إضعاف واستنزاف والآن حرب عسكرية، بعكس نهجها في حرب غزة، حيث بدأت في حرب عسكرية طويلة والآن تسير في خطى حرب الاستنزاف نحو تفريغ غزة من سكانها وإحلال أمريكا والشركات العالمية مكانهم.
لكن هناك رسائل متبادلة بين إسرائيل وحزب الله من خلال هذه الحرب فكلاهما يرسل رسائل إلى الآخر، وقد قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد الهجوم السيبراني وتفجير أجهزة البيجر واللاسلكي "إن إسرائيل وجهت ضربات لجماعة حزب الله اللبنانية لم تكن تتوقعها". وتوّعد نتنياهو: "إذا لم تصل الرسالة إلى حزب الله ولم يفهمها سأعمل على إيصالها"، في حين خرج بعدها نصر الله في رسالة تحد إلى نتنياهو في لقاء متلفز وتحدي نتنياهو بأنه لن يستطيع إرجاع سكان الشمال إلى منازلهم وقال "بيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان"، بعدها تم اغتيال حسن نصر الله في ضربة جوية أثناء أجتماعة مع قيادات الحزب بمقر قيادة الحزب بالضاحية الجنوبية، ومعه عدد من قيادات الحزب أبرزهم علي كركي قائد الجبهة الجنوبية.
بعدها صرح رئيس الأركان الإسرائيلي بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل نصر الله أن الرسالة واضحة سنصل إلى كل من يهدد أمن إسرائيل، بعدها خرج هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله وهو ابن خالة حسن نصر الله وصهر قاسم سليماني وكان المرشح بقوة لخلافة نصر الله في تصوير تليفزيوني في مقابله مع أعضاء من حزب الله وهو يقبل البندقية في رسالة تحد جديدة إلى إسرائيل بأن اغتيال نصر الله لن يثبط عزيمتنا، بعدها تم استهدافه واغتياله بضربه جوية وبحجم متفجرات أكبر وقت اجتماعه في مقر مخابرات الحزب مع قادة من الحزب أبرزهم رئيس مخابرات حزب الله والمعروف باسم "مرتضى"، وكذلك محمد رشيد سكافي المسؤول عن أنظمة الاتصالات بالحزب في رسالةواضحة من إسرائيل بأن الحزب وقياداته واجتماعاته مكشوف لدينا وأن الحزب مخترق من أعلى قياداته وأن كل قيادات الحزب هدف للاغتيال.
ولكن يأتي السؤال المهم لماذا لبنان الآن، وما طبيعة الرسائل بين إسرائيل وحزب الله؟
أولا: لماذا لبنان الأن لأن اسرائيل تسير حسب الترتيب والأولويات وهي كالاتي الأولوية كانت لإنهاء غزة وليس فقط حماس وقد انتهت منها، تأتي بعدها الضفة الغربية وأصبحت محاصرة وجاهزة ما عدا الدخول إلى مقاطعة رام الله وطرد أبو مازن والسلطه الفلسطينية إلى الخارج كنوع من السيادة، وأخيرا القضاء على حزب الله وتدمير الضاحية الجنوبية للبنان وإبعاد حزب الله شمال نهر الليطاني أو تدميره والقضاء عليه عسكريا.
ثانيا: ما طبيعة الرسائل المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله؟
رسائل إسرائيل إلى حزب الله
اولا: إنهاء حزب الله عسكريا وتركيعه ثانيا: ضرب المرافق الحيوية في لبنان بما فيها المطار والكهرباء والبنية التحتية وخط المياه والاتصالات. ثالثا: تدمير الضاحية الجنوبية وتحويلها إلى غزة 2 رابعا: تدمير الجنوب اللبناني لمسافة آمنة عن حدوده وليس فقط إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني وإنما مسح المنطقة وربما بناء منطقة عازلة.
خامسا: ضرب الفصائل الفلسطينية في لبنان وبالأخص حماس وفتح وهذا يعني أن المخيمات الفلسطينية قد تكون ضمن أهداف إسرائيل.
سادسا: ضرب مواقع في سوريا تتبع حزب الله والفصائل الفلسطينية.
سابعا: ضرب مواقع في العراق بمساعدة الأمريكان.
ثامنا: ضرب اليمن وبقوة وإبعاد الحوثيين عن البحر الأحمر.
أما رسائل حزب الله إلى إسرائيل
أولا: كان هدف حزب اللة من مساندة غزة هو إيقاف الحرب في غزة فأول اهداف حزب الله إلى إسرائيل كان إذا أرادوا إيقاف الحرب في جنوب لبنان فعليهم أولا إيقاف الحرب في غزة على مبدأ وحدة الساحات فحزب الله لا يريد فصل الجبهات ولكن كليهما مرتبط بالآخر، وأن دور حزب الله هو الإسناد فقط لكن الواضح انه في الاخير تخلي عن هذا الهدف فالواضح حتى الآن أن حزب الله لا يسند غزة وما سلوك حزب الله والحوثيين وجماعة الإسلام في العراق إلا تضامن مع حماس، والسبب أنهم أذرع إيرانية يريدون تثبيت وجودهم في الشرق الأوسط، فالقضية ليست إسرائيل وإنما وجودهم ومنافستهم على حصصهم في الشرق الأوسط خوفا من تقويض إيران ونهايتهم وما غزة إلا شماعة يعلقون عليها شعارات المقاومة.
ثانيا: أن حزب الله كان لا يريد حرب مباشرة مع إسرائيل وإنما يريد المحافظة على وجوده ومكتسباتة والمناوشات مع إسرائيل في حدود قواعد الاشتباك فقط وظهوره في محور المقاومة لخداع الشعوب العربية دون الدخول في حرب حقيقية مع إسرائيل لكن يبدو إن إسرائيل في نشوة انتصارها الاستخباراتي وقتلها كل قيادات حزب الله بمن فيهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب قررت الدخول في حرب برية للقضاء علي حزب الله نهائيا وعودة مواطني الشمال إلى مستوطاناتهم المغتصبة.
ثالثا: يبدو أن إيران قد تخلت عن حزب الله، فإيران لا تجرؤ على الدخول في أي حرب لأن نتائجها هي دمار إيران فهي دولة لا تغامر بأراضيها في الدخول في حرب شاملة ضد إسرائيل من أراضيها، وإنما قد تقوم بمناوشات من خلال وكلائها في المنطقة سواء في العراق أو اليمن أو سوريا أو لبنان، لكنها لن تدخل في حرب شاملة، وعلى الأغلب أن إيران سوف تضحي بحزب الله وسوف تجعل ملعب انتقامها لبنان وعليه ستكون لبنان الضحية الأخيرة من ضحايا إيران.
رابعا: حزب الله تم إعطائه أكثر من فرصة ليمارس مواهبه في ضرب الشمال وكانت ضرباته أغلبها وهميه أكثر منها واقعية ومعظم الصواريخ التي ضربها حزب الله كانت تقع في مناطق خالية وللعلم ضرب حزب الله ما يزيد عن 8000 صاروخ ولو ضرب من قبل جهة أخرى فمن المفترض أن تنتهي اسرائيل للابد وهذه رسالة مفادها أن حزب الله لا يريد إزالة إسرائيل وإنما هي شعارات يرفعها للمتاجرة بالقضية الفلسطينية وإيهام العقول الساذجة بمحور المقاومة ضد إسرائيل.
خامسا: ينتظر حزب الله أن تدخل إسرائيل إلي جنوب لبنان بريا وهذا ما تفعله إسرائيل حاليا بأنها تقوم بسياسة الأرض المحروقه وقد قامت بالإجتياح البري لجنوب لبنان لإبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني وإنشاء منطقة عازلة وهذا ما كان ينتظرة حزب اللة الاجتياح البري فمهما بلغت فرق التكنولوجيا الشاسع والفجوة العميقة بين حزب الله وإسرائيل لكنها لن تستطيع حسم المعركة بالضربات الجوية ولكن لا بد لها من التواجد على الأرض حتي تستطيع حسم المعركة وهنا بدأت المعركة الحقيقية بين إسرائيل وحزب الله وبعدها تراجع حزب الله لإبرام صفقة بالشروط الإسرائيليه
سادسا: إن ما يحدث حاليا من حرب برية بين إسرائيل وحزب الله، وهذا ما كان يريده حزب الله أن يستدرج إسرائيل إلى حرب برية ولكن إن لم ينتصر فيها حزب الله ستكون بمثابة انتحار عسكري وسياسي للحزب وسيكون واحدة في سلسلة إنتحار حركات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وبداية العد التنازلي لهذه الحركات نحو النهاية
سابعا ..تأتي الهجمات الأخيره من حزب الله لإسرائيل والتي كان اخرها أمس الأول في هجوم هو الأكبر من نوعه ٣٤٠صاروخ أطلقت من جنوب لبنان الي تل أبيب تحمل رسائل و دلالات إستراتيجية وهي رسائل متبادله بين الطرفين فيما اطلق عليها رسائل تحت النار ليستطيع كل طرف أن يضغط بأقصى قوه علي الطرف الأخر للحصول علي أكبر مكتسبات ممكنه في التفاوض قبل عقد الاتفاق والذي سيتم إبرامه خلال ساعات فالهجمات الأخيره تحمل رسائل إستراتيجية أهمها أن قدرة الحزب على تحقيق توازن الردع مع إسرائيل واستمرار حضوره في المشهد الميداني مازالت قائمه مهما كانت نتيجة الاتفاق الذي سيتم إبرامه في خلال ساعات كما تعكس جاهزية القدرات العسكرية لحزب الله، وهو ما يمثل كذلك ردا غير مباشر على المزاعم الإسرائيلية المتكررة بتدمير البنية القتالية للحزب أو إضعافها إلى حد كبير وتثبت استمرار قوة حزب الله الصاروخية واستعدادها للاستخدام عند اتخاذ القرار بذلك من قيادته ، فضلا عن أن سقوط الصواريخ في المواقع المستهدفة بتل أبيب ومحيطها -رغم استنفار المنظومات الدفاعية الإسرائيلية بأقصى طاقتها يؤكد المعادلة الجديدة أن بيروت مقابلها تل أبيب كما يكشف عن خلل في القدرة الإسرائيلية على منع الهجمات أو اعتراضها بفاعلية، وهو ما يعني امتلاك حزب الله القدرة على ضرب أهداف دقيقة بغض النظر عن الاستعدادات الإسرائيلية. .
ثامنا .. تطمئن البيئة الداخليه للحزب علي سلامة قدراته العسكريه مهما جاءت نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار فضلا عن أن هذا الزخم الصاروخي من قبل حزب الله ٣٤٠ صاروخ في يوم واحد يؤكد رفض حزب الله علي اي تعديل علي القرار 1701 مما يؤثر علي اي تحركات عسكري لحزب اللة مستقبلا كما يريد حزب الله التأكيد على قدرته في استعادة زمام المبادرة وتوجيه ضربات للعمق الإسرائيلي. وهو جاهز لخوض المعركة ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها.واهمها الهدف الأساسي لإسرائيل هو ضمان أمن المستوطنات والمستوطنين، وحزب الله يريد إرسال رسالة بأن هذا الهدف بعيد المنال
والرسالة الأهم والاخيره هي أن قدرة حزب الله على تنفيذ هذه الهجمات تؤكد حتمية الرد على أي استهداف إسرائيلي مستقبلا ، مما يجعل تحقيق أهداف عسكرية بعيدة المدى أمرا صعبا، ويدفع باتجاه التفكير في تسوية سياسية بدلا من تصعيد المواجهة