- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عضو بالناتو أم حليف في حرب؟.. معضلة أوكرانيا تستعصي على الغرب
عضو بالناتو أم حليف في حرب؟.. معضلة أوكرانيا تستعصي على الغرب
- 20 مايو 2023, 2:01:52 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رغم مرور نحو عام ونصف العام على الأزمة الأوكرانية لا يزال السؤال يراوح مكانه؛ هل نضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أم نوفر لها الدعم؟
في غضون شهرين، سيجتمع قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعاصمة ليتوانيا فيلنيوس لحضور القمة السنوية، وسيتصدر جدول الأعمال الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا اليوم وخلال السنوات المقبلة.
ودعا خبراء بارزون -بحسب تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية- الولايات المتحدة وحلفاءها عبر المحيط الأطلسي لوضع مسار رسمي لعضوية أوكرانية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مسار أوضح من مجرد الوعد بالانضمام في النهاية إلى الحلف، أو على الأقل تزويد أوكرانيا ببعض الضمانات الأمنية الأخرى بخلاف عضوية الناتو.
ورأى تحليل "فورين بوليسي"، أنه بالرغم من أن هذه المقترحات حسنة النية، إذ تسعى لردع روسيا عن هجمات مستقبلية على أوكرانيا بعد انتهاء الحرب الحالية، من غير المرجح أن تثبت فاعلية أي من البدائل المقترحة، وربما، في الواقع، تفاقم أزمة أمن أوكرانيا على المدى القصير.
وبدلا من ذلك، يتمثل النهج الأكثر حصافة في مواصلة التركيز على مساعدة أوكرانيا في كسب الحرب من خلال توسيع المساعدات العسكرية الغربية بشكل كبير.
وخلال قمة سابقة للناتو -في بوخارست عام 2008- أصبحت أوكرانيا وجورجيا البلدان الوحيدان في تاريخ الناتو الممتد منذ 74 عاما اللتان وعدتا بعضوية في نهاية المطاف دون شروط.
ورد الكرملين بقلق بشأن التهديد الذي يمثله الناتو، رغم أن الحلف كان في خضم انخفاض في الإنفاق الدفاعي والقوة القتالية مستمر منذ 25 عامًا.
وبالنظر إلى هدوء موسكو فيما يتعلق بعدة جولات من توسع الحلف -بما في ذلك فنلندا الشهر الماضي، والتي تتشارك معها حدودا تمتد لمسافة 830 ميلا- تبدو موسكو أكثر انشغالا بفقدان نفوذها في أماكن ما بعد الاتحاد السوفياتي أكثر من اهتمامها بتوسع الناتو.
وبغض النظر عن ذلك، لم تتلق أي دول أخرى انضمت إلى أعضاء التحالف الـ12 الأصليين مثل هذا الالتزام الخالي من القيود من الناتو. وبحسب التحليل، أدى إعلان قمة بوخارست إلى اختصار طريق عملية الانضمام، واضعا الأشياء بغير موضعها الصحيح، بوضع عربة عضوية الناتو أمام جواد الإصلاحات العسكرية والسياسية.
وبحسب التحليل، سمح هذا الوعد لجورجيا وأوكرانيا بالتخلص من المأزق بسهولة كبيرة، في حين حفّز الكرملين لخلق صراعات متجمدة في كل منهما قبل انضمامهما إلى الناتو.
وفي عام 2008، شنت روسيا حربا على جورجيا -وسيطرت على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منذ ذلك الحين- وفي عام 2014 تمكنت روسيا من السيطرة على شبه جزيرة القرم وأجزاء من لوهانسك ودونيتسك.
وبالنظر إلى متطلبات الناتو المتمثلة في عدم وجود نزاعات حدودية غير محلولة مع الدول المجاورة للطامحين في الانضمام إليه، منعت نزاعات موسكو المجمدة فعليًا جورجيا أو أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف.
وبالطبع، أفسح الصراع المجمد في أوكرانيا الطريق أمام حرب وحشية ومدمرة، بالرغم من تكرار الناتو المعتاد للهجة بوخارست، بحسب التحليل، مشيرا إلى أن إعلان بوخارست لم يكن المرة الأولى التي فشلت فيها الأدوات الخطابية في إثبات أنها كافية لأوكرانيا.
وأوضح التحليل أن اللغة الخطابية والاتفاقيات السياسية غير كافية، ففي النهاية، الانضمام إلى الناتو وحده ما سيوفر لأوكرانيا الأمن الذي تحتاج لردع روسيا من محاولة دمجها إليها أو تحويلها إلى دولة عازلة مثل بيلاروسيا.
وأوضح التحليل أن هناك ثلاثة أسباب تبرر عدم تقديم مسار أكثر واقعية لعضوية الناتو إلى الآن، ويتمثل أولها في أن القيام بذلك يحبط التوصل إلى تسوية سياسية نهائية للحرب تكون في صالح أوكرانيا.
وأشار إلى أن منح أوكرانيا عضوية التحالف في أقرب وقت ممكن، كما دعا البعض في الجناح الشرقي للتحالف سرا، أو التحديد الدقيق لكيفية انضمامها إلى حلف الناتو في يوم من الأيام قريبًا، يصب في مصلحة حملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الحرب؛ إذ قال إن الغرب بدأ الحرب من خلال محاولته الهيمنة على أوكرانيا، في محاولة لمهاجمة روسيا نفسها في نهاية المطاف.
ورأى التحليل أن دعوة لأوكرانيا للانضمام إلى الناتو الآن أو إضفاء الطابع الرسمي على حتمية انضمامها تتجاهل حقيقة أن البلاد ليست مستعدة سياسيًا، لافتا إلى أنه على مدار العقود الثلاثة الماضية أصبحت القيم الغربية ذات أهمية متزايدة للناتو.
وبعد انتخاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عام 2019، كانت أوكرانيا في أحسن الأحوال دولة تكافح من أجل ترسيخ أسسها الديمقراطية.
واستشهدت "فريدوم هاوس"، وهي منظمة غير حكومية معنية ببحوث الديمقراطية، بالافتقار إلى الشفافية الحكومية، والفساد الرسمي المستشري، والافتقار إلى استقلالية القضاء كأسباب رئيسية لاعتبار أوكرانيا "حرة جزئيًا" فقط.
ولكل هذه الأسباب، بحسب التحليل، فإن دفع أوكرانيا إلى فلك الناتو أمر سابق لأوانه الآن. وبدلاً من ذلك، يجب أن يظل كل تركيز الغرب وكييف على المهمة الأكثر أهمية، وهي ضمان تصدي أوكرانيا للحرب الروسية.
ولهذا السبب، وفقا للتحليل، يجب أن تركز النقاشات على طاولة الناتو في ليتوانيا هذا الصيف على كيف سيكثف الحلفاء -لا سيما أولئك الموجودون في أوروبا- الإنتاج والتسليم والتدريب على المنصات العسكرية المتطورة من الغرب وحلفائه، باعتبار ذلك أفضل طريقة للتغلب على الأفضلية الكمية الروسية من حيث الجنود والعتاد.