- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عماد الصابر يحقق مذكرات البكباشي جلال ندا ( 3) : دماء أرض الزيتون في رقبة "الإخواني" الخفي
عماد الصابر يحقق مذكرات البكباشي جلال ندا ( 3) : دماء أرض الزيتون في رقبة "الإخواني" الخفي
- 14 يوليو 2021, 10:10:32 م
- 1141
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"المواوي" رفض سحب لواء أسدود لاستراداد موقع تبة الخيش فكانت النتيجة سيطرة "إسرائيلية" كاملة علي قواتنا
"إسرائيل" حصلت علي احتياجاتها من السلاح دون أي مضايقة أما حظر التسلح فكان من نصيب العرب
إشارة خاطئة تسببت في هزيمة منكرة للقوات المصرية في فلسطين بعد ضرب القوات لبعضها
انسحب جلال ندا بقواته دون اصابات إلا واحدة أصابت كبدة وقدمه اليمني ورغم ذلك رفض أن يداويه الصهاينة
ندا : أنقذت جمال عبد الناصر من الموت وأنا قعيد مصاب بواسطة ضابطين أحدهما كان منتظرا لمحاكمة العسكرية
جلال ندا
تكملة لما سبق من شهادات حول ما حدث في حرب النكبة عام 1948، قالت سطور جلال ندا :" نجحت القوات المصرية قبل الهدنة في الاستيلاء علي مستعمرة نيتساليم يوم 7 يونيو، كما طردت العدو من تبة " الفناطيس" واحتلتها في يوم 9 يونيو، استجاب اليهود إلي قرار وقف إطلاق النار، وأخذوا يتزودون بالأسلحة والذخائر، وقبل موعد وقف القتال بدأوا يهاجمون القري العربية الآمنة متحدين بذلك أوامر وقف القتال، فاحتلوا قرية كوكبا مما اضطر القوات المصرية للرد عليهم وإخراجهم بالقوة، وكذلك طردتهم القوات المصرية من قرية "بيت طيما"، كما استعادت يوم 9 يوليو قرية بيت عفه، أما بعد انقضاء الهدنة فلم تكسب القوات المصرية في معركة، فلم تنجح في الاستيلاء علي قرية "عبديس"، يومي 9 و 10 يوليو، كما حاولت القوات المصرية الاستيلاء علي مستعمرة نجبا في يوم 12 يوليو لكنها لم توفق".
الإمدادت الصهيونية أثناء الهدنة
خطأ كارثي
أما الكارثة التي يحكي عنها فهي محاولة القوات المصرية الاستيلاء علي مستعمرة "بيرون اسحاق" ، وبعد أن نجح المشاة في اقتحامها، حدث خطأ كارثي، عندما أعطي المسئول عن الاقتحام إشارة النجاح إشارة "النجدة"، فركزت المدفعية المصرية وقتها الضرب علي المستعمرة، اعتقادا منها أنها تعطي ساترا للانسحاب، إلا أن الواقع أثبت أنها كانت تحصد القوات المقتحمة عوضا عن العدو، فكانت النتيجة خسارة معركة كانت القوات المصرية منتصرة فيها، بسبب خطأ لم يعرف أن كان بغير قصد أم أنه نتيجة لخيانة !.
وكما قال ندا في مذكراته التي كتبها بخط يده :" كانت هذه المعركة تتميز بظاهرة بطولية هي الأولي من نوعها، حيث تطوع المرحوم الصاغ فؤاد نصر هندي، لتولي قيادة سرية المشاة المهاجمة رغم انها لم تكن سريته، لأنه كان يتولى سرية المهمات وهو الضابط الوحيد، في غزة الذي استشهد في المعركة، وأعتقد انه الوحيد الذي يستحق لقب بطل لأنه تطوع ليقوم بعمل غير مفروض عليه، ... وفي يوم 17 يوليو احتل العدو قريتي كرانها وحنة، وحاولت القوات المصرية استردادها في اليوم التالي لكنها لم تنجح، وفي تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم 18 يوليو بدأت الهدنة الثانية فاستجاب لها الطرفان لتعادلهما، ولم يستطع أي طرف أن يحرز نصرا حاسما علي الآخر، وعموما فمصر دائما تلتزم بالقرارات الأممية الصادرة، فيما كانت "اسرائيل" تحصل علي السلاح دون أي مضايقة، أما العرب فكان الحظر يوقف أي محاولة منهم للتزود بالأسلحة.
وبعد ثلاثة أشهر طلبت إسرائيل مرور قافلة تموين مكونة من 40 لوري لمستعمرات الجنوب، لكن القيادة المصرية رفضت، فصمم الصهاينة علي تمريرها بالقوة، وكان موقع "تبة الخيش" وهو المتحكم في الطريق تدافع عنه الكتيبة التاسعة مشاة، فركز اليهود هجومهم في الساعات الأولي من صباح يوم 16 أكتوبر، ضاربين بقرار وقف إطلاق النار عرض الحائط، ونجحوا في الاستيلاء علي الموقع ومرت القافلة، وهو ما سبب ارتباكا في قيادة القوات المصرية، فانهارت أعصابهم ولم يحاولوا السيطرة علي الموقف، - كان لمصر لواء كامل في منطقة أسدود وجوليوس، وكان المفروض سحب هذا اللواء لاسترداد الموقع الاستراتيجي، لكن قيادة القوات لم تفعلها !!!، حيث كان اللواء المواوي يتلقى الأوامر من القاهرة، ومن ثم أضاع الوقت إلي أن استطاع اليهود السيطرة علي الموقع الجديد وحصنوه وسيطروا علي الطرق، وقطعوا الاتصال بين الشرق والغرب والجنوب والشمال، ما أدي إلي حصار الفالوجا، كما أدي إلي انسحاب لواء أسدود وقوات المجدل، واستقرت في غزة، فبدي شبح الهزيمة في الظهور واضحا علي الخريطة العربية.
المواوي برتبة رائد
جلال ندا مصابا
نعود إلي المعركة حيث تقول السطور التي كتبها ندا بخط يده :" لم ينس اليهود قتلاهم في حصن عراق سويدان بعد أن فقدوا 250 فردا ، فلم يمض شهر واحد حتي هاجمونا جوا وأرضا وقطعوا جميع الطرق، وكنا في بلدة عراق سويدان أسفل الهضبة، نشاهد الطائرات وهي تدك الحصن بقنابلها كما نشطت المدفعية لضربه، وحاصره المشاة من كل جانب، .. استبسلت القوة المصرية المحاصرة في الدفاع عن الحصن، ولم تتلق أية مساعدات خارجية لعدم قدرة باقي القوات علي الوصول إلي هذا الموقع، وبعد أن نفذت ذخيرتهم نجح العدو في اختراق أسواره، بعد أن تمكنت نصف القوة من الهروب واللجوء إلي القوات الموجودة في بلدة عراق سويدان، إلا أن النصف الباقي كان بين شهيد ومصاب، و كان من بين المصابين الصاغ " الرائد " عادل صادق الذي تم أسره مع زملاءه في الحصن".
باحتلال اليهود للحصن باتوا كما قال جلال ندا مسيطرين، علي بلدة عراق سويدان وبيت عفه، وأصبحت القوات المدافعة عنها تحت رحمتهم، لكنه أضاف :" فوجئت بتولي قيادة القوات الموجودة في بلدة عراق سويدان وبيت عفه، بعد أن استشهد قائدها، فوجدت أنه من العبث البقاء في هذه المواقع حتي صباح اليوم التالي، فإن ذلك يعني اتاحة الفرصة للعدو ليبيد باقي القوات دون مقابل، لتحكمه فيها بسبب موقعه الاستراتيجي الجديد، فقمت بالاتصال بالمرحوم السيد طه "ضبع الفالوجا"، وشرحت له الموقف، فوافق علي انسحابي إلي هناك بكل القوات، وأحمد الله علي تمام عملية الانسحاب علي أكمل وجه، قبل بزوغ فجر اليوم التالي، ولم تحدث أي خسائر إلا أصابه واحدة كانت من نصيبي، حيث استقرت شظية في الكبد بعد أن مزقت الرئة اليمني، ومزقت أخري الوريد والشريان خلف الركبة اليمني".
جلال ندا في المستشفى
أنقذت عبد الناصر
وكما قال ندا :" اضررت للبقاء سبعين يوما دون علاج"، ولما علم اليهود بإصابة الضابط جلال ندا واستحالة نقله بعيدا عن ميدان المعركة، عرضوا علاجه لكن كأسير حرب، لكنه رفض بإباء وأبلغ الملازم أول وقتها ابراهيم بغدادي، الذي أصبح فيما بعد محافظا للقاهرة، بإشارة إلي القائد اللواء فؤاد باشا صادق قال فيها :" من الصاغ جلال ندا إلي اللواء فؤاد باشا صادق .. أرفض الانتقال إلي يافا ولو ضحيت بحياتي .. أطمع في أبوتكم "، فأراد اللواء فؤاد باشا صادق تكريمي فأرسل دورية من ضابطين هما الصاغ زكريا محي الدين واليوزباشي "نقيب" صلاح سالم لتوصيل أدوية وآلات جراحية كنت في حاجة إليها وكانت هي سببا في أن يمد الله في عمري حتي الان ".
واستمر ندا في حديث الذكريات قائلا :" في صباح يوم 28 ديسمبر 1948 ، وكنت مستلقيا في مركز رئاسة لواء الفالوجا ، مع الأميرالاي – العقيد - سيد طه الشهير بـ"ضبع الفالوجا" والصاغ زكريا محي الدين أركان حرب اللواء ، وكنت مصابا وقتها .. فيما كانت تدور معركة في بلدة عراق المنشية، وحوالي الساعة الثانية سمعت صوت الصاغ جمال عبد الناصر أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة، يتردد عبر جهاز اللاسلكي ناقلا إلينا التالي :" اليهود اخترقوا قطاع السرية السودانية بجوار المدرسة – اليهود يقتربون من مركز الرئاسة – النجدة النجدة" ، تكررت هذه الرسالة أكثر من عشر مرات" .
عراق المنشية
:"خيم الوجوم علينا جميعا،واحتار ضبع الفالوجا فيما يسمع .. فهو لا يستطيع فعلا أن يقوم بنجدة هذه الكتيبة خاصة أن اللواء كله محاصر، .. طال السكون ولم يقطعه إلا صوت الملازم أول الملاح، والملازم أول وحيد جودة رمضان، وهما يتقدمان بطلب التطوع لكي يقود كل منهما، حمالةكانت مجهزة بمدفع رشاش " فيكرز" ويذهبان لنجدة الكتيبة السادسة"، .. ويستكمل ندا :" فكر السيد طه قليلا ثم أعطي قراره بالرفض .. ناديته بإشارة من يدي لأنني لم أكن استطيع رفع صوتي، اقترب الرجل مني فقلت له :" وما المانع ؟" وهنا تدخل زكريا محي الدين وقال لي : اسكت انت فقال ضبع الفالوجا :" أولا موقف وحيد دقيق بالنسبة لبعض المخالفات العسكرية، ونحن في انتظار التصرف فيها، فقلت له : والله انا أعتقد أن ذهابه ربما يحقق نتيجة، وفي هذه الحالة يكون ذلك شفيعا له، وإن استشهد يكون قد وضع حدا لمشاكله"، .. لم يضيع السيد طه وقتا فأبلغهما موافقته، ومن ثم اتجها في الحال إلي عراق المنشية، وحاصرا القوة المتسللة وقضيا عليها، .. وفي نفس الوقت رجوت السيد طه أن يرسل سريتي، وكانت في الاحتياط إلي القطاع الذي تسلل منه اليهود، بجوار المدرسة والدفاع عنه لمنع وصول أية تعزيزات إلي الداخل، فكانت النتيجة أن نجحت المعركة وكتب الله السلامة لجمال عبد الناصر ولم يصب بسوء خلال هذه المعارك" .
المنشية فلسطين
انتخابات نادي الجيش
انتهت الحرب وعاد جلال ندا للقاهرة، وبعد عودته جرت انتخابات نادي ضباط الجيش، فترشح ضمن قائمة اللواء محمد نجيب وفاز، لكن السراياعتبرته بذلك الفوز خصما للملك فاروق، وكان الجزاء إعادته من رحلة العلاج في لندن، وإحالته للاستيداع وإنهاء خدمته من الجيش، لكن لم تمض سوي أشهر قليلة حتي اختاره الحزب الاشتراكي بقيادة المجاهد أحمد حسين مشرفا علي التدريب العسكري، لكتائب الحزب التي شاركت في العمل الفدائي في مدن القناة، وعلي لسانه يقول جلال ندا :" في أوائل يناير 1952 قابلت عبد الناصرصدفة بجوار إدارة المشاة .. فقال لي عملت ايه في معاشك ؟ وكان لمعاشي قصة يعلمها جميع الضباط، بل وكل من قرأ عنها لهيكل في ديسمبر 1951، و خالد محمد خالد في 31 ديسمبر 51 أيضا، فقلت كما هو .. فقال طيب خلينا نشوفك.. ابقي مر علي تشرب فنجان قهوة، فشكرته ومشي كل في طريق، بعد أسبوع قابلته مرة أخري بجوار المستشفى العسكري، فقال يا أخي دي مراتك صاحبة مراتي، ابقي تعالي اشرب فنجان قهوة معانا، ولأني كنت مشغولا وقتها مع كتائب الفدائيين، التي كونها الحزب الاشتراكي بمنطقة القنال، لم أجد متسعا من الوقت لتلبية دعوته".
وكما يضيف ندا :" كانت مبادرة الحزب الاشتراكي، دافعا لباقي الأحزاب لتشكيل كتائب مماثلة، مما اضطر حكومة الوفد لتشكيل لجنة عليا، أطلقت عليها اسم " لجنة الكفاح المسلح"، أسلمت قيادتها إلي اللواء متقاعد عبد الغني موسي، وكنت عضوا بها، وكان أول انجاز لها الإعداد لمسيرة ضخمة، شاركت فيها كافة طوائف الأمة، ثم كان الرد عنيفا من الاستعمار الانجليزي، عندما خطط لحريق القاهرة في يناير 1952، موجها الاتهام إلي زعماء الحركة الوطنية بهدف التخلص منهم، فيما كانت أحكام الإعدام جاهزة، إلا أن الانقاذ جاء علي يد الضباط الأحرار من خلال ثورة يوليو 1952 . أجتماع الهيئة العليا
ثم يعود مرة أخري لتذكر الأعمال الفدائية ضد الانجليز في منطقة القناة بقوله:" في 23 أكتوبر1951 توليت قيادة كتائب الفدائيين التابعيين للحزب الاشتراكي، وكان يحضر التدريب معي الملازم محمد أحمد رياض، وأحمد حمروش وبعض ضباط الصف، ثم تحركت والمجموعة التي كانت دربتها إلي الزقازيق، حيث اتخذنا مركز قيادتنا هناك، وكان الدكتور محمود زيتون مشرفا من قبل الحزب علي هذه العملية، وشاركنا في عدة عمليات قام بها الفدائيون، في "القرين و التل الكبير وأبو حمادوالأدبية وهكذا... ، وكنت علي اتصال بوجيه أباظة وحسن ابراهيم في رئاسة الطيران، لأحصل منهما علي البيانات والخرائط والمتفجرات، كذلك كنت علي اتصال بعبد المنعم النجار في المخابرات الحربية، حيث كان يمدني بالمعلومات التي نقوم علي أساسها بالعمليات الفدائية".
مستمرا في الكشف عن هذه الأعوام التي ربما لم يسمع بها شباب هذه الأيام، قائلا :" عقب حريق القاهرة وكنت متغيبا عن القاهرة، ذهب ضباط المباحث العامة " أمن الدولة حاليا "، إلي مسكني القديم في كوبري القبة، ولما لم يجدوني في المنزل، حضر إلي ضابط من قسم الوايلي في مسكني الجديد بشارع مصر والسودان، وصحبني بعد منصف الليل إلي القسم يوم 8 إبريل 1952 ، بعد أن قام مرافقوه بتفتيش المنزل وصادروا الكثير من الأوراق، وبعد وصولي لقسم الوايلي، حدث اتصال من القسم بمرتضي باشا المراغي، ولسابق معرفته بإصابتي أمرهم بالإفراج عني، وإعادتي للمنزل وطلب مني الرائد محمد الجزار- بالقلم السياسي –بمحافظة القاهرة أن أمر عليه لمجرد الدردشة، في الوقت الذي يتراءى لي، فحددت له الساعة السادسة مساء وفعلا ذهبت إليه، وبدأ يستعد كما فهمته لاستجواب، .. ولسابق معرفتي برغبته في جمع أدلة ضد الأستاذ أحمد حسين في قضية حرق القاهرة، قلت له قبل أن يتحدث في الموضوع :" أقسم بشرفي أن الرجل لم يشترك في حرق القاهرة، ولا يملك أي معلومات عن الحريق، ولا يعرف أحدا ممن اشترك فيه، ومن ناحية أخري فهو ضد هذا الإجراء العنيف، .. وبعد أن أنهيت كلامي فوجئت به يرتبك، وبحالة عصبية قال لي : طيب متشكر اتفضل انتهت المقابلة .
وفي يوم 13 يوليو 52 ذهبت إلي المطار لمقابلة العقيد اسماعيل شيرين والعقيد محمود رياض، عند عودتهما بعد الاجتماع بلجنة الهدنة، في دمشق، بصفتي المحررالعسكري لأخبار اليوم، أي بعد مضي ما يقرب من شهر ونصف علي عملي الصحفي، ركبت السيارة مع اسماعيل شيرين، وفي الطريق إلي محطة مصر وبعد انتهاء حديثنا الخاص بلجنة الهدنة، قلت له : ايه مصلحة مولانا في تشبثه بحسين سري عامر، ده موضوع من أخطر ما يمكن والجيش كله غضبان عليه، فليه الملك يعاند الضباط؟ فقال لي : والله يا جلال هو لا يقبل أي حد يكلمه في هذه المواضيع، فقلت له : لكن من مصلحته ان ينتهي هذا الموضوع، فقال : علي العموم سأحاول".
أنا وناصر وهيكل
في يوم 18 يوليو 1592 طلب الاستاذ مصطفي أمين رئيس تحرير "أخبار اليوم" مني الذهاب ومعي الاستاذ محمد حسنين هيكل رئيس تحرير آخر ساعة، إلي منزل محمد نجيب لمقابلته ومعرفة نتيجة لقاءه مع الدكتور محمد هاشم باشا، فذهبنا وكان موجودا وقتها النقيب حسن فهمي حافظ، ودخل علينا المقدمان يوسف منصور صديق، وجمال عبد الناصر ومعهما الرائد عبد الحكيم عامر، كنت يومها أبلغ نجيب بآخر أنباء قضية نادي ضباط الجيش، وهنا تدخل جمال وسألني عن التكاليف، فقلت له خلاص انا دفعت كل حاجه، فقال لي احنا بنجمع فلوس عشان الحاجات دي، فقلت 6 جنيهات، فأخرج المبلغ من جيبه ودفعه لي.
في هذه اللحظة مال علي هيكل وهمس في أذني اليسرى .. مين ده ؟ فقلت البكباشي جمال عبد الناصر ،فقال عرفني بيه ، فقمت بواجب التعريف، والدليل علي ذلك هو ماكتبه هيكل نفسه في مقاله الشهير بصراحة يوم 11 فبراير 1971 تحت عنوان " علامات علي طريق طويل "، الذي قال فيه :" بقيت في القاهرة علي أنقاضها وأنقاض النظام الملكي، الذي كان يتساقط يوما بعد يوم، وكنت وسط الحياة السياسية فوق الأرض وتحتها، حتي التقيت بجمال عبد الناصر مفجر الثورة يوم 18 يوليو، ولم نفترق ولم ينقطع الحوار بيننا حتي يوم 28 سبتمبر 1970 "، وهو ما يتناقض مع كل مايروج له هيكل، عن معرفته بناصر منذ حرب النكبة في فلسطين، وهو ماسنفرد له حلقة خاصة في الأيام المقبلة ان شاء الله .
في الحلقة القادمة
هو معارك الدبابات كما يريوها البكباشي عبد القادر حاتم في يومياته