- ℃ 11 تركيا
- 18 نوفمبر 2024
عماد الصابر يكتب : قراءات غيبية
عماد الصابر يكتب : قراءات غيبية
- 28 مارس 2021, 9:00:45 م
- 1073
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكتب عمري فوق الحائط
وأعيد تلاوته آلاف المرات
أسأل أسئلة .. لكنّ
دماء الأسئلة تغيب
فوق رصيف الدنيا
وتضيع علامات الاستفهام
ولساني يتبعها حتي موعد دفن الرؤيا
في مقبرة التلفاز علي صفحات الموت
الصادرة كل صباح
.............
عين تتبخر مني
والأخري تمسك سكينا
وتحاول ذبح علامات الدهشة
........... فوق الحائط
تتلاطم أصداء الصوت
هذي أغنية
تلك تواشيح
للشيخ المصلوب علي قارعة
المنبر
تمتمة تخرج مني
لا ... بل ترتد إليّ
فوق الحائط تبدو امرأة حبلي
تسقط منها كلمات حمرٌ
تكتبني
تُلبسني لولبة الصوت
وهمهمة الصمت
تلقيني بين أكف تتلاقي
في أروقة البحث عن القوت
وفي الحانات
وللأرصفة المسقوفة بالتيه
كان اللحم حروفا وخرائط
تسعي فوق الحائط
والحائط عريان يتلوي
كالأفعي
ملدوغ يلدغ بعضه
والبعض الآخر يلدغني
أقرأ
بل يقرأني
بقراءات سبع يتغني
وعلي موسيقي الآيات السبع
ينجو مني موال أحمر
يخرج محمولا فوق أكف
الدهشة
والآهات ترتل .. الله الله
تحمل رايته وتصلي
تعلنني أو تعلن عني
والصحف تسير وتهتف
صمتي في الصفحات الأولي
خوفي محشور في القلب
موتي في إعلانات السهرة
والحائط يرقص بي
وأنا تغمرني شلالات
الحرف الميت
أسقط في النيل
لكن النيل يفرُّ
أقرأ عمري مشطورا
في أحضان جذوع النخل
وفي صفحته
فتح النيل ذراعيه
أسقطني
في التابوت الثقب
الثقب يصب عليّ رياحا
تغلي
والأفق يشم شوائي
يمسك أرغفة سود
يغمسها في الحلم
ويأكل راحلتي
تلك أمرأة تلعق تكويني
ترضع ثدييها من مائي
وتمص تراتيلي فيها
تعصره
يمطرني بالماء المالح
يعلو فوق الدلتا
يصلبني من دمياط إلي سيوه
وحفيف الأجراس يصرُّ
كما النوة في العظم
أيام يهوذا تحملني
ينشق البحر فلا أمضي
تأتيني أيزيس تلملم أشلائي
تعجنها
كلمات أخري
عن نبض تاه
وقلب مات
وأسئلة حيري
وتواريخا للعشق تخبئها
آلاف المرات تداريها
تمنعها مني
ونزيف فيَّ يلونها
فتعود إلي
تلتصق بعين الحائط
أقرأها وألون أجواء الرايات
تلك سماء تطلق سحبا
تسقط وِرْداً
ببكاء رضيع
محمول بأكف رصاصات
أو فوق قضيب ينحره صوت قطار مجنون
يدرك أن مُسَيِّره أكثر منه جنونا
بل كذبا فهو يظن
أن دماء سالت من تحته
ليست إلا محض مخاض للنيل
ينسي أن النيل أسير لم تلمسه امرأة
حتي في الحلم وأن اللون الأحمر
سالت منه ولا زالت أرواح الناس
سالت منه ولم تلحظه أو تكوي منه
إلا عين فقير
أو روح فاضت من جراء الكذب