- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب: الأقصى ... بعد أكثر من 74 عاما من الفشل
عماد عفانة يكتب: الأقصى ... بعد أكثر من 74 عاما من الفشل
- 5 أبريل 2023, 2:29:59 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الفطرة الإنسانية تأبى التعايش مع الفشل
فالإنسان بشكل عام لا يحب الفشل ويعمل كل ما بوسعه للنجاح في جميع مشاريع حياته على الصعيد الشخصي.
أما على الصعيد الجمعي فلا يحب القادة والمسؤولين في الجماعات والفصائل والقوى كما في السلطات الحاكمة ان يوصمون بالفشل في أداء مهامهم.
فضلا عن وصف سياساتهم بالفشل إزاء الدفاع عن واحد من أقدس مقدسات المسلمين، والتي تمثل بوصلة الصراع مع العدو.
لكن في المقابل فان الناظر الى طبيعة سياسة العدو إزاء مخططاته للسيطرة على القدس والاقصى يخلص للقول مع بالغ الأسف إنها سياسة متزنة منضبطة ثابتة قوية ومتدرجة، نجحت حتى الان في تمرير كل مخططاتهم
فقد بات العدو يفرض التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى، ولم تفلح أطنان البيانات وارتال الاستنكارات والادانات والتهديدات في منع فرض التقسيم الزماني والمكاني، الذي بات امرا واقعا نعايشه بشكل يومي ولحظي
كما نجح العدو أيضا وبالتعاون مع الأردن صاحب الولاية الاسمية على الأقصى، نجح في فرض سيادته وولايته على الأقصى، فالعدو هو من يسمح لمن يشاء ويمنع من يشاء وينفي ويبعد من يشاء متى شاء
يمنع الاعتكافات، ويقمع المصلين، ويقتحم المسجدين القبلي والصخرة متى شاء، ويضرب ويكسر ويحطم يعتقل ويجرح، ثم لا يجد ردا على كل انتهاك الا مزيدا من البيانات والادانات، وفي أحسن الأحوال بعض الردود العسكرية التي لا ترتقي الى مستوى الحدث
ندرك كما الجميع اننا نواجه دولة نووية مدججة بالسلاح، وانه مهما بلغت قوة مقاومتنا فلن تستطيع هزيمته عسكريا
الا ان المقاومة والشعب الفلسطيني يمتلك ما هو اقوى من السلاح، وهو القوة الشعبية.
والقوة الشعبية المعطلة، تتوزع على ثلاثة مستويات تكمل بعضها بعضا:
المستوى الأول هو القوة الشعبية للشعب الفلسطيني الموزع على عدة ساحات داخل الأرض المحتلة، ساحة الضفة والقدس، ساحة الداخل المحتل، وساحة غزة، علما أن تعداد الشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتلة يوازي او يفوق تعداد العدو.
غير ان أكثر الساحات أهمية وقوة وأكثرها ايلاماً وتأثيراً هي ساحة الداخل المحتل.
وقد اثبتت هبة الكرامة ابان معركة سيف القدس 2021 مدى تأثيرها وقدرتها على تعطيل قدرات وفعالية جيش العدو وكيانه، نظرا لكونها ساحة تواجه العدو من داخل غرف نومه.
المستوى الثاني للقوة الشعبية، هو الشعب الفلسطيني المقدر تعداده بنحو ثمانية ملايين لاجئ في مخيمات اللجوء سواء على حدود العودة في الأردن وسوريا ولبنان، أو في المنافي والشتات، وهي قوة تمتلك من مقومات القوة واسبابها المادية الكثير، كما ان تحركها ككتلة بشرية مليونية ذات تأثير قادر على تغيير المشهد وخلط الاورق وافشال مخططات ورسم مسارات حاسمة للصراع.
وهي قوة يرتبط تحركها بمدى قدرة القوة الشعبية في المستوى الأول داخل الأرض المحتلة على اقناعها او دفعها للتحرك باتجاه نصرة القضية والشعب الفلسطيني في الداخل بأشكال وأساليب مختلفة.
أما المستوى الثالث فهي القوة الشعبية للعرب والمسلمين الممتدة على امتداد رقعة العالم العربي والإسلامي، والتي يرتبط تحركها بمدة قدرة القوة الشعبية للشعب الفلسطيني في داخل وخارج الأرض المحتلة على اقناعها او دفعها للتحرك لنصرة القضية الفلسطينية.
وهي قوة شعبية ذات قوة طاغية قادرة على إعادة رسم خرائط وتشكيل نظم واسقاط دول.
لكننا وبكل أسف فشلنا
رغم أن فلسطين كرمزية دينية، وكبعد عقدي، وكأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، تملك اقوى الدوافع للإثارة والتثوير
إلا أننا فشلنا حتى الان في استخدام هذه الرمزية وهذا البعد العقدي، في وتوظيف هذه القوى الشعبية، وتجنيدها، وتحشيدها في مستوياتها الثلاث، بالشكل الذي يتناسب مع قوة وقدرة كل مستوى على التأثير والتغيير، باتجاه نصرة القضية الفلسطينية، وفرض وقائع تجبر الاحتلال على كف يده عن الأقصى، فضلا عن حسم الصراع مع المحتل.
لا طريقة ولا سياسة ولا خطاب القادة الفلسطينيون على اختلاف تلاوينهم ومستوياتهم يخدم هذه الفكرة بالشكل المطلوب
ولا الاعلام الفلسطيني، رغم تنوعه الواسع، قادر على الارتقاء لمستوى القدرة على توظيف واستخدام وتوظيف هذا السلاح، الذي يعد الأقوى في مواجهة دولة نووية، وقاعدة عسكرية غربية متقدمة في قلب الامة.
لذلك قلنا وسنبق نكرر اننا نواجه العدو غالبا بالطريقة الخطأ ومن المكان الخطأ
ما ربما يفرض على الكل الفلسطيني المقاوم، التفكير في إعادة هندرة لسياساته وأهدافه وخطط تنفيذها، وصولا لتحرير فلسطين الني مضى على اغتصابها أكثر من 74 عاما من الفشل في استعادتها.