عماد عفانة يكتب: إلى القائد العام محمد ضيف: القساميون لا يتقاعدون

profile
عماد عفانة كاتب وصحفي فلسطيني
  • clock 15 يناير 2022, 5:22:50 م
  • eye 469
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

معلوم أن النضال أو المقاومة أو الجهاد ليست وظيفة للاسترزاق، وإنما رسالة وقيمة، وخلق رفيع لا يتحلى به إلا أصحاب الحمية والكرامة الذين لا يصمتون على ضيم، ولا يستسيغون الذلة تحت بساطير المحتل، ولا يلتحق بهذا الطريق إلا أصحاب الهمم العالية والرسالات السامية.

لذلك عندما أنشأت حماس جناحها المسلح منذ ثمانينيات القرن الماضي والذي كان تحت اسم "مجد"، كان يقف على رأسه رجل كبير السن مشلول الأركان الأربع، لكنه كان حر الفكر، طليق الإرادة، قوي العزيمة، كبير الأمل، شديد الايمان واليقين بموعود الله تعالى بحتمية النصر شرط السير في طريق الحق، وأن على المسلم العمل وعلى الله التوفيق والنصرة، فرحم الله شيخ المجاهدين أحمد ياسين.

اذاً فكبر السن أو ضعف الجسد، لا يجب أن يحول بين المناضلين المقاومين والمجاهدين الأوائل في كتائب القسام، والذين تقادم بهم العمر، وشاب منهم الرأس، وضعف منهم الجسد، وبين الاستمرار في أداء رسالتهم السامية، ما دامت همهم عالية، وعزائمهم قوية، وارادتهم صلبة، وايمانهم ويقينهم بموعود الله تعالى شديد.

كيف لا وقادة القسام بدءً من القائد العام محمد ضيف ومجلسه العسكري، من المجاهدين القدامى، الذين شابت رؤوسهم وهرمت أجسادهم في الجهاد والمقاومة.

وما يسري على القيادة من اتاحة الفرصة لهم للاستمرار في أداء رسالتهم السامية، ما دام فيهم عرق ينبض، ينبغي ان يسري على جميع قدامى المقاتلين في كتائب القسام.

ليس شرطاً أن يواصل قدامى المجاهدين القساميين رسالتهم في أداء مهام قتالية قد تتطلب أجسادا قوية، ولياقة بدنية عالية، واتقاناً لفنون حربية يتميز بها الشباب.

فوسائل وأساليب وطرق الجهاد لا تنحصر في المواجهة العسكرية المباشرة، فالتحشيد والتوعية جهاد، ورص الصفوف وتنقية الصف جهاد، وبث روح المقاومة ورفع العزائم والمعنويات جهاد، وتوسيع حاضنة المقاومة وتسويق خطابها وتوجهاتها جهاد، وترويج مشاريع المقاومة وتوحيد الصفوف خلفها جهاد، وتربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن والجهاد والتضحية في سبيل عزته جهاد.


لذا يقع على عاتق قيادة كتائب القسام، رغم ما تنوء به من أعباء وأحمال ثقيلة، في وقت تتعاظم فيه التحديات التي تواجهها، عبئ التصدي لهذا الأمر الهام، وأن لا يفوتوا فرصة للاستفادة من كل همة، ولتوظيف كل طاقة، ولتوجيه هذه القوة الخبيرة، في تعظيم وتعزيز وتقوية كتائب القسام بل والمقاومة في شتى المجالات، وعلى كافة المستويات، انطلاقا من كون كتائب القسام نواة جيش الأمة لتحرير الأقصى والمسرى، فضلا عن كونها مظلة جامعة لكل قوى التحرر والمقاومة في فلسطين.

إن قيادة كتائب القسام اليوم أمام تحدي، لتكون على قدر عظم التعويل والأمل المعقود عليها كرأس حربة الشعب والأمة، فاتساع المعركة وفتح آفاق جديدة ونقلها إلى مستويات أكبر وأشمل لتضم ساحات وقوى جديدة، يتطلب جهد بشري كبير، ما يفرض على كتائب القسام وضع برنامج شامل وخطة موسعة لتوظيف طاقتها البشرية الخبيرة لتنفيذها، لتكون حقا وفعلا على قدر المسؤولية وعلى قدر التحدي وعلى قدر الآمال المعقودة عليها.

التعليقات (0)