- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب.. ظاهرة أم اللوز والاعلام الفلسطيني أزمة محتوى
عماد عفانة يكتب.. ظاهرة أم اللوز والاعلام الفلسطيني أزمة محتوى
- 31 يوليو 2022, 11:00:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يلعب الاعلام الى جانب منظومات الثقافة والتعليم، دور رئيس في تشكيل العقل الجمعي والفردي لأي مجتمع.
ولكن مع تطور وسائل الاعلام وصولا الى مرحلة مواقع ووسائل التواصل الاجتماعي الذي أمعن في تحويل العالم الى قرية كونية صغيرة.
ما سهل تعرف الشعوب على ثقافات واخلاقيات وقيم وسلوكيات مختلف المجتمعات حول العالم، فكان منها الغث كما كان منها السمين.
لكن يبدو ان زيادة حدة انفضاض الناس حول العالم عن مظاهر الالتزام والتدين، لصالح الاخلاقيات والسلوكيات المنحرفة في والغريبة عن القيم والاخلاقيات المعهودة والتي سادت على مدار مئات السنوات.
وقد تأثرت مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالتأثيرات السلبية لهذا الانفتاح الكوني.
وأحد أسباب ذلك مرده فشل المنظومات الإعلامية الثقافية والتعليمية في مجتمعاتنا في مجاراة هذا التطور المتسارع والانفتاح الكبير، لناحية ملئ المساحات الواسعة التي اتاحتها مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى جدي ودسم، قادر على تشكيل وصياغة او المحافظة على الأقل على القيم والاخلاق في العقل الجمعي والفردي لشعوبنا التي كانت مرجعية ثقافتها وقيمها الجمعية بشكل أو بآخر القرآن والسنة.
فتسللت الينا القيم الغريبة التي تعلي من التفاهة والنكرات على حساب الكفاءات والاخلاق والقيم.
الفراغ الذي عجزت عنه ملؤه المنظومات التعليمية والثقافية والتي تعبر عنها المنظومة الإعلامية بالمحتوى الجاد والدسم، والذي يحافظ على القيم والأخلاق والسلوكيات التي تحفظ تماسك وقوة المجتمع، وتحصنه من محاولات الاختراق الأخلاقي والقيمي، فتقدم اعلام التفاهة ليملأ هذا الفراغ وهذه المساحات بما بتنا نرى من محتوى غريب عن ديننا وأخلاقياتنا وسلوكياتنا التي تربينا عليها.
وبرزت مؤخرا ظاهرة أم اللوز لتكشف أن مجتمعنا الفلسطيني أصيب هو الاخر بعدوى سطحية مواقع التواصل التي انحدرت بقيم المجتمع لدرجة اعلاء هذه الظاهرة، التي باتت تؤثر سلبا على المنظومة التعليمية، تماماً كما اثرت مدرسة المشاغبين في حينه على ذات المنظومة.
فباتت كلمة عفوية نطقت بها أم اللوز، توصلها إلى الحصول على فرص كبيرة من الشهرة والمال، ما قد يدفع قطاع عريض من الناس الى الاقتداء بها والسير حذوها لتحصيل المال والشهرة، وترك الأعمال الجادة التي تعلي من القدرات والكفاءات الفردية والجمعية، والتي دونها لا تتقدم المجتمعات والشعوب.
استمرار فشلنا في ملئ المساحات المتاحة بالمحتوى الجاد هو ما يسمح بسيطرة المحتوى التافه، ليضع مجتمعنا على طريق الانحدار.
فتحول اعلامنا حتى المقاوم منه الذي يحظى برصيد كبير من المحتوى الجاد، والذي يفشل في توظيفه وعرضه، ليجاري ظاهرة ام اللوز ويعرض اخلاقيات وسلوكيات ترفع من قيمة التفاهة على حساب قصص المثابرة والثبات والاجتهاد التي يعج بها مجتمعنا المليء بقصص عوائل وأبناء الشهداء المتفوقين، وبسرديات البطولة والانجاز التي يسطرها شعبنا في كل مكان رغم كل المعيقات.