- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
عماد عفانة يكتب : منظمة بلا تحرير
عماد عفانة يكتب : منظمة بلا تحرير
- 27 نوفمبر 2021, 3:38:44 م
- 516
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هناك من يواصل محاولات تسويق منظمة التحرير كإنجاز فلسطيني حقق المستحيل، قد تكون منظمة التحرير ولدت في قلب المستحيل، لكنها وبكل اسف تحولت اليوم إلى مطية تنفذ باسمها وعلى ظهرها عمليات خيانة للشعب وللقضية داخل السلطة التي أنجبتها، وعبر سفاراتها المنتشرة حول العالم والتي تحولت الى غرف مقاولات أمنية للموساد ولكل من يدفع من استخبارات دول العالم، فيما لا يزال البعض يقول إنها تنفذ مهمات مستحيلة رغم كل الاستخفاف والتهويم والاستباحة!
عندما أنشأت منظمة التحرير بقرار من جامعة الدول العربية التي أنشأت هي الأخرى بقرار بريطاني، كان هناك مشروعان في العالم العربي: المشروع القومي والمشروع الإسلامي. وقد رفض المشروعان وجود منظمة التحرير، لأنها أداة لتقزيم القضية الفلسطينية، ومحاولة لخفض سقفها وقصر تحريرها على أهلها، بعد أن كان تحرير فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى، ثم ثبت لاحقا ان منظمة التحرير وتحت وهم القرار المستقل، اعترفت بالعدو، وتنازلت عن 78% من فلسطين التاريخية، فيما لا يزال العدو يقضم الـ 22% المتبقية بحيث يكاد لا يبقى للشعب الفلسطيني شيئا.
ويستمر المأخوذون بوهم منظمة التحرير يحاولون ويحاولون التباهي بنضالات الاخرين، وبقوافل الشهداء والأسرى والمناضلين الذين قطعت سلطة المنظمة رواتبهم، وكأنما يحاولون بناء جبال المستحيل بواسطة ابرة، فأنى لهم بلوغ المستحيل.
منظمة التحرير صنعتها الأنظمة العربية الرسمية، فنبتت وشبت وشابهت من صنعها فأصبحت امتداداً لها، وانكشف زيف الشعار الثوري الذي ترفعه لمحاربة الاحتلال الصهيوني بينما تقدس التعاون الأمني معه، إلا ان حماة وجنود ومنظري مشروع التحرير، مطلوب منهم اليوم تجاوز وهم اصلاح المنظمة أو الانضمام اليها، والعمل على قلب معادلة الشرق الأوسط كله.
فهناك مشروعان فقط.. مشروع الاحتلال وأعوانه من المطبعين والمنسقين أمنيا.
ومشروع التحرير الذي يجمع عليه الكل الفلسطيني، عدا المنظمة والغارقين في أوهامها.