مسحراتي على الصــراط المستقيــم 

باحكي حكاية جدي عبد الله النديـم 

اللي هتـف من ميت سنه فى المينــا 

وصـوتـه من يـومهــا ينــادي علينـــا 

والإنجليـز جاييـن بمـراكب المحنـــه 

قالبين قميص السما 

والوجه والسحنه 

الانجليـزي يقــوللــي: ميــن انتــــم؟ 

وقــف النـديـم يقــولله ميـن احنــــا 

يا مصـر ياللـي تـرابك زان ملامحنــا 

إسكندريـه قالـت لـي: إنـده عرابـــي 

تنظـر بعيـد وتقـول: يا جـاه النبــــي 

يـا قــوة الله اللـــي تسنــد بـابــــــي 

وقف النديم بيدافــع 

وعرابى علّى المدافع 

والشمـس واقفـه تنظــر المعــركــــه 

ما لقتـش واحـد من ولادها اشتكـى 

ولا انـزوى عـن عيـن رفاقـه وبكـــى 

غير لما زاد السيل 

ومال علينـا الليل 

وكسـر الطـوابــي 

.... .... .... .... .... .... .... 

يا نديم باجيب سيرتك عشـان أدْفـا 

النيل بعوده النحيل بيشد فى الحلفا 

أجمـــل ولاده خطـفـهـــم المـنـفـــى 

.... .... .... .... .... .... .... 

وقـريــة الجميـزه واقـف شجـرهـــا 

ينطر بورقه على غيطانها وديـارهــا 

غضبان على ابنـه الخايـن الـزنـيـــم 

اللي وشى على عم عبد الله النديـم 

وسلّمه للأعادي 

ينفـوه عـن الأحبـاب ونـور الـــوادي 

.... .... .... .... .... .... .... 

وطـول عـذابـه وغربتـه مـا بكـــاش 

غيـر لما حلّوا ـ للرحيل ـ المـراكــــب 

لَفَــتْ بعينـه.. 

ونظـرتــه بتـعـــاتـــب 

ولمـا بِعـــد المــوكــب الحــزيـــــــن 

والشط أصبح ما تشوفوش العيـــن 

لَفَت بقلبه 

لقى الحبايـب ورا المراكب بيجـــروا 

نزلت دموعه من الخدود على صدره 

وقال: يا مصر.. 

ما تنسينيش فى غيابي

يا مصر قلبــي نـاب مواويـلِك 

الله خلقنـي مـن تـراب نيــلِك 

وجعلنى شاعر لجل اغني لِك 

وجعل لي إيد تحمل قناديلِك 

ولسان ليوم الديـن 

حيعيش ينادى لِك: 

اصحى يا نايم 

رمضان كريـــم