- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
فلسطين: أرض السُّم في العسل...
فلسطين: أرض السُّم في العسل...
- 10 مايو 2021, 2:06:20 ص
- 1025
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
فلسطين: أرض السُّم في العسل...
قصيدة للشاعر اليهودي"إيلي رندان" المقيم في اوكرانيا،وهو من ألمع الشعراء اليهود في الوقت الحاضر،
وأغزرهم إنتاجاً،وقد وجه هذه القصيدة -"القصيدة المُرة"-الى شاب يهودي اسمه اسحق،يعيش في اوكرانيا ويفكر بالهجرة الى فلسطين.
——-القصيدة———
على رِسلك يا إسحق..،
الى اين أنت ذاهب..!!
الى بلاد السمن والعسل..؟
لماذا تصمت..؟ أجبني،
أم ان سؤالي يُثيرك..؟
لا بأس،انا لن أصمت بعد اليوم...
إسحق،...
لماذا يبحث الناس عن السمن والعسل..؟
أليست هاتان المادّتان لحفظ حياة الإنسان..؟
وسدّ رمَقه ورمقَ اطفاله..؟
ولكن عندما يتطلّبُ الحصول عليهما أن يُضحّي المرء بزوجه وأطفاله..!!
فإن مَن يُصر على الحصول عليهما هو أحمق،
حتى في نظر البسطاء...
بالطبع،تستطيع ان تأتي...
وستجدهم يستقبلونك أحرّ إستقبال،..
أذرعٌ ممدودةٌ إليك..،
فتياتٌ جميلاتٌ ينتظرنك عند سُلّم الطائرة في المطار،
ليُقدّمنَ لك باقات الورد..،
فأنت بطل،لأنك عدتَ الى ارض الأجداد...!
وقد تحظى بقبلاتهن الحارّة..،
مسرحيةٌ كبرى ستشاهدها..،
وتكون أنت-غصباً عنك- أحد ممثليها...
فأنت الذي أتيت لكي تُحيي تُراثَ الأجداد..،
وتُصدّق النبوءات القديمة..،
أنت رجعتَ الى وطنك بعد ألفي عام..!!
رجعت لكي تحيا فيه للأبد،كي تنهل من العسل،
ويطيبَ لأطفالك تناول سمن البلاد..!
هم لن يتركوك تنعمُ بالراحة والسكينة..،
لن يُمهلوك كثيراً من الوقت..،
ولم يخبروكَ بالحقيقة..،
لم يخبروك بالحقيقة المُرّة القاتلة..،
هم لم يقولوا لك أن هناك قوماً آخرين..!!
قوماً غيرنا..،
يدّعون ان السمن والعسل ملكهم...
وان لا حقَّ لنا في تناوله...،
لم يقولوا لك أن هناك شعباً آخر..،
هم قالوا لك انّ هناكَ بعض الرّعاع(الفلسطينيين)،
الذي بالإمكان معالجتهم...
كما عالج العم سام الهنود الحمر في امريكا...
ويقولون لك لماذا لم نتعلم من تجارب حليفنا الاكبر والاوثق؟
ونستعمل نفس الوسائل..؟
نحن متحضرون..صحيح..
لكنه الصراع على الوجود وكل شيئٍ مستباح...
عندما اقترضوا من مكيافيللي مناهجه..،
بإمكانك ان تفعل ما يحلو لك،
لكنك سرعان ما تصطدم بالحقيقة المرّة يا اسحق ،،.
ستعترف بخطيئة حياتك...
وستكتشف انك أسأت الى اطفالك...!
فهؤلاء الرعاع ليسوا الهنود الحمر الذين يتحدثون عنهم..!!
هؤلاء الذين بثّوا "الخُزعبلات في ذهنك""خوزقوك"...!
حقاً هم لم يقولوا لك الحقيقة...
إن هؤلاء الرّعاع لهم قدرة كبيرة على تغيير تأثير الأشياء...
فالسمن والعسل اللذان يُستخدمان لرفد الإنسان بالحياة..،
حوّله هؤلاء الرعاء إلى سمٍّ زعاف...،تستلذ بطعمه،
لكنك سرعان ما تتحول الى جثة هامدة..!!
اسحق
اذا كنت مصمماً على القدوم رغم نصائحي...
اذا ضقت ذرعاً بالحياة في كييڤ عاصمة اوكرانيا،
وأردت القدوم الى بلاد الفُرص الواعدة...
فكر...ملياً ملياً...
عليك ان تعي انك تاتي الى هنا كي تمتشقَ سيفَك..،
الموت يا اسحق مزروع في هذه البلاد...
في شوارعها وفي جبالها وفي هضابها وفي أزقّتها،
وفي الزُرقةِ الدّاكنة لبحرها وأيضاًفي هوائها...
إسحق...
هي كما قالوا قديماً:
"أرضٌ تأكل ساكنيها"
اسحق...لا أخفيك..،
إنني وعلى الرغم من انني أكفر بكل ما جاء في الكتب القديمة،..
فإنني أحترم أجدادنا الذين رفضوا دخول هذه الأرض مع نبيّهم"موسى"...
لقد فعلوا الشيئ الصحيح،..
التيه في صحراء سيناء...
والعيش على أوراق الشجر الشاحب...،
أفضل من ان تموت هكذا...
إسحق،
إذا صمّمت على القدوم رغم نصائحي...
فكل الإحترام...لكن،
علامَ التضحية،ومن أجل أي شيئ؟..
الفداء..!!
إسحق،...
سيفك لن يكون كعصا موسى التي شقّت البحر..،
ولن يكون يكون أحدٌ فينا كالملك داوود...،
لا يغرّنك ما يقولون..،
المعركة لم تنتهِ بعد،..
كل أحاديثهم عن الانتصارات خداع..،
أي انتصارات تلك التي لم نجعل الفلسطينيين على ضعفهم يسلّمون بالحقيقة التي نُريدها؟
اي انتصارات تلك التي لم تُقنعهم بأن يتخلّوا عن الإيمان بآيات قُرآنهم وبوعد الربّ لهم بالنصر من جديد...
إسحق أخي...
يُخيّلُ إلي أن المعركة قد بدأت للتّو...
إسحق أخي...
رحمةً بأطفالك..،
إرجع،ونم..!!!