- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
فيرست بوست: محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ستعقد في القاهرة: ماذا ستكسب مصر ؟
فيرست بوست: محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ستعقد في القاهرة: ماذا ستكسب مصر ؟
- 14 يوليو 2024, 7:34:35 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشر موقع فيرست بوست، مقالا بشأن مكاسب مصر من الوساطة بين حماس وإسرائيل جاء فيه: إن قربها الجغرافي من غزة وسيطرتها على معبر رفح – الحدود الوحيدة مع غزة التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية – يضع مصر كلاعب حاسم في محادثات وقف إطلاق النار. إن دور القاهرة كوسيط ليس جديدا. لكنها أصبحت الآن أكثر نشاطا من أي وقت مضى
أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس أن إسرائيل سترسل وفدا إلى مصر لإجراء مزيد من المحادثات مع الوسطاء حول وقف إطلاق النار المقترح واتفاق إطلاق سراح الرهائن مع حماس. وهذه الخطوة هي الأقرب التي توصل إليها الطرفان لتسوية خلافاتهما بعد أشهر من المفاوضات المكثفة التي سهلها وسطاء أمريكيون ومصريون وقطريون.
إن دور مصر كوسيط ليس جديدا. لكنها أصبحت الآن أكثر نشاطا من أي وقت مضى. وليس الإيثار هو الذي يقود مشاركتها.
نوضح هنا ما الذي دفع القاهرة للتوسط في وقف إطلاق النار في حرب غزة.
المصالح الاستراتيجية
هناك العديد من المصالح الإستراتيجية التي تدفع مصر إلى المشاركة في جهود الوساطة.
الدولة الوحيدة (باستثناء إسرائيل) التي تشترك غزة في الحدود معها هي مصر. أحد المخاوف الرئيسية بالنسبة للقاهرة هو احتمال الهجرة الجماعية للاجئين الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء.
إن الحفاظ على علاقة وثيقة مع حماس أمر أساسي بالنسبة لمصر للحفاظ على نفوذها الإقليمي وتقليل تأثير المنافسين مثل تركيا وقطر في غزة.
وقد أدت دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين القوميين المتطرفين لتهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية إلى زيادة جهود القاهرة للتوسط في الصراع. وقد رفضت مصر بشكل قاطع هذه الاقتراحات ووصفتها بأنها "خط أحمر" من شأنه أن يقوض أمنها القومي، مما يسلط الضوء على المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها عملية الوساطة.
النفوذ الدبلوماسي
إن علاقة مصر التاريخية الفريدة مع إسرائيل أعطتها نفوذا كبيرا في المنطقة، وخاصة في مجال التحكيم. وتشكل الوساطة أيضًا جزءًا من جهود مصر لاستعادة دورها كقوة ثقيلة في الدبلوماسية العربية.
كانت مصر أول دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في عام 1978. ولديها تاريخ طويل من الدبلوماسية مع الدولة اليهودية، مما يعني أنها تتمتع بنفوذ دبلوماسي أكبر من دول مثل المغرب والإمارات العربية المتحدة والبحرين، التي قامت فقط بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. علاوة على ذلك، فإن الحدود المشتركة بين مصر وغزة تمنحها نفوذًا إضافيًا على حماس، مما يسمح للقاهرة بالتأثير على سياسات حماس من خلال السيطرة على المعبر الحدودي.
على سبيل المثال، في فبراير/شباط 2021، فتحت مصر معبر رفح "إلى أجل غير مسمى" بعد أن تعهدت حماس بقبول نتائج الانتخابات الفلسطينية التي طال انتظارها. وكانت هذه الخطوة جزءًا من محاولة لخلق ظروف أفضل للمفاوضات بين الفصائل الفلسطينية، مما يدل على قدرة مصر على استخدام سيطرتها على الحدود لتشكيل النتائج.
الضرورات الاقتصادية
وبعيداً عن مصالحها السياسية والاستراتيجية، فإن الضرورات الاقتصادية هي التي تدعم جهود التحكيم في مصر أيضاً. وفي الآونة الأخيرة، أوقفت العديد من شركات الشحن العالمية الشحن عبر قناة السويس بسبب مخاوف أمنية، مما زاد من المشاكل الاقتصادية في مصر.
وتواجه البلاد نقصًا حادًا في العملات الأجنبية وديونًا خارجية مذهلة تصل إلى 164.73 مليار دولار بحلول نهاية يونيو/حزيران 2023. ويعد حل الصراع بين إسرائيل وغزة ومنعه من التصعيد إلى حرب أوسع نطاقًا أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في مصر.
النتائج والفوائد المحتملة لمصر
يمكن لنتيجة الصراع أن تحقق فوائد عديدة لمصر. أحد الأهداف الأساسية للقاهرة هو عودة السلطة الفلسطينية كسلطة حاكمة في غزة. ويُنظر إلى السلطة الفلسطينية على أنها أكثر استعدادا للانخراط في الدبلوماسية والمفاوضات مقارنة بحماس. إن السيناريو الذي يتم فيه إضعاف حماس بشكل كبير يمكن أن يمهد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية، مما يؤدي إلى جارة أكثر واقعية مثل مصر وإسرائيل.
ومن المتوقع أن تلعب مصر دورا حاسما في المرحلة الانتقالية للحكومة إذا فقدت حماس السلطة. وكانت مصر تاريخياً هي القناة التي يتم من خلالها نقل المساعدات والأموال من الدول العربية والمجتمع الدولي إلى غزة. ومن المرجح أن تشارك البلاد في عملية إعادة إعمار غزة وأن تكون عاملاً مؤثراً مهيمناً في تشكيل مستقبلها، وفقاً لمقال فيThe Conversation.
التحديات المقبلة
وعلى الرغم من الفوائد المحتملة، فإن الطريق إلى وقف إطلاق النار محفوف بالتحديات. وتعهد نتنياهو بالمضي قدما في الهجوم الذي يستمر تسعة أشهر حتى يتم تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. كما طالب إسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على الأراضي الرئيسية في غزة على طول الحدود مع مصر - وهو شرط يتعارض مع موقف حماس القائل بأنه يجب على إسرائيل الانسحاب من جميع أراضي غزة بعد وقف إطلاق النار.
واتهمت حماس إسرائيل باستخدام "تكتيكات المماطلة" لتخريب جهود الهدنة، زاعمة أنها لم تكن على علم بأي تطورات جديدة من المحادثات الأخيرة. وتسلط هذه المواقف المتضاربة الضوء على المهمة الصعبة التي تنتظر الوسطاء في القاهرة.
الخلاصة
وقد شاركت البلاد في الوساطة بين إسرائيل وحماس وفي جهود إعادة إعمار غزة لعدة سنوات. إن قربها الجغرافي من غزة وسيطرتها على معبر رفح – الحدود الوحيدة مع غزة التي لا تخضع للسيطرة الإسرائيلية – يضع مصر كلاعب حاسم في هذه المحادثات.
موقع فيرست بوست من هنا