في ذكرى استشهاده الأولى.. الشيخ صالح العاروري قائد المقاومة الذي خطّ بطولات التاريخ

profile
شيماء مصطفى صحفية مصرية ومعلقة صوتية
  • clock 2 يناير 2025, 12:26:48 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تحل اليوم الثاني من يناير، الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الشيخ المجاهد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقائد الحركة بالضفة الغربية، والذي رحل عن الدنيا في هذا التاريخ قبل عام.

يشكل هذا الحدث بالنسبة للشعب الفلسطيني وكل المجاهدين في العالم العربي والإسلامي مناسبة لاستذكار مناقب الرجل الذي قدّم حياته في سبيل القضية الفلسطينية، وعُرف بدوره البارز في تعزيز نهج المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني.

الشيخ صالح العاروري وُلد في قرية عارورة في الضفة الغربية، وكان له تاريخ طويل في العمل السياسي والميداني داخل حركة "حماس". بدأ نشاطه السياسي في أوقات مبكرة من حياته، وساهم بشكل كبير في تنظيم خلايا المقاومة في الضفة الغربية، حيث كان له دور محوري في تدريب المجاهدين وتطوير أساليب المقاومة. وكان العاروري جزءًا من جيل من القادة الذين آمنوا بمبدأ المقاومة المسلحة كأداة رئيسية لتحرير فلسطين، متبنيًا استراتيجية قتالية دائمة ضد الاحتلال الصهيوني.

من خلال منصبه نائبًا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقائد الحركة بالضفة الغربية كان العاروري يتمتع بسمعة طيبة على مستوى المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى دوره في قيادة الحركة في الخارج وتوطيد علاقاتها مع عدد من الدول والمنظمات التي تدعم قضية فلسطين. لم يكن نشاطه مقتصرًا على العمل العسكري فقط، بل كان له دور سياسي بارز في اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تعزز موقف الحركة على الساحة الدولية.

وإلى جانب إدارة العاروري الجناحَ العسكريَّ لحماس في الضفة الغربية، فهو من مؤسّسي كتائب القسّام؛ وأطلق نواتها في الضفة الغربية عام 1991. كما أن للعاروري مسيرة حمساوية حافلة، فقد اعتُقل في سجون الاحتلال 18 عامًا، بداية من عام 1990، حتى الإفراج عنه، وإبعاده خارج الأراضي الفلسطينية عام 2010.

تم اختياره- بعدها- عضوًا بالمكتب السياسي لحركة حماس، ثم نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة عام 2017. كما شارك العاروري في إدارة مفاوضات صفقة الجندي الصهيوني الأسير لدى حماس جلعاد شاليط عام 2011، بوساطة مصرية، مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني كانوا في سجون الاحتلال.

الشيخ صالح العاروري، وهو أحد أبرز القادة العسكريين لحركة حماس، تعرّض للعديد من محاولات الاغتيال من قبل الاحتلال الصهيوني بسبب نشاطه الكبير في قيادة المقاومة. في يناير من العام الماضي اغتال جيشُ الاحتلال، نائبَ رئيس المكتب السياسي لـ "حركة حماس"، وقائد الحركة بالضفة الغربية الشّيخ صالح العاروري "57 سنة"، حيث استهدفته طائرة مُسيرة صهيونية مساء الثلاثاء 2 يناير 2024، في العاصمة اللبنانية بيروت، بقصف صاروخي، ما أسفر عن استشهاده، وستة آخرين.

بعد استشهاد العاروري، أطلقت حركة حماس وقيادات المقاومة الفلسطينية رسائل قوية تؤكد على استمرار مسيرة الجهاد والمقاومة. وأشادت بكفاحه الطويل وتضحياته من أجل القدس وفلسطين، مُعلنة أن دماءه ستكون دافعًا لمواصلة العمل على تحرير الأرض والمقدسات.

الذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ صالح العاروري ليست مجرد مناسبة حزينة، بل هي رمز للصمود والمقاومة. إنها تذكير بحتمية تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة، وتأكيد على أن مناضلي الحركة والقادة الذين قدّموا حياتهم في سبيل القضية سيظلّون حاضرون في ذاكرة الأمة.

التعليقات (0)