- ℃ 11 تركيا
- 12 نوفمبر 2024
قادة إسرائيل يشكرون إدارة بايدن على موقفها المنحاز للإبادة الجماعية في غزة.. ماذا قالوا؟
قادة إسرائيل يشكرون إدارة بايدن على موقفها المنحاز للإبادة الجماعية في غزة.. ماذا قالوا؟
- 9 ديسمبر 2023, 8:27:54 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تنديد واسع، عبرت عنه دول ومنظمات دولية، بعد إخفاق مجلس الأمن الدولي، الجمعة، في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو).
كان مجلس الأمن وتحت ضغط من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد انعقد للبت في دعوة إلى "وقف فوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية" بغزة، في حين وصل وفد "قمة الرياض" إلى واشنطن لاستكمال جولته الداعية إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من شهرين على القطاع.
ووجّه غوتيريش رسالةً إلى مجلس الأمن، استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر"، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود، وهو ما أثار حفيظة إسرائيل.
وجدّد دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، لتفادي "تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين، وعلى السلام والأمن في المنطقة"، وفق تعبيره.
إلا أن الولايات المتحدة، أبلغت مجلس الأمن الدولي معارضتها وقفاً فورياً لإطلاق النار بقطاع غزة، في وقت امتنعت بريطانيا عن التصويت.
من جانبها، شكرت إسرائيل، الولايات المتحدة على موقفها، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في تغريدة على منصة "إكس" (تيوتر سابقا): "شكرا لحليفتنا الولايات المتحدة على دعمها المستمر في المعركة من أجل إعادة المختطفين والقضاء على منظمة حماس".
بالمقابل، واصل كوهين، مهاجمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وقال إن "طلبه الانحياز إلى حماس، والمطالبة بوقف إطلاق النار، عار على موقفه، وعار على الأمم المتحدة".
أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد أردان، فكتب على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "أشكر الولايات المتحدة والرئيس (جو) بايدن، على وقوفهما بقوة إلى جانبنا اليوم، وإظهار قيادتهما وقيمهما".
وأضاف "لن يكون وقف إطلاق النار ممكنا إلا بعودة جميع الأسرى وتدمير حماس".
وفي المقابل، سادت حالة من التنديد الدولي والعربي والإسلامي لموقف الولايات المتحدة، ورفضها وقفا إنسانيا لإطلاق النار.
واعتبرت حركة حماس أن عرقلة واشنطن، صدور قرار بوقف إطلاق النار، "مشاركة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي في قتل أبناء الشعب الفلسطيني".
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق، في بيان، إن هذه الخطوة تعتبر أيضاً دعوة إلى ارتكاب مزيد من المجازر والتطهير العرقي بحق الفلسطينيين".
وأضاف الرشق: "ندين بشدةٍ استخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة"، متابعا: "نعد ذلك موقفاً لا أخلاقياً ولا إنسانياً".
من جانبه، أعرب وفد وزاري عربي وإسلامي، عن "امتعاضه" من استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي.
جاء ذلك في جلسة مباحثات رسمية عقدها وفد اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة "قمة الرياض"، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في العاصمة واشنطن، وفق بيان للخارجية السعودية.
وفي المباحثات، أعرب أعضاء اللجنة الوزارية عن "امتعاضهم جراّء استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الذي منع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي، يدعو وللمرة الثانية للوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية".
وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على "مطالبتهم الولايات المتحدة بتحمل مسؤولياتها واتخاذ ما يلزم من إجراءات لدفع الاحتلال الإسرائيلي نحو الوقف الفوري لإطلاق النار".
فيما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن واشنطن ظلت وحيدة بخصوص تأييد مواصلة الحرب على غزة.
وأضاف في تصريح لوكالة "لأناضول" وقناة "تي آر تي" التركيتين (رسميتين): "أمريكا أصبحت الآن وحيدة في هذه القضية (استمرار الحرب على غزة)، خاصة في التصويت الذي أجري في الأمم المتحدة".
وأشار فيدان إلى أن الرأي العام العالمي برمته سيقُيّم الفيتو الأمريكي على مشروع القرار الذي قدمته 97 دولة من أصل 193 دولة.
وأردف: "لقد عبرنا في لقاءاتنا، أن النظام السياسي الأميركي أصبح الآن عاجزاً في القضايا المتعلقة بإسرائيل، ولذلك فإن إسرائيل تتصرف بتهور في هذه القضية وتواصل قمعها".
وأوضح الوزير فيدان أنه في لقاء مجموعة اتصال غزة مع بلينكن، عبروا عن المأساة التي تعيشها غزة بكل وضوح، وأنهم باتوا ناطقين باسم تمرد الرأي العام العالمي حول هذه القضية.
وقال فيدان إن "أعضاء مجموعة الاتصال أكدوا مرارا وتكرارا أن المأساة الإنسانية في غزة يجب أن تنتهي فورا وإن قتل إسرائيل للأبرياء يجب أن يتوقف".
من جهته، أدان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، الفيتو الأمريكي، وقال في بيان، إن "فشل مجلس الأمن في وقف العدوان وصمة عار ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، واستخدام حق النقض يفضح نفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين".
وشكر الدول التي صوتت لصالح القرار، وحثها على "مواصلة جهودها في مجال المساعدات الإنسانية ومحاولات وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة".
فيما وصف السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، ما جرى بأنه "يوم حزين".
وأضاف أنه يعتقد أنه في يوم من الأيام "أولئك الذين لا يستطيعون رؤية الواقع سوف يتفاعلون في نهاية المطاف مع الضغوط الهائلة التي تمارسها الإنسانية، من ركن من أركان العالم إلى ركن آخر من العالم، حيث يطالب مليارات الأشخاص بوقف إطلاق النار".
وتابع: "نحن منزعجون مثل شعبنا الغاضب والمستاء من نظام الأمم المتحدة – من الأمم المتحدة، ومن مجلس الأمن، ومن الجمعية العامة – وهم محقون في الانزعاج والغضب والإحباط لأنهم يرون آلة الحرب الإسرائيلية الضخمة هذه تقتلهم بالآلاف، ومع ذلك أصيب مجلس الأمن بالشلل".
فيما استنكر نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، بفشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار ملزم يتضمن مطالبة الأطراف بإنهاء العنف في غزة.
وأشار إلى أن تهجير الفلسطينيين يهدف إلى جعلهم يختارون بين مغادرة وطنهم أو الموت.
وعلى صعيد المنظمات الدولية، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالفيتو الأمريكي، وقال مدير مكتبها في الأمم المتحدة لويس شاربونو، في بيان: "من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب".
وأضاف: "مرة أخرى، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن من إجراء بعض الدعوات التي كانت الولايات المتحدة نفسها تطالب بها إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية، بما في ذلك الامتثال للقانون الإنساني الدولي، وحماية المدنيين، وإطلاق سراح جميع المدنيين المحتجزين كأسرى".
وكذلك انتقد الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة "أوكسفام أمريكا" آبي ماكسمان، القرار أيضا، قائلا، في بيان، إن حق النقض "يضع مسمارا آخر في نعش مصداقية الولايات المتحدة في مسائل حقوق الإنسان".
وأضاف: "اليوم، أتيحت لإدارة بايدن فرصة أخرى للارتقاء إلى مستوى خطابها النبيل الداعم لحقوق الإنسان والنظام الدولي القائم على القواعد، إن العالم مستعد لإنهاء المذبحة المروعة في غزة والتركيز على إطلاق سراح الرهائن ومساعدة الفلسطينيين".
وقالت الأمينة العامة لمنظمة "العفو الدولية" أنييس كالامار، من خلال استخدام حق النقض ضد القرار "ظهرت الولايات المتحدة تجاهلا قاسيا لمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مذهل من القتلى والدمار الواسع النطاق والكارثة الإنسانية غير المسبوقة" في غزة.
وانتقدت كالامارد الولايات المتحدة لإرسالها أسلحة إلى إسرائيل، وقالت إنها "تساهم في تدمير القطاع".
وقالت كالامارد في بيان: "لقد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بوقاحة واستخدمته كسلاح لتقويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما أدى إلى تقويض مصداقيته وقدرته على الوفاء بتفويضه للحفاظ على السلام والأمن الدوليين".
كما أدانت منظمة "أطباء بلا حدود"، الفيتو الأمريكي، وقالت في بيان: "باستخدام حق النقض ضد هذا القرار، تقف الولايات المتحدة وحدها في الإدلاء بصوتها ضد الإنسانية".
وأضافت: "لقد صدمنا فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفا و490 شهيداً، بينهم 7870 طفلاً و6121 امرأة، بالإضافة إلى 46 ألفا و558 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.