- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
قرية مصرية تفقد 74 من أبنائها العاملين في درنة.. وأسر تبدأ رحلة البحث عن أبنائها المفقودين
قرية مصرية تفقد 74 من أبنائها العاملين في درنة.. وأسر تبدأ رحلة البحث عن أبنائها المفقودين
- 13 سبتمبر 2023, 8:55:03 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
القاهرة- “القدس العربي”:
تضمنت الأسماء التي أعلنتها السلطات الليبية للضحايا المصريين في مدينة درنة جراء إعصار دانيال، 74 شخصا من قرية واحدة في محافظة بني سويف، وسط مصر، في وقت بدأت أسر مصرية أخرى رحلة البحث عن أبنائها المفقودين في الإعصار.
وتداول أهالي قرية الشريف التابعة لمركز ببا في محافظة بني سويف، على مواقع التواصل الاجتماعي، قائمة بأسماء 74 ضحية، بينهم 14 من عائلة واحدة، و3 أشقاء.
وقال محمد عادل أحد أبناء القرية لـ”القدس العربي”، إنه عقب وصول خبر وفاة العشرات من أبناء القرية، توجه الأهالي إلى مدنية السلوم الحدودية مع ليبيا في انتظار جثامين أبنائهم.
وأضاف: “الحزن يخيم على القرية، فمعظم العائلات فقدت ضحايا، وهناك عائلة فقدت 14 من أبنائها، فيما لقي أشقاء وأقارب من عائلات أخرى مصرعهم في الإعصار”.
وزاد: “اعتاد أبناء القرية السفر إلى ليبيا للعمل في مجال البناء، ومعظمهم لديه أسر وأطفال في مصر تركوهم وتوجهوا إلى ليبيا، بحثا عن عمل لتوفير حياة كريمة لأبنائهم”.
الدكتور رامي حسن الضيع، أحد أبناء القرية، قال إن الأهالي استيقظوا صباح أمس على خبر وفاة وفقد عدد من شباب القرية الذين يعملون في دولة ليبيا، وتحديداً في مدينة درنة التي شهدت كارثة إعصار دانيال.
وأضاف: “اتشحت نساء القرية بالملابس السوداء، وبدأت أصوات القرآن الكريم تخرج من كل منزل، وما من بيت إلا يخيم عليه الحزن الشديد”.
وكتب مجدي عاشور أحد أبناء القرية: “اللهم أجرنا في مصيبتنا واربط الله على قلوب ذوي الضحايا، وارزقهم الصبر والسلوان، 74 شهيدا في إعصار ليبيا من أهلنا وأحبابنا وأصحابنا في ذمه الله شهداء لقمة العيش، إلى جنات النعيم بإذن الله.. نحسبهم من الشهداء ولا نزكيهم على الله”.
مصطفى زين، أب لثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الأول الإعدادي، ويبلغ من العمر 12 سنة، وأصغرهم يبلغ من العمر 5 سنوات، توفي جراء الإعصار.
زين الذي تداول مصريون صورته على مواقع التواصل كأول حالة وفاة مؤكدة بين المصريين العاملين في ليبيا، كان قد سافر إلى ليبيا قبل 7 أشهر، قبل أن ينشر مصريون صورة جثمانه في مستشفى البيضاء، وطالبوا من يتعرف عليه بإبلاغ أهله بوفاته.
ونعاه أقاربه وأصدقاؤه مواقع التواصل الاجتماعي، وأطلقوا عليه شهيد لقمة العيش.
وكتب علاء أحمد أحد أقارب زين: “إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله ابن عمتي وأخي الكبير مصطفى زين، شهيد لقمة العيش نتيجة إعصار دانيال في ليبيا”.
وكتب صديقه إسلام عبد الجليل: “أخي وحبيبي مصطفى زين في ذمة الله، توفي في حادث إعصار ليبيا”.
ونشر مجلس طبرق الطبي في ليبيا، يوم الثلاثاء، قائمة بأسماء 84 مصريا، لقوا حتفهم جراء السيول التي ضربت مدينة درنة.
وذكر المجلس، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، أن عضوي المجلس التسييري لبلدية طبرق عبدالكريم بوطابونة، ومنصور أمداوي، حضرا عملية تسليم الجثامين لمركز طبرق الطبي، الذي نشر بدوره قائمة تضم أسماء 84 متوفيًا مصريًا في مدينة درنة.
وتابع أنه جار الانتهاء من الإجراءات القانونية واستصدار تصريح الدفن، والعمل على إنهاء إجراءات السفر لنقل الجثامين إلى مصر.
وأعلنت سلطات أمن السواحل في ليبيا، الثلاثاء، مصرع 145 مصريا في الفيضانات التي ضربت البلاد.
وقالت الإدارة العامة لأمن السواحل في مدينة طبرق الليبية، إن جثامين 145 مصريا وصلت إلى مشرحة طبرق “لتغسيلهم والبدء في إرسالهم لذويهم”، حسب بيان في صفحتها على فيسبوك.
وأضافت أن “جميع الوفيات تم ترحيلها إلى جمهورية مصر العربية”.
إلى ذلك بدأت أسر مصرية، رحلة البحث عن المفقودين، ولجأ العديد الأهالي الذين فقدوا التواصل مع أبنائهم العاملين في ليبيا، لنشر صورهم على صفحة “الجالية المصرية في ليبيا”، مصحوبة بأرقام هواتفهم.
ونشر مصطفى الجمال صورة شقيقه وعلق عليها: “أخي الصغير يبلغ من العمر 21 عاما من مدينة سمالوط في محافظة المنيا، مفقود في مدينة درنة، أرجوا ممن لديه معلومة أن يبلغنا ليطمئن قلبنا”.
وكتبت أم محمد: “زوجي موجود في مدينة درنة ويعمل في أحد المطاعم وفقدت التواصل معه منذ اندلاع الإعصار”.
وكتبت شيماء بشير: “زوجي مصطفى أبو العزم موجود في درنة، وهاتفه الليبي مغلق ولا أعلم عنه شيئا”.
كما استغاث شوقي جبر بالمصريين في ليبيا، لمحاولة استبيان مصير ابنه مصطفى الذي يقطن في شارع البحر بمدينة درنة، ونشر صورته وعلق عليه: “فقدت التواصل معه منذ أيام”.
وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان، إنها تتابع على مدار الساعة، الآثار المترتبة على الإعصار دانيال الذي ضرب العديد من المناطق والمدن الليبية، وأسفر عن عدد من الضحايا والمفقودين من المواطنين المصريين”.
وأضافت: “تم فتح خط ساخن للتواصل بين الخارجية المصرية والقنصلية المصرية في بنغازي، التي تقوم بالتنسيق مع الجانب الليبي للوقوف على آخر تطورات أوضاع المواطنين المصريين في المناطق المنكوبة وجهود البحث والإنقاذ، وكذلك الحصول على البيانات الخاصة بالضحايا وسبل حصر أعدادهم، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات الوطنية المعنية، في ضوء انقطاع الاتصالات في عدد كبير من المناطق وتدمير الطرق الرئيسية المؤدية إليها”.
وفقًا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة لعام 2022، فإن عدد المصريين في ليبيا يبلغ 144 ألفاً و534 شخصا.
ويتواجد نحو نصف المصريين في ليبيا في الشرق، فيما يتواجد نحو 43% في الغرب، ونحو 5% في الجنوب.