قصائد قصيره.. نور الدين نادر

profile
  • clock 6 أبريل 2021, 2:06:42 ص
  • eye 1444
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

(ما قالته الحديقة في اليوم التعيس)

_


لا مرْحبًا بِكَ أيُّها المنْشارُ قُرْبَ ديارِنا


أشجارُنا منْذُ الصباحِ تصيْحُ: لا


أشْعلْتَ في أزْهارِنا نارَ الضنى


جرَّدْتَ مِنْ كلِّ الحدائق ِورْدَنا


خبَّأْتَ في مكْرِ العباءةِ حُلْمَ نعْناعٍ


بلمْلمةِ الأحبَّةِ حوْل نُبْلِ الرائحةْ


والطيْرُ هاجرَ شاردًا عنَّا،


وعاد السوسُ يملأُ أرضنا


يا أيُّها المنْشارُ آنَ لعيْنِكِ الحمْراءِ أنْ تُفْقأْ


وحديْدِك المسْنوْنِ أنْ يَصْدأْ


يا عشْبُ يا شعْبَ الحديقةِ:


صِرْ عصا، شوْكًا لتُرْجِع للحدائقِ ذكْرياتِ رَبيْعِها


ولنا شتاءٌ كيْ نعرِّي زيْفَ لحْيتِهِ بزخَّاتِ المطرْ


ولنا خريفٌ تَجْلِدُ الحطَّابَ ِأغْصانُ الشجرْ


ولنا طيورٌ قدْ تعاوِدُ بالغضبْ


كيْ تُسْقِطُ التاجَ الخشبْ


بِرَدَى الحجرْ


ولنا غدٌ لنجولَ فيه مزارع الرملِ الحزيْنةِ بالعطنْ


نُهدي لها ورْدَ الوطنْ


كي نعتذرْ

_____

نور الدين نادر

٢٠١٨

_____

(رقصة)


ارقصْ على المطرِ السريعِ

وخذْ يديْها

وامنح القدمَ الجبانةَ حقَّها

في القربِ من مستودعِ الأضواءْ

هيَّا اقتربْ من خطوةِ الكعبِ الأنيقةِ،

سُلطةُ الإيقاعِ أقوى الآن

من ظلِّ الهواجسِ

لن تعودَ الفرصةُ البِكْرُ

انتظرْتَ سنينَ

هيَّا ارقص ولا تتذكَّر الماضي العتيمَ،

الآن أنت مخاتلٌ للحزنِ

فارقص لا تفكِّر لحظةً

انسَ الفضولَ ولا تُشَاغبْ،


خَبِّر الأيدي الجميلةَ

أنها في الرقص أرحبُ من بيانو الشعرِ،

وارقصْ بين ساقيها على مصباح فطرتك

الذي أقصى سؤال الأمس

وارقص كي ترى في نهركِ الدافي

عصافيراً

ومرآةً

وظلًّا

وارقص،

الليلُ انحنى لكَ

والمواقيتُ ارتَمتْ في سُندس العينينِ


خذْ يدَها لأعلى من سؤالك

عن دوام اللحظةْ

وخذ اليدَ الأخرى لأسفل من سؤالك

عن طموحك بعد هذي اللحظةْ

حَرِّرْ سؤالكَ مرة من لكْمَةِ الوقتِ

الهدوءُ مناسبٌ والشعرُ طوع بنانِك

الكلماتُ موسيقيَّةٌ

فارقص وهيِّئْ غنوة من شاطئ الكتفينِ

وانظر للبلاد وراءَها

قل للحمام على ضفاف الشكِّ:

في أبراجِ خَدَّيْها العميقةِ مسْتقرٌّ،

قل لأغربةِ الصداعِ

آمنتُ بالله على الإيقاعِ:

"نقِّلْ فؤادكَ حيثُ شئت من الأغاني"

"إن الحياةَ دقائق وثوانِ"


فارقص وغنِّ لكي تراكَ،

لكي ترى في مركب العينين فسحتَها

البعيدةَ في بلادِكَ

وارقص الإيقاعُ يحتملُ المجازَفةَ

الفضولُ بعيدَةٌ نظراتُه

فَضَع الذراعَ على الذراعِ

لا شيءَ أقوى من رؤى الإيقاعِ.

_____


في محل الفراخ


أصواتٌ يقأقئُ في بلاهتها الأسى

تقتاتُ من طبق المواقيتِ

الذي ما عاد يملأهُ الأملْ

قنعت به حتى ثَمِلْ


والماءُ تحت هياجها نارٌ،

ويُخفي وجهَها ميزانُ

وفحيحُ مصباحٍ ينيرُ طوال ليلهم الطويلْ،

حتى يجيء الصبحُ والسكَّانُ


وأمام كلِّ الناس ينظرُ في الفراخ وينتقي،

بعد الزبون ببسملةْ

أي الفراخِ سترتقي للمقصلةْ

______

(ماذا أفعل في هذا الليل؟)


أخذوا ماءَ العين

وعرقَ -الجسد المتوتِّر-

أخذوا فَلْتَةَ أيامي

وسنينَ ستأتي بعد اليوم!

فماذا أفعلُ يا عذَّالي؟!

رغم تنمُّرِكُم إلا أنكمو أصدقْ


ماذا أفعلُ يا أصحابي

في الصمت المطلقْ؟!


قدمي لا تحتمل حرارةَ هذا الرمْلِ

ووجهي من طين الظلِّ

 دُوْدِيٌّ ومُشَقَّقْ


ساعاتي أضيق من عمر فضولي

جسدي أضيقْ


ماذا أفعل في هذا الليلْ؟!

________


(لكنها تدور)

"من سيرة جاليليو جاليلي"

 

 مثلُ ريْشةٍ في أَشْتِيَةْ

 بينيْ وبين الأرضِ خطوةٌ وريحٌ عاتيةْ

 بينيَ والسماءِ نصفُ خطوةٍ مُواتيةْ

 على مشانقِ الكنيسةِ؛

 المواقيتُ تعود بي إلى الأمسِ

-لوالدي الذي

 عاش فقيرًا يأكلُ الحَسْرةَ بالقراءةِ المُخْتلسَةْ

 يجلسُ فوق الصمغِ صمغ العيش

 ثمَّ يفْتِلُ التهميشَ بالوحْدةِ في متاجرِ الصوفِ

 وَيُشعلُ السؤالَ فوق شَمْعِ عمرِهِ

 ليَبدأَ التأليفَ للذين ينصبونَ من أشجارِنا مشنقةً للعقلِ،

 -لابنتيَ التي وَهبْتُها لقتلي

 -لزوجةٍ قالت لهم: "ليس على الأعمى حرجْ"

 ولستُ ضدَّ دينِكُمْ كما قضى التفتيشُ:

 أن تُقابلَ الكِلْمةُ حزَّ السيفِ

 أن يُطاردَ الطيرُ -سدى- في الأفقِ

 لكنها تدورُ كالحبالِ حولَ العنقِ

 لكنها تدورْ

 .

 .

 ونحنُ خلف الجبلِ المقدَّسِ انبرتْ لنا محضُ رؤى

 ذات فضولٍ:

 لم تزل في القطط البيضاء والسوداء فألًا

 تلعبُ الشوارعُ النردَ به

 والغولُ وَقْعٌ صارخُ الصيتِ

 والبحرُ موطنُ العفاريتِ

 والحبُّ مَشْروطٌ بحقِّ الليلةِ الأولى

 وفي زِقاقِ كلِّ شارعٍ كُهَّانُهُ:

 "يظلُّ مأْخوذًا من الناس''

يُقامُ فيهمُ لأجْلِ قُفْطانِ الملوكِ والصلاةِ/طاعة المُثولْ

 وكلُّ قُدَّاسٍ مَشَاعٌ لذبائحِ العقولْ

 لطالما المَذْبَحُ والمِنبرُ في قصر اللملوكْ

 لطالما الملوك في عباءةِ المقدَّسِ

 أو خلف سُلْطةِ المسدَّسِ

 والنور لمَّا يَسُسِ

 فالشمس في زوالْ

 لكنها تدور بالوَبالْ

 وما انتهتْ حَربُ الثلاثينَ سؤالْ!

 .

 .

 صَنعْتُ مِنظارًا لرؤيةِ المدى

 لربَّما أَقطفُ تفَّاحَ الرؤى

 من شجرِ المعرفةِ المجهولْ

 وكلُّ ذنبي أنني ارْتكبْتُ غلطةَ الفضولْ

 وما عَفَتْ خطيئةٌ بالندمِ

 لكنها تدورُ كالأَصفادِ حولَ القدمِ

 سبعون عامًا يا دمي

 أهذي، وأسمنْتيَّةُ السجنِ تجولُ في مغار الجسدِ

 وفي يدي سلاسلٌ من مسدِ

 وفي روائحِ الحوائطِ

 السؤالُ،          والجوابُ،

 والمنالُ،            والحُبابُ،

 والمآلُ              والعذابُ،

 والمُحالُ،             والشبابُ،

والصورْ


 لكنَّها تدور ُكالضبابِ في غَيمِ البصرْ

 وإنني ألقي حجرْ

                    في بِرْكِةِ الإنسانِ

                   في خطوه الهيمانِ

 وفوق ميدانِ الجبينْ

 أَيْنعَ تمثالُ اليقينْ:

 مَأْسَسَةُ الدينِ لتسْييْق البلادْ

 سَتبعثُ الفرعونَ ذا الأوتادْ

 ويُحْرمُ العقلُ من المرورْ

 من يُصْدِرُ الحكْمَ بحقِّي مرَّةَ

 قبل النشورْ

 ويُرجِعُ الفرْحةَ والمسرَّةَ

 وعمريَ المهدورْ

 طوبى لكلِّ قائلٍ جهورْ

 لكنها تدورْ

التعليقات (0)