- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
قصيدة أحمد الرديني : شهد
شهد
قلبها أحزان واحزان
خزّان حرمان
شعب وعلى حكامه فـِ لحظة
أصبح هاين
شهد
شجرة لايمون وزاتون صبار تفاح وجناين
بصت لي فـ مرة وقالت روح
روّح بلدك
رممّ فيك ياصديقي شقوق الروح
ورجعت بلدنا
وشوفت الناس مش زي زمان
مش دوغري
وشوفت الناس مش زي زمان
بتموت بدري
وشوفت غيطان سارح فيها الخرسان زي الجدري
ومشيت
وشوفت بنات ماسكين كراريس
يقدروا يرسموا حلم الأجيال
ومابترسمش
تقدر تجري الكون فـ ثواني
ومابتمشيش
شوفت بنات
صوتها جميل وبديع
ومابتغنيش
حزنانة عيونها
ومابتبكيش
شوفت النسوان كيف الراجعين م الحرب
ضهر بلدنا
جلدوا الأسفلت ومات م الضرب
إتغيرت الأشياء للأسوء
والناس علامات الإستفهام ماليه وشوشهم
بصيت على أغصان الأشجار
شوفت اليمامات هجت
لكن بأمانه سايبة عشوشهم
فيه ناس بتسيبك لكن تشكر
سايبة معاك ذكرى الأيام الفايتة الحلوة
كل مارجلي تدبّ الأرض
أتسبّ
أدبّ الارض اتسبّ
أتسبّ أدبّ أدبّ أتسبّ
فسألتها ليه ؟
قالت ليك عين؟
قوم
شحّم فـِ تروس سواقينا بدمك
وابدر فـِ عقول الأطفال
كل مبادئ جت على ذهنك
وبلدنا جعانة
دوّبلها دهنك
قاعدين الزريعة
مستني نني عيونهم مطرة
تروي الأرض
مش تحرقها
منتظرين يستأمنوا يرموا بذور للأرض
والدودة ماتسرقها
كنت زمان
لما باحب أروح الغيط
يدوبك اعدي عتب البيت
دلوقتي لما باحب أروح الغيط
بانظر على شجرة عنباية جنبيها عمود خرسان
زي حمامة عاشرها غراب
وشوش الناس المألوفة
بقت أغراب
بقى كل اشياء شوفتها غُربة
بلد كان ليها تراب و تُرَب
صبحت كلها تُربة
وفـ إيدي كتاب الحب اياه
كان صاحب ليا
بيكتب عن قصص العشاق
وانا ماشي لمحت البنت اللي انا حبيتها زمان
متجوزة من إبن العمده
في بلدنا الحب دا زي العوم
والعوم دا بيفرق ع العوم دا
عوم
غير عوم
لَمَحِتني واقف
بصتلي ودِمعت
نزل الدم
من نني العين فوق الفتسان
فاتأكد يومها عريسها بإنها بنت بيوت
سمعت صوت ف ودانها يقول
ألقي بقلبي في قلب البحر ياقلبي المالح
إنّا رادوه اليكِ
ولنجعله صالح
أنا قلبي بيوت من طين وشجر وموالح
وحجر وبلون الحزن ف ورق التوت
والسمك ان عاش في قصور بيموت
وانا شايف إني هافوت الدنيا
وهاسيب النخل السيوي بخيل
علشان بخلان نخل الأمهات
وهاسيب الحسرة في قلب الشعر
تنعي مافات
وهاسيب في سماري يكون ع البيت دهانات
وهاسيب الشعرا زي ماهما
جبانة جبانات
وانا سامع صوت مش حي ناداني
راجع ليه ؟
كل بنات المدرسة ماتوا ف حضن اجوازهم
كل ولاد المدرسة ماتوا ف حضن بنات مدرسة تانية
وطلعلنا جيل معلول
مشلول
مخبول العقل وني السيرة
مابقاش بيخُضّ القربة
ولا يرضى يبدل باقة نت كبيرة
بأكلة فول هتكفي البيت
وطلعلنا جيل مقفول و عبيط
شايف الصف اللي هناك؟؟!
دول كل مشايخ الجامع
قاعدين يرقونا من التعاويذ
يمكن شيّطان طغيان ساكن في الناس
لكن ازاي شيطان يسرق إحساس ؟
وبكيت
نِزلِت دمعة ف خدي
شربِتها الأرض الحزنانه
يمكن بدموعي أطبطب على روحها
وأداوي جروحها ببعض ماقلبي تيسر قول الشعر
وقعدت ف ترعه
ستي قالتلي زمان انها بحر
بحر كبير يا احمد
بحر وفيه جنيّة جميلة
وقت ماكنا مش بنقول على حلة تيفال
غير دقْيّة
وقت ما كان كل بيوت الحي
بخورها كانون
بصيت ع البحر
قصدي الترعة
البحر
مش زي زمان
اتعكر من كُتر عفارُه
مات جواه السمك البلطي
مات وترك ع الشط زفارُه
زهق من كل نفوس الناس اللي بتتبدل
من طيبة لخبث
من بخت جميل إلى نحس
من حلم لكوابيس
رمضان بيعدي ومش بيلاقي الناس
زي زمان
شمع ينور بيه الفوانيس
إتغيرت الأشياء
والدوا بقى داء
والمصطبة صبحت لوحة قديمة
أو حتى تراث في جيوب السيرة الهلالية
مش عارف
حتى اللكنه
صبحت داكنه
والناس بقوا حالة غريبة من التوهان
كانت كل الناس إنسان
دلوقت الباقيين منهم عواجيز
بيسندوا بعض على الرصفان
تتغبر لحيتهم بزفير العربيات والهجر
حتى العزا بقى شكله صيوان ع الفيس
طب مين هيشيل النعش ويجري؟
الضهر اِدن
وانا ابويا وعدته بإني أصلي واصوم
من يومها باصَلي
ولكني مقصر لليوم
ودخلت الجامع
واحد قالي
لو جيت تدعي ادعي بصوت عالي
مش علشان ربنا يسمعلك
علشان ممنوع تدعي على العمدة
حتى المسجد زي باقية الشعرا جبان؟
روحت اتناول فوق المدبح
اصل وعدت زميلي الميت إني أروح ماطرح ما حب يروح
قالي الكاهن
إمشي اطلع برا
فمادام مصري
مش محتاج لتضمد أي جروح
سبّح بس باسم العُمدة وقول قدوس سبوح
بصيت له ضحكت
ورجعت كأني غراب بيداري فـ سوءة روحه
أو سوءة عين العدرا عشان حزنانة
ورجعت لشهد
ولقيتها بتشبه يوم العيد جوا الزنزانه
شهد ؟
شهد دي قيمه
بنوتة عظيمه
شهد كانت مصر
يتيمة ...