قصيدة أحمد بخيت : وطن بحجم عُيُوننا

profile
  • clock 9 مايو 2021, 12:30:43 ص
  • eye 2248
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وطن بحجم عُيُوننا

1  

عَيْنَاكِ آخرُ مُعجِزَاتِ الحُبِّ فِي زَمَنِ الرَّصَاصْ


نهرانِ منْ غَضبٍ وقَدْ نَصَبا مَوَازِينَ القِصَاصْ


للرَّافعينَ منارَةَ الدَّمِ دُونَ مَنٍّ وَانْتِقَاصْ


عَيْنَاكِ شَعبٌ ثائِرٌ يترقَّبُ الغَدَ والخَلاصْ

2

فِي بَيْعَة الرِّضوانِ يَا قرآنَ عينَيَّ الْمُبِينْ


تَحْتَ السَّمَاواتِ الَّتِي ليست تَخُصُّ اليائسينْ


بايعتُ «جُلْجُلَةَ» التُّرَابِ «وكَرْبَلاءَ» الواقفينْ


أَقْسَمْتُ إِمَّا أَنْ أكونَ هُنا وإِمَّا أَنْ أكونْ

3

جئنا لينتصرَ الجَمالُ أمامَ الآفِ الخطوبْ


والحُبُّ رايَةُ رُوحِنا ضِدَّ المذابحِ والحُرُوبْ


ونُضُوجُ عاطفَةِ المَحَبَّةِ  بَدْءُ تحريرِ الشُّعوبْ


وتَسَاقُطُ الطُّغْيَانِ مَرْهُوْنٌ بتحريرِ القُلُوبْ!!

4


الَفْجرُ يغسِلُ بالنَّدَى جُدْرانَ شارعِنا الفقيرْ


وأنا أفكِّرُ كَيْفَ يجمعُ حُبَّنا عُشٌّ صغيرْ


والطيِّبونَ القابضونَ الجَمْرَ فِي كُلِّ العصورْ


يتقاسمون القَهْرَ تحتَ سَماءِ عالَمِنا المريرْ

5

الليلُ بستانُ الرؤى والحبُّ فاكهَة الشتاءْ


وأنا المهاجرُ خفقَةٌ فِي الأرضِ مِن قلبِ السَّمَاءْ


لم أختصرْ إِلاَّ المسافَةَ بين جَفنِكِ والبُكَاءْ


لم أُعطَ مِن شَرَفِ النُّبُوَّة غيرَ حُزْنِ الأنبياءْ!!


6

يَا عذبَةَ العَيْنَيْنِ يَا أحلى اكتشافاتِ العُمُرْ


يَا نَهْرَ أيَّامي ويا شوقَ التُّرَابِ إِلَى النَّهَرْ


غنَّيتُ باسْمِكِ أَينعَتْ رُوحِي وبلَّلَنِي المطرْ


فبأيِّ آلاءِ المَحَبَّةِ لاَ يبايِعُك الوترْ!!


7

تلميذُ عَيْنَيْكِ الَّتِي خُلِقتْ لتبتكِرَ الصَّبَاحْ


أعطيْتِنِي شَرَفَ الْمَحَبَّةِ  والْمَحَبَّةُ لاَ تُباحْ


ثَبَّتُّ أَقْدَامِي وقلتُ لَهَا:هنيئًا بالجراحْ


من صخرَةِ الأهرامِ منحوتٌ فمُوْتِي يَا رِماحْ!!


8

سَرَقُوكِ مِنْ عَيْنِي «عَلَى عيني»أتفتقدين صَوْتِي؟


النِّيلُ فَيَّاضٌ بُشِرْيَانِي أَظُنُّكِ مَا ارْتَوَيْتِ


الحُبُّ لاَ يأتِي وَلاَ ابْنَتُهُ: السعادَةُ سَوْفَ تَأْتِي


مَا مِنْ سَمَاءٍ سَوْفَ تَغْفِرُ لِلْحَيَاةِ  إِذَا بَكَيْتِ


9

رُدِّي لِيَ الأَيَّامَ، أُسْبُوعٌ وكُلُّ العُمْرِ سَبْتُ


غنَّيتُ باسمِكِ وانكسرتُ  أمامَ يأسي وانتصرتُ


غنَّيتُ مِصْرَ فَهْل رأتْ مِنْ أيِّ شريانٍ نزفتُ؟


وَحَضَنْتُ كلَّ بُيُوتِ مِصْرَ وَلَيْسَ لِيْ فِي مِصْرَ بيتُ


10

جُرْحٌ كريمٌ فُقْتُهُ كَرَمًا ولم أهربْ بَخِيلَا


قَلْبِي أشفُّ وجَبْهَتِي أعلَى وقد أبدو نَحِيلَا


وأكادُ أُومِئُ للسَّحابَةِ -حين أرغبُ- أنْ تَسِيلَا


هَلْ كُلُّ هَذَا الحُزْنِ لاَ يَكْفِي ليجعلَنِي جَمِيلَا؟


11

لاَ أَنْتَهِي إِلَّا لأَبْدَأَ كَمْ فراقٍ!كَمْ لقاءْ!


لي حِصَّةٌ فِي الحُزْنِ تكفي ما تيسَرَ من عزاءْ


هَذَا اعتذاري للجمالِ فقد أَسَأْتُ وما أَسَاءْ


فتنَفَّسي، لِيَمُرَّ فِي رِئَتِي القليلُ مِنَ الْهَوَاءْ!!


12

مَا لَيْسَ يَصْلُحُ غُرْفَةً تسع الذي بي من شَجَنْ


مَا لَيْسَ للأحياءِ ثَوْبٌ لَيْسَ للمَوْتَى كَفَنْ


مَا لَيْسَ إِلاَّ صَرْخَةً مِنْ «طَنْجَةً» حتَّى «عَدَنْ»


وطنٌ لبابِ القُنْصُليَّةِ راحَ يبحثُ عَنْ وطنْ!!


13


كَيْفَ انتَمَيْتِ لأُفْقِنا يَا نِجْمَةَ الفَجْرِ البعيدْ؟


لسناُ نرْيدُ كما نحبُّ ولا نحبُّ كما نريدْ


ولنا مِنَ العِشْقِ الوَدَاعُ لنا مِنَ الوطنِ الشَّهِيدْ


لاَ عيدَ لِلْعُشَّاقِ فِي وَطَنٍ يَعِيشُ بِغَيْرِ عِيدْ!!


14

يَتَشَابَهُ الطُّغْيانُ والثَقَفِيُّ أسْوأُ مِنْ «يَزيدْ»


لَمَّا ارتَخى عُنُقُ الرجالِ وأدْمَنُوا ذُلَّ القُيُودْ


وَتَعَوَّدُوا الصَّبْرَ المُهِينَ وأتْقَنُوا  لُغَةَ العَبِيدْ


كَبُرَ الطَّوَاغِيتُ الصِّغَارُ وَكَافَؤُونَا بِالْمَزِيدْ


15

بمدائحِ الوطنِ المُحَنَّطِ فِي النُّصُوصِ المَدْرَسِيَّةْ


بالجَهْلِ أصبحَ عبقريًّا فِي اغتيالِ العبقريَّةْ


بالحُبِّ يُوْلَدُ ميِّتًا فِي الأُغْنِيَاتِ العاطفيَّةْ


لتصيرَ سِكِّينُ الجُناةِ أَحَبَّ مِنْ لَحْمِ الضَّحيَّةْ!!


16

كَم مِنْ صراخٍ زائفٍ كَم مِنْ خيولٍ ميِّتَةْ


صرختْ، فلوَّثَ صوتُها شرَفَ الجراحِ المُسْكَتَةْ


غَنَّتْ لِشَعْبٍ فِي الشَّتاتِ وَأَلَّهتْ مَنْ شَتَّتَهْ


أَقْلَعْتُ مِنْ سَفْحِ الْعَذَابِ وَكِدْتُ أبلغُ قِمَّتَهْ!


17

أَنَا مَا عَرَفْتُكِ إِنَّما غَازَلْتُ أُورْكِسْتْرَا جِرَاحِي


كَمْ مِنْ مِدادٍ أزرقٍ فِي الأُفْقِ منتظرًا جَنَاحِي


كَم صفحَةٍ فِي اللَّيلِ أزرعُ فوقَها شَمْسَ الصَّبَاحِ


لم أقْتَرحْ لِلْحُبِّ مَوْتًا فالْحَيَاة هِيَ اقْتِراحي!!


18

من أجلِ يومٍ واحدٍ فِي الحُبِّ سابقتُ الزَّمَانْ 


كنا بداياتِ الحضارَة والحضارَةُ عَاشِقَانْ


كُنَّا مَعًا لَسْنَا مَعًا نبقَي معًا فِي كلِّ آنْ


متكافِئٌ هَذَا السِّباقُ وعادِلٌ هَذَا الرِّهَانْ!!


19

فَلْيَغْضَبُوا فَأَنَا أُدَافِعُ عَنْ مَلاَيِينِ السَّنَابِلْ


ولْيَعْلَمُوا أنَّ الإِرادَةَ لاَ تُكَبِّلُها السَّلاَسِلْ


أَنَّ البلابلَ تحت نِيرِ القَهْرِ مَا عادتْ بَلاَبِلْ


أنَّ اشتعالَ النَّارِ فِي الأَشْجَارِ يَجْعَلُهَا تُقَاتِلْ


20

مِن خَيْطِ أَقْمِطَةِ الْوَلِيدِ لِخَيْطِ أَرْبِطَةِ الْكَفَنْ


يَتَنَاثَرُ العُمْرُ المُضِيءُ بَنَفْسَجَاتٍ مِن شَجَنْ


جَبَلي سأَصْعَدُهُ ويُسْلِمُنِي وَيَسْتَلِمُ الثَّمَنْ


مَنْ لَمْ يُحارِبْ «كَالْحُسَيْنِ» وَلَمْ يُسَالِمْ «كَالْحَسَنْ»


21

حرًّا كَمَا كَرِهُوا مَعِي قَلْبِي الَّذِي أَرْفُو ثُقُوبَهْ


ومِنَ المُحِيطِ إِلَى الخَلِيج تَرِنُّ قَافِيَتِي الرَّهِيبَةْ


كَمْ ضِقْتَ يَا وَطَنِي لتجعَلَ رُقْعَةَ المَنْفَى رَحِيبَةْ


جَرَسُ القِيامَةِ دَقَّ للمَصْلُوبِ فليكْسِرْ صَليبَهْ!!!


22

لِلْحُبِّ أن يَخْتَارَ جنَّتَهُ ومِيعَادَ اللِّقَاءْ


كَانَت «سَنَاءُ» صَبِيَّةً عَرَبِيَّةَ الدَّمِ وَالإِبَاءْ


لَمَّا ارْتَدَتْ فُسْتَانَها النَّارِيَّ فِي عُرْسِ السَّمَاءْ


ظلت ضَفَائِرُها تطيرُ من«الجليل» لـ "كربلاء"!!


23

لَمَّا استَعَدَّتْ رُوحُها للحفلِ واحترقَ الْجَسَدْ


نادَيْتُ يَا أعْمَامُ يَا أَخْوَالُ لم يَحْضِرْ أَحَدْ


لاَ «التَّغْلِبِيُّونَ» الكِرَامُ ولا «الأماجِدُ» مِنْ أَسَدْ


لاَ يَحْضِرُ الأَمْوَاتُ عُرْسَ الْخَالِدِينَ إِلَى الأَبَدْ


24

مَنْ يَرْفَعُ الدَّمَ والمَصَاحِفَ فَوْقَ جُمجُمَةِ الرَّعِيَّةْ


الفِتْنَةُ الكُبْرَى أَطلَّتْ والخَنَاجِرُ خَارِجِيَّةْ


أبناءُ «قابيلٍ» وفِينَا كُلُّ قُبحِ الآدمِيَّةْ


السَّيفُ والمقْتُولُ مِنَّا والجَرِيمَةُ عَائِليَّةْ


25

دِلْتَا مِنَ الدَّمِ مَا أراقَ السَّيْفُ بالْكَفِّ الضَّرِيرَةْ


عَيْنَايَ أَنْدَلُسَانِ نازفتانِ فِي حَرْبِ العشيرَةْ


فلينظرِ الأَعْمَى فلا بَصَري يَخُونُ ولا البَصِيرَةْ


لاَ صَخْرَةٌ بَقِيَتْ لأُطْلِقَ زفرَةَ العَرَبِ الأخيرَةْ


26

لِي بيتُ شِعْرِ  سَوْفَ يقرؤه الصَّبَاحُ إِذَا تنفَّسْ


ويَحُلُّ شَفْرَتَهُ النَّهارُ إِذَا ظَلامُ الوَهْمِ عَسْعَسْ


لاَ رَيْبَ فِيهِ فَلَمْ يمرَّ عليهِ شَيطانٌ وَوَسْوَسْ


هِيَ أُمَّةٌ للخَوْفِ فِي ألفيَّةِ القُطْبِ المُقَدَّسْ!!


27

لاَ تقتُلُونا بالمراثيَ لاَ تُحِبُّونا خُطَبْ


لاَ تُفْصِحو بِلِسَانِ «حَمْزَةَ» عن ضَمِيرِ «أَبِي لَهَبْ»


لاَ تزرَعُوا فِي خُضْرَةِ الزَّيِتونِ ذَاكِرَةَ الحَطَبْ


لاَ يَرْدَعُ الحطَّابَ إِلاَّ مَا تَيَسَّرَ مِنَ غَضَبْ


28

بَكَتِ الضِّمَادَةُ حِينَمَا لَمسَتْ جِرَاحَ الطيبينْ


يَا حُبُّ روِّعْ مَنْ يُرَوِّعُ أبرياءً آمِنِينْ


سنُحِبُّ ضِحْكَةَ طِفلِنا ونُحِبُّ طِفْلَ الآخَرِينْ


ونُحِبُّ كُلَّ النَّاسِ كلَّ النَّاس إِلاَّ الظَّالِميِنْ!!


29

يَا طَالَمَا غرَّدتَ مَجْرُوحًا تَعَلَّمْ كَيْفَ تَزأَرْ


يستقبلونَكَ بَاسِمِينَ وبسمَةُ الأَنْيَابِ خِنْجَرْ


فاوِضْ بِكُلِّ دَهَاءِ «عمروٍ» وَاحْذَرِ السُّمَّ المُعطَّرْ


حَارِبْ بسيفِ «ابنِ الوليدِ» فلن تَفُوزَ بسيفِ «قَيْصَرْ»!!


30

هَذَا طريقُ «القدسِ» - أجملُ طفلَةٍ عقصتْ ضَفِيرَةْ


- مَحْبُوبةُ «الفاروقِ» - رَكْعَتُهُ- ودمعتُهُ القَرِيرَةْ


- كانتْ تنامُ عَلَى يَدَيْ جِبْرِيلَ أو تَصْحُو أميرَةْ


- سقطَ السقوطُ وما تزالُ القدسُ رايتَنا الأخيرَةْ!!


31

القُدْسُ ليستْ مأتمًا شُكْرًا لمُحتَرِفِي العَزاءْ


لكنَّها ألَقُ النُّبوَّةِ  فِي جَبِينِ الأَنْبِياءْ


صَلَواتُ مِئذَنَةٍ تُقَبِّلُ باسْمِنَا خَدَّ السَّمَاءْ


القُدْسُ بِنْتُ الحُبِّ أُخْتُ الحزنِ أُمُّ الْكِبْرِياءْ!!


32

أمُّ الدَّمِ الْعَالِي وَموعظَةُ المسيحِ الثَّانِيَةْ


«زهراءُ» أعيُنِنَا و«مَرْيَمُنا» و«آسْيَا» الغَالِيَةْ


القُدْسُ ثَأْرُ اللهِ مِنْ هَذِي الذِّئابِ الضَّارِيَةْ


نادَتْ عَلَى تَقْوىَ «عليٍّ» أو دَهَاءِ «مُعَاوِيَةْ»


33

سَيَجِيءُ مِن لَبَنِ الرَّضَاعَةِ أَنْبِيَاءُ الجُلْجُلاَتْ


مِن شَيْبَةِ الزيتونِ أو مِن نُونِ مدرسَةِ البَنَاتْ


كَمْ لثغَةٍ عَزْلاَءَ تَنْهَضُ ضِدَّ صَفِّ مُدَرَّعَاتْ!


كَمْ برلمانٍ سَوْفَ يُسْقِطُهُ «عَدِيْدُ» الأمهاتْ؟


34

يَا كُحْلَ عَيْنِيْ يَا مُحَمَّدُ يَا رَغِيفَ الطَّيِّبِينْ


يَا يَوْمَ عِيدِي يَا شَهِيدِي يَا مُخيَّمَ لاَجِئِينْ


يَا دَمْعَةَ الأَقْصَى وَيَا قُرْآنَ كُلِّ الغَاضِبِينْ


احْمِلْ سَلاَمِي لِلْكَلِيمِ وَلِلْمَسِيحِ وَلِلأَمِينْ!!


35

يَا قُدسَ أحْلاَمي ويا دَمْعَ المؤذِّنِ فِي دِمَشْقْ


يَا كعبتِي يَا أزهري يَا غربَ أحزانِي وشَرْقْ


أَنْتَ الَّذِي جعَلَ البلادَ عَلَى فَمِي موَّالَ عِشْقْ


لولا ملامِحُكَ النَّبِيلَةُ لم يكُنْ فِي الأرضِ صِدقْ!!


36

اذْهَبْ لِمَوتِكَ هكذا بالمَوْتِ يُمْتَحَنُ الخُلُودْ


اذْهَبْ لتختَبِرَ الفجيعَةَ مَن يُريدُ لِما يُريدْ


مَن رامَ مَنْزِلَةَ «الحُسَيْنِ» ومَن رَجَا دُنْيَا «يَزيدْ»


 سَفَرٌ بِطوْلِ الدَّهْر مَا بَيْنَ المُشَاهِدِ والشَّهِيدْ


37

جَرَسُ الكنيسَةِ صامتٌ ومُوذِّنُ الأمواتِ أبكمْ


وخُطاكَ تَبْنِي جَنَّةًفِي نِصْفِ مترٍ مِن جَهَنَّمْ


عَيْنَاكَ «قُرْآنٌ» رَأَى ويَدَاكَ «إِنجيلٌ» تَكَلَّمْ


ودُمُوعُ فاطمَة تَسِيلُ عَلَيْكَ مِن أَحْدَاقِ مَرْيَمْ!!


38

يَا رَامِيًا حَجَرَ الْكَرَامَةِ هكذا تَأْتِي البِشَارَةْ


وَدِّعْ رِهَانَ الخَاسِرِينَ وَقِفْ كَمَا تَقِفُ الْمَنَارَةْ


واقرَأْ عَلَيْنا آيَةَ الأحرارِ مِن سِفْرِ الْحَضَارَةْ


دَبَّابَتِي لَحْمِي دَمِي الْبَارُودُ قُنْبُلَتِي حِجَارَة!!


39

لاَ ضِحْكَةُ البِنْتِ الْجَمِيلَةِ لاَ دُمُوعُ الأَرْمَلَةْ


لاَ لَوْنُ أجنحَةِ الفَرَاشَةِ لاَ عَبِيرَ قَرَنْفُلَةْ


لاَ حَنْظَلُ المَاضِي وَلاَ شَهْدُ السِّنِينَ المُقْبِلَةْ


قَدَمِي عَلَى قبْري وتأتِي حِينَ تأتِي الزَّلزَلَةْ!!


40

لَمَّا تألَّقَ وجْهُكِ الدُّرِيُّ فِي لَيلِ القصيدَةْ


أَصْفَى مياهِ الرُّوحِ فاضتْ مِن منابِعِهَا البَعِيدَةْ


آمَنْتُ أنَّ اللهَ يَذْكُرُنِي  ويُرسِلُ لِي بَرِيْدَهْ


وَكتَبْتُ عَنْكِ كَمَا يليقُ بأوحدٍ وَجَدَ الوَحِيدَةْ!!


41

لَمَّا أضأْتِ عَلَى فَمِي وأَضَأْتِنِي رُوحًا وَقَلْبَا


أدرَكْتُ كَم هُوَ هَيِّنٌ مَا كانَ قَبلَ الحبِّ صَعْبَا


فِي أَعْيُنِ امْرأَةٍ أرَى وَطَنًا وَأَحْضِنُ فِيهِ شَعْبَا


فَالْمَجْدُ للإِنْسَانِ فِي امْرَأَةٍ، وَفِي رَجُلٍ أَحَبَّا


42

يَا كُلَّ مَنْ أَحْبَبْتُ فِي امْرَأَةٍ لِدَمْعَتِها سَأُنسَبْ


يَا هِنْدُ، يَا لَيْلَى وَيَا أَسْمَاءُ، يَا أَرْوَى وَزَيْنَبْ


مُتَأَخِّرًا يَأْتِي الْمُحِبُّ وَمَنْ أَحَبَّكِ لَيْسَ يَذْهَبْ


يَسَعُ الْحَيَاةَ الْمَوْتُ كَمْ هُوَ شَاسِعٌ وَالْحُبُّ أَرْحَبْ!!


43

مِنْ أَجْلِ يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي الْحُبِّ سَابَقْتُ الزَّمَانْ


كُنَّا بِدَايَاتِ الْحَضَارَةِ والحضارة عَاشِقَانْ


كُنَّا مَعًا لَسْنَا مَعًا نَبْقَى مَعًافِي كُلِّ آنْ


مُتَكَافِئٌ هَذَا السِّبَاقُ وَعَادِلٌ هَذَا الرِّهَانْ!!

 

«وَمَا تَزَالُ الرُّزْنَامَةُ نَاقِصَة

التعليقات (0)