قضية رون أراد: يجب إنجاز صفقات الأسرى بسرعة قبل فوات الأوان

profile
  • clock 6 أكتوبر 2021, 8:18:41 ص
  • eye 477
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال الخبير العسكري الإسرائيلي يوآف ليمور في مقال له في صحيفة "إسرائيل اليوم" : من المشكوك فيه أن تكون جملة "دولة إسرائيل ستفعل كل شيء" صحيحة أكثر في أي مرة مما هي في حالة رون أراد. فمنذ اختفاء آثاره في منتصف 1988، قلبت إسرائيل كل حجر في محاولة لحل اللغز، عبثاً.

كان يمكن وينبغي أن يعود أراد إلى الديار بعد زمن قصير من أسره لدى منظمة أمل. والثمن الذي وضع لرأسه كان معقولاً، ولكن قادة الدولة – وأساسا وزير الدفاع في حينه اسحق رابين – كانوا ملذوعين من صفقة جبريل وأثمانها، والتي أدت، ضمن أمور أخرى، إلى اندلاع الانتفاضة الأولى، فامتنعوا عن صفقة أسرى أخرى وعن النقد الذي يأتي معها.

دفع أراد الثمن. الرسائل التي كتبها في حينه (وبعضها وصل فقط بعد سنوات طويلة من ذلك) كانت تمزق نياط القلب، مليئة بالدموع وبالأشواق لزوجته تامي، ولابنته يوفال، ولأمه باتيا، ولدولة إسرائيل التي بعثت به إلى تلك الطلعة الجوية في 16 تشرين الأول 1986 ولم تهتم بإعادته منها إلى البلاد.

استمعت عائلته في حينه للنصائح التي أُعطيت لها ألا تقيم ضجيجا وصخبا كي لا يزيدوا الثمن الذي سيكون مقابل تحريره، وعندما فهمت بأن رؤساء الدولة لا يعملون في مواضيع كهذه إلا تحت الضغط بات هذا متأخراً جداً. هذا الدرس استوعبته جيدا عائلات غولدفاسر وريغف، ولاحقا عائلة شاليت، التي أدى الضغط الذي مارسته مباشرة إلى صفقات أعادت أبناءها إلى الديار، أحياء أو أمواتا.

المرة الأخيرة التي بدا فيها أراد على قيد الحياة كانت في 4 أيار 1988، في قرية نبشيت الشيعية. ومنذئذ كان هناك الكثير من الشائعات عما حصل له: زعم انه نقل إلى إيران وسجن هناك (سجناء مختلفون رووا بأنهم سمعوا إسرائيلياً في السجن الإيراني)، وجملة أخرى من القصص التي لم يوجد لأي منها أساس. والحقيقة التي تسود في السنوات الأخيرة في أوساط عموم محافل الاستخبارات في إسرائيل هي أن أراد لاقى حتفه في تلك الليلة. فقد أجرى الجيش الإسرائيلي في حينه اجتياحا واسعا قام به لواء المظليين في القرية المجاورة ميرون، وقتل غير قليل من "المخربين". وأحد المعتقدات هو أن حراس أراد هرعوا للمعارك وحاول هو الفرار فصفي. ثمة اعتقاد آخر هو أن أحد آسريه عاد من المعركة وقتله على سبيل الثأر.

مهما يكن من أمر، من الواضح لإسرائيل أن حل اللغز يوجد في ارض نبشيت.

في العقود الأخيرة جرت عمليات لا حصر لها لـ"الموساد"، "الشاباك"، والجيش، في مسعى لاكتشاف ما حصل لأراد. باتيا أراد، قبل وفاتها، طلبت فقط أن تعرف ما حصل لابنها وقالت إذا مات لا تحرروا لقاءه أي سجين. فقط دعوني اعرف.

هذه الوصية تصدح حتى اليوم وتقبع أيضا في أساس الجولة الحالية للتفتيشات.

مثل الماضي، دولة إسرائيل حقا تفعل كل ما في وسعها: تستخدم عملاء وتعرض للخطر مقاتلين، وتدفع أموالاً وتحقق مع أشخاص، حتى الآن بلا نتائج.

يتبين أنه أحيانا حتى "كل شيء" ليس كافيا، ولا سيما عندما يتم بتأخير كبير. وهذا أيضا هو الدرس من هذه القضية للمستقبل: صفقات الأسرى يجب عقدها عندما يكون ممكنا. فالطرف الآخر من العالم سيكون أكثر وحشية وأقل إنسانية. هذا هو الواقع. ولا يزال من الأفضل أن نكون في الجانب الإنساني، الذي يحرص على رجاله وليس في الجانب الآخر.

كلمة أخرى عن رئيس الوزراء بينيت. أقواله عن عملية "الموساد" نجحت في أن تسكت، أول من أمس، الكنيست وأن تسيطر على العناوين الرئيسة. ولكن من المشكوك فيه أنه بذلك يحول نفسه من حزبي إلى رجل دولة. فالعمليات لحل لغز أراد تمت بكميات واسعة في الثلاثين سنة الأخيرة، بعضها تقشعر له الأبدان، والتفاصيل حولها لن تعرف أبداً.

نتوقع من رؤساء الوزراء أن يمسكوا ألسنتهم وألا يكشفوا معلومات عملياتية أو استخبارية، إلا إذا أدت هذه إلى سطر أخير واضح، ما لم يحصل في المحاولة الحالية.

شهدت عائلة أراد ما يكفي من خيبات الأمل في هذه القضية. ولا يمكن لأي عنوان حالياً أن يبرر الهزة التي ستجتازها في كل مرة من جديد.

كلمات دليلية
التعليقات (0)