- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
قلق إسرائيلي من "اليوم التالي" لتوجيه ضربة عسكرية لإيران
قلق إسرائيلي من "اليوم التالي" لتوجيه ضربة عسكرية لإيران
- 11 يناير 2022, 6:44:42 م
- 736
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ما زال السجال الإسرائيلي حول الملف الإيراني في ذروته، ويتصدر رأس جدول الأعمال، ورغم وجود دعوات متزايدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن أصحابها يدركون أكثر من سواهم أنه "في الحرب تعرف كيف تدخل فيها، ولكن لا تعرف كيف تخرج منها"، ولذلك ليس من قبيل المصادفة أنه قبل عقد من الزمن، عندما كانت إسرائيل قريبة جدًا من الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، تم وقف الخطة من كبار جنرالات المؤسسة العسكرية، الذين فكروا في تبعات "اليوم التالي".
وفيما يؤكد الاحتلال أنه لا يستطيع السماح بوجود قدرة نووية بيد إيران، التي لا تخفي نيتها بتدمير إسرائيل، لكنه يعترف في الوقت ذاته أنه قبل الشروع في الحرب على البرنامج النووي الإيراني، يجب على جميع العاملين على خطط الهجوم والإبادة إعداد سيناريو لـ"اليوم التالي"، أي كيف ستبدو إسرائيل، وكيف سيكون الشرق الأوسط، والعالم أجمع، لأن الإسرائيليين يستعيدون الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر خلال الحرب العالمية الثانية، الذي أسفر عن نتائج كارثية.
لماذا الانتظار؟
يوسي أحيمائير الكاتب اليميني ذكر بمقاله بصحيفة معاريف، أن "إسرائيل مدعوة لأن تكون مبالية بالتهديد الوجودي الذي تشكله إيران عليها، بعيدا عن المحادثات "العبثية" في فيينا، لأن إيران عدو لدود، وخطرها لا يُضاهى، لكن دوائر صنع القرار لا تولي في الوقت ذاته أي اهتمام بالسؤال المكون من كلمة واحدة: لماذا هذا الانتظار أمام تنامي التهديد الإيراني، ولماذا الصمت على إيران المعادية لها، رغم أنها تهدد بتدميرها، وأين تهديداتها واستعدادها لضرب إسرائيل".
وأضاف أنه "حتى 1979 اعتبرت إسرائيل حليفًا لإيران زمن الشاه الملكية، وتمثل قاسمهما المشترك بأنهما ليستا دولتين عربيتين، فالأولى يهودية، والثانية شيعية، وليس لديهما حدود مشتركة، وبعد قيام الثورة الإسلامية، ووجود نظام ديني متطرف منذ عقود، لم يوجد سبب واضح لنشوب صراع متصاعد، ربما خشية من اندلاع حرب صاروخية تحلق فوق أجواء الأردن والسعودية، رغم أن حالة العداء الإسرائيلية الإيرانية اليوم تعيد لأذهاننا كراهية ألمانيا النازية للشعب اليهودي".
تشير المعطيات الإسرائيلية إلى أن إيران الدولة المتقدمة نسبيًا في العالم الإسلامي، تخضع في الوقت ذاته لحكم ديني قاس، يعيق كل تقدم، ويسعى نحو التدخل الخارجي، وهدفه تطوير أسلحة نووية، وبالتالي تعزيز مكانته في المنطقة، وحول العالم، بعيدا عن المنطق والعقلانية، واليوم يفهم الجميع في إسرائيل أن إيران لا تتصرف من منطلق اعتبارات عقلانية، لأن ما يحفزها هو الحماسة الدينية التي توجه إليها كل مواردها واعتباراتها.
الإحصائيات الرقمية
تنقل الإحصائيات الرقمية الإسرائيلية أن معظم الإيرانيين يعيشون في ظلم وفقر، ورغم النظام المتشدد، واليد القوية التي يمارسها النظام تجاه رعاياه، فإن مقاطع فيديو للمظاهرات، ومحاولات التمرد، وإطلاق النار بلا رحمة على المتظاهرين اليائسين يتم تسريبها إلى الغرب، وهناك تقديرات بأن نار الغضب واليأس قد تترجم إلى انقلاب حقيقي، والسبب في ذلك توجيه معظم الموارد لتطوير أسلحة نووية وصواريخ بعيدة المدى وإطلاق أقمار صناعية في الفضاء، والجيش يلعب في خدمة الثورة، ويستهلك معظم الموارد.
في الوقت ذاته، تلعب إيران حالياً، كما تقدر ذلك المحافل الإسرائيلية، على ملعبين في نفس الوقت، أحدهما المساعي الدبلوماسية التي تُبذل في فيينا على أمل كبح جماحها، وتقييد التطوير النووي، وثانيهما عروض الأسلحة والاستعراضات العسكرية، والتجارب المتقدمة على السفن الحربية، والصواريخ التي تم إطلاقها في الفضاء، وعلى مدى آلاف الكيلومترات، الهادفة لإرسال إشارة للغرب وإسرائيل، حتى أصبحت القضية الإيرانية مركزية في دائرة التهديدات ضد إسرائيل.
مع العلم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ليس هادئا بشأن استعداداته، ويجهز لليوم الذي سيكون فيه حتميا تنفيذ ضربة وقائية قوية، صحيح أنها لن تمنع الصواريخ النووية الإيرانية من السقوط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتسبب في الكثير من الموت والدمار، لكنها ستضع حداً للتهديد الوجودي، وفق الرؤية الإسرائيلية.
عربي21