- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
قمة الناتو في فيلينوس.. بداية جديدة لتركيا في الولاية الأخيرة لأردوغان
قمة الناتو في فيلينوس.. بداية جديدة لتركيا في الولاية الأخيرة لأردوغان
- 18 يوليو 2023, 9:09:14 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر لوك كوفي، زميل في معهد هدسون بالولايات المتحدة، أن كلا من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في حاله صعود دبلوماسية على الساحة الدولية منذ قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلينوس عاصمة ليتوانيا يومي 11 و12 يوليو/ تموز الجاري، ما يمثل بداية جديدة لتركيا في ولاية أردوغان الرئاسية الأخيرة.
كوفي تابع، في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "أحد جوانب القمة الذي لم يحظ بالقدر الذي يستحقه من الاهتمام هو دور تركيا".
وأردف: "بدا أردوغان، بعد فوزه (بفترة رئاسية جديدة تستمر 5 سنوات) في الانتخابات الأخيرة (مايو/ أيار الماضي)، وكأنه موجود في كل مكان ويلتقي بالجميع (...) وحدد النغمة الصحيحة منذ بداية القمة، عندما أعلن أن تركيا ستدعم أخيرا انضمام السويد إلى الناتو".
ولمدة عام عارضت أنقرة طلب ستوكهولم، مشددة على ضرورة أن تنهي الأخيرة ما تعتبره تركيا تساهلا من السويد تجاه جماعات كردية معادية، ولاسيما حزب العمال الكردستاني (بي كا كا).
واستطرد كوفي: "ولأول مرة منذ دخوله البيت الأبيض، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره التركي، وليس سرا أن العلاقات بينهما كانت فاترة إلى حد ما قبل الاجتماع، ومن المأمول أن يمهد اجتماعهما الطريق لتحسين العلاقات بين بلديهما".
وأضاف أنه "كان هناك أيضا اختراق كبير في علاقتهما، بعد شهور من عدم اليقين، إذ تم الاتفاق أخيرا على أن الولايات المتحدة ستبيع طائرات مقاتلة من طراز "إف-16" (F-16) إلى تركيا".
"كما عقد أردوغان اجتماعا إيجابيا مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال القمة، واتفقا على ترتيب اجتماع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين (بينهما ملفات خلافية عديدة) في اليونان هذا الخريف"، وفقا لكوفي.
وتابع: "بالنظر إلى توتر العلاقات بين البلدين، يعد هذا تطورا جيدا للغاية للاستقرار الإقليمي، وحقيقة أن الاجتماع كان ممكنا لأن البلدين عضوان في الناتو بمثابة تذكير بمدى أهمية التحالف على الجبهة الدبلوماسية".
وأضاف أنه "في حين بذل أردوغان جهدا لتحسين علاقاته مع نظرائه الأمريكيين واليونانيين والسويديين، فإنه يتوقع أن تكون هذه المشاركة الأكثر دفعا لطريق ذا اتجاهين، فمثلا مقابل الدعم التركي لعضوية السويد في الناتو، من المحتمل أن تتوقع أنقرة درجة معينة من المعاملة بالمثل عندما يتعلق الأمر باستئناف المفاوضات بشأن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، كما يتوقع أردوغان إحراز تقدم في اتفاقية تحرير التأشيرات مع الاتحاد".
تركيا وروسيا
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، كما أضاف كوفي، تساءل مراقبون عن المسار الذي ستتخذه السياسة الخارجية التركية وكانت هناك مخاوف من أن أنقرة "أصبحت أكثر ارتياحا مع موسكو".
ولفت إلى أنه "قبل إعادة انتخابه، تفاقم ركود اقتصاد تركيا بسبب الزلازل المدمرة في (6) فبراير (شباط الماضي). في السراء والضراء، كان هذا هو الدافع الرئيسي لحفاظ تركيا على علاقاتها الاقتصادية مع روسيا بينما تفرض عليها الدول الغربية عقوبات. وبالنظر إلى أن تركيا عضو في الناتو، اعتبر كثيرون أن هذه مشكلة".
ويفرض الغرب تلك العقوبات على خلفية الحرب التي تشنها روسيا في جارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وتبررها بأن خططها للانضمام إلى "الناتو"، بقيادة الولايات المتحدة، تهدد الأمن القومي الروسي.
وقال كوفي إن "أنقرة لا تقف في صف موسكو.، تركيا تتمتع بموقع جيوسياسي متميز في منطقة البحر الأسود، وهذا يعني أن تركيا وروسيا كانا متنافسين وأحيانا خصمين، وخاضا ما لا يقل عن 12 حربا كبرى منذ القرن السادس عشر".
واعتبر أن "الوضع الحالي مع أوكرانيا يقدم مثالا جيدا على التوترات الجيوسياسية القائمة بين أنقرة وموسكو. وعلى الرغم من عدم وجود إعلانات تركية رسمية، توجد أدلة كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن تركيا زودت أوكرانيا بعدد من أنظمة الأسلحة بينها طائرات مسلحة بدون طيار وأنظمة صواريخ موجهة بالليزر وعشرات المركبات المدرعة وأنظمة مدفعية ذاتية الدفع".
واستطرد: "كما ورد أن تركيا أعطت أوكرانيا ذخائر عنقودية العام الماضي، قبل أشهر من موافقة واشنطن أخيرا على القيام بذلك (...) وبعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا، أغلقت تركيا المضيق (البوسفور) الذي يربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط أمام السفن الحربية الأجنبية، وأثر هذا على روسيا أكثر من أي دولة أخرى".
و"هذه ليست سياسات حكومة موالية لروسيا، بل سياسات دولة تعي تماما دورها الخاص والتاريخي في منطقة البحر الأسود، ومع ذلك، أثبتت تركيا أنها اللاعب الدولي الوحيد الذي يمكنه التحدث إلى طرفي النزاع، فقادت مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية"، كما شدد كوفي.
وأردف: "كما نظمت تركيا عمليات تبادل أسرى بين كييف وموسكو، وهي الدولة الوحيدة التي تمكنت من جمع وزيري الخارجية الأوكراني والروسي على طاولة المفاوضات نفسها منذ بدء الحرب".
الفرصة الأخيرة
و"بالنظر إلى أن هذه هي الولاية الأخيرة لأردوغان في منصبه، فهو يدرك تماما أنها فرصته الأخيرة لبناء إرث طويل الأمد كجزء من تاريخ الجمهورية التركية. وبنتيجة قمة الناتو الأسبوع الماضي، فقد بدأ بداية جيدة فيما يتعلق بالشؤون الدولية"، بحسب كوفي.
وتابع: "وقد أشادت به وسائل الإعلام الغربية لإعطائه الضوء الأخضر أخيرا لانضمام السويد إلى الناتو ودعمه محاولة أوكرانيا الانضمام إلى الحلف، حتى أن إحدى الصحف الألمانية الكبرى وصفته بأنه "سوبرمان" وكتبت أنه "لا شيء يحدوث بدونه".
و"لذلك كانت القمة مثالا واضحا على صعود الدبلوماسية التركية على الساحة الدولية. وخلال الفترة المتبقية من ولاية أردوغان، أتوقع المزيد من الدبلوماسية التركية في الشؤون العالمية، وهذا سيكون أمرا جيدا"، وفقا لما ختم به كوفي.