- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
قمة الناتو والمشاعات العالمية.. أبرز ملامح الحرب الباردة الجديدة
قمة الناتو والمشاعات العالمية.. أبرز ملامح الحرب الباردة الجديدة
- 17 يوليو 2023, 2:32:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال د. هاشم توركو، وهو باحث أول في مركز البوسفور للدراسات الآسيوية بأنقرة، إن البيان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، يومي 11 و12 يوليو/ تموز الجاري، يحمل تلميحات على "حرب بادرة جديدة" بين الغرب وكل من روسيا والصين، بعد الحرب الباردة (1947-1991) بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.
توركر تابع، في تحليل بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي (Geopolitical Monitor)، أن هذا البيان بمثابة وثيقة تشير إلى "اندلاع حرب باردة جديدة، مما يدل على تحول في ديناميكيات القوة العالمية مع وضع الناتو نفسه في مواجهة المنافسين الاستراتيجيين، لا سيما روسيا والصين، كما توسع المفهوم التقليدي للأمن ليشمل المشاعات العالمية (لا تضخع لسيادة دولة أو كيان)، وبينها المحيطات والفضاء والتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني".
وأردف: "ويسلط البيان الضوء على الديناميكيات المتغيرة للسياسة العالمية وقدرة الناتو على التكيف مع هذه التغييرات. وفي خضم التطورات السريعة في التكنولوجيا والتهديدات متعددة الأبعاد، وظهور منافسين استراتيجيين جدد مثل روسيا والصين، يمثل البيان شهادة على اندلاع حرب باردة جديدة، وهذا ليس مجرد صراع عسكري أو إقليمي، بل صراع متعدد الطبقات على السلطة والنفوذ والأيديولوجية".
"كما يشير البيان، فإن الحلف، الذي كان في البداية تحالفا دفاعيا، يخاطر بما يتجاوز دوره التقليدي لمواجهة التحديات الناشئة. وهذا التحول ليس مجرد رد فعل على صعود المنافسين الاستراتيجيين"، بحسب توركر.
وأضاف: "ولكنه أيضا تأكيد على التزام الحلف بمبادئه الأساسية المتمثلة في الحرية الفردية وحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وهذا التأكيد المتكرر على تلك القيم المشتركة في جميع أنحاء الوثيقة يؤكد على دورها التوجيهي في التطور الاستراتيجي للحلف في عصر الحرب الباردة الجديدة".
خارج الحدود
و"أحد الجوانب البارزة لهذا التطور هو توسع الناتو في المشاعات العالمية، بما في ذلك المحيطات والفضاء والتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني"، كما أضاف توركر.
وزاد بأن "البيان يؤكد على استعداد الناتو لتوسيع نطاق تركيزه الاستراتيجي إلى ما وراء مجالاته التقليدية، مما يدل على تصميمه على اختراق حدوده القائمة على المعاهدات".
واعتبر توركر أن "هذا الاستعداد من دول الناتو للدفاع عن مصالحها في المشاعات العالمية يشير إلى بداية حرب باردة جديدة تتميز بمنافسة متعددة الأبعاد عبر مختلف المجالات".
وأردف: "يقر البيان بالتحديات والشكوك التي تنتظره، لكنه يؤكد أيضا على استعداده لمواجهة تلك التحديات، وينص على: "نحن رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي متحدون في التزامنا وعزمنا على الانتصار ضد أي معتدٍ والدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء".
"كما تؤكد الوثيقة على أهمية التعاون الاستراتيجي في معالجة المخاوف الأمنية المشتركة، والتزام الناتو بالعمل مع الكيانات الدولية والدول الشريكة وأصحاب المصلحة الآخرين لتعزيز الأمن الأوروبي- الأطلسي"، وفقا لتوركر.
وتابع: "وتؤكد الوثيقة أيضا التزام الحلف بأجندة واسعة النطاق للأمن البشري، بما في ذلك المساواة بين الجنسين ومبادئ أجندة المرأة والسلام والأمن، ونهجه الشامل للأمن في حقبة الحرب الباردة الجديدة".
تعقيدات جديدة
توركر خلص إلى أن "البيان الختامي لقمة فيلنيوس بمثابة شهادة على التطور الاستراتيجي لحلف الناتو واستعداده للتغلب على تعقيدات الحرب الباردة الجديدة".
وأوضح أنه "يسلط الضوء على التزام الحلف بالدفاع الجماعي والقيم الديمقراطية المشتركة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات المتطورة".
وتابع: "مع دخولنا حقبة حرب باردة جديدة، يوفر البيان الختامي للقمة خارطة طريق للنهج الاستراتيجي للناتو في تلك الحقبة، مع إعادة التأكيد على دوره كلاعب رئيسي في الأمن العالمي واستعداده لتوسيع نفوذه خارج حدوده التقليدية".
وتأسس "الناتو" في أبريل/ نيسان 1949، ويوجد مقره في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويضم حاليا 31 دول هي 28 دولة أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا وأستراليا.
وكان الملف الأبرز على طاولة قادة "الناتو" في قمة فيلينوس هو سبل مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة الحرب التي تتعرض لها من جارتها روسيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، والتي تبررها موسكو بأن خطط كييف للانضمام إلى الحلف تهدد الأمن القومي الروسي.
كذلك تركز الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة على التصدي لما يقولون إنه نفوذ صيني متصاعد في آسيا، ولاسيما المحيطين الهندي والهادئ، فضلا عن اتهامات غربية بكين بدعم موسكو في حربها بأوكرانيا، وهو ما تنفيه الصين.