- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
قمح البحر الأسود "الحبيس".. متى يخرج للأسواق الجائعة؟
قمح البحر الأسود "الحبيس".. متى يخرج للأسواق الجائعة؟
- 8 يونيو 2022, 4:45:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نحو 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية تواجه شبح التعفن بالصوامع والسفن التجارية في أنحاء البلاد.
ولا يمكن لهذه الحبوب وفي مقدمتها القمح الوصول إلى وجهتها من أوكرانيا الموصوفة بأنها خامس أكبر مصدّر للقمح في العالم، وذلك بسبب أزمة إغلاق موانئ البحر الأسود.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى تركيا الثلاثاء، لمناقشة إنشاء ممرات بحرية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
ومن المقرر أن يلتقي لافروف الذي يرافقه وفد عسكري، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها لافروف لتركيا بعد لقاء نظيريه التركي مولود جاويش أوغلو والأوكراني ودميترو كوليبا في أنطاليا في 10 مارس/آذار.
وبناء على طلب الأمم المتحدة، عرضت تركيا مرافقة القوافل البحرية من الموانئ الأوكرانية، رغم وجود ألغام -اكتشف بعضها قرب الساحل التركي.
وتقع مسألة فتح ممرات بحرية لشحن الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البلاد التي مزقتها الحرب، في قلب المفاوضات.
ولمح وزير الزراعة التركي فاهيت كيريستشي إلى أن أنقرة وكييف توصلتا إلى اتفاق لشراء الحبوب بأقل من سعر السوق بنسبة 25 %.
ونقلت وسائل إعلام محلية قوله "لكنّ (الأوكرانيين) لديهم معضلة بشأن الأمن والتصدير. يريدون منا أن نكون الحكم هنا. المفاوضات مستمرة تحت رعاية الأمم المتحدة".
وفي مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان بأن موسكو مستعدة للتعاون مع أنقرة لتحرير الشحن البحري المتوقف بسبب الحرب.
وتسببت الحرب الروسية في أوكرانيا والعقوبات الغربية على موسكو بتعطيل إمدادات القمح والسلع الأخرى من البلدين، ما أثار مخاوف بشأن خطر نقص في المواد الغذائية والمجاعة في كل أنحاء العالم.
وتنتج روسيا وأوكرانيا مجتمعتين 30 في المئة من إمدادات القمح العالمية.
ويتضح من بيانات شركة AgFlow المختصة بتحليل السوق الزراعية، أن صادرات القمح الأوكراني انخفضت 32% في أبريل الماضي، مقارنة بالشهر نفسه قبل عام.
ويشترك روسيا وأوكرانيا بأن لهما العدد نفسه تقريبا من مستوردين، معظمهم بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويلجأون لمواجهة احتمال حدوث نقص بالغذاء إلى روسيا لتعويضه، أهمهم مصر وإيران وتركيا، حيث ارتفعت صادرات روسيا إلى تلك الدول 500 و481 و381% على التوالي.
ولا شك أن الارتفاع القياسي لأسعار القمح يسلط الضوء على أكبر منتجي القمح العالميين، ويبحث في الأسواق عن البلد الأكثر جاهزية لتعويض تعطل الإمدادات الروسية الأوكرانية أو لديها فائض كافٍ يمكن تصديره للأسواق.
من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرونة كبيرة بشأن تصدير الحبوب «بلا قيود» من أوكرانيا، لتفادي معاناة دول العالم الأكثر فقراً، وقال في 28 مايو 2022 خلال اتصال هاتفي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، إن روسيا على «استعداد للمساعدة في إيجاد حلول من أجل تصدير الحبوب بلا قيود بما في ذلك الحبوب الأوكرانية الآتية من المرافئ الواقعة على البحر الأسود»، وسط مخاوف من أزمة غذائية خطيرة بسبب الحرب الأوكرانية، محذراً في الوقت نفسه من «زعزعة» أكبر للوضع في حال استمرار تسليم الأسلحة الغربية لكييف.
وبحسب برلين، «تعهد (بوتين) بأن روسيا لن تستغل فتح حزام الألغام - الذي أقيم لحماية الموانئ الأوكرانية للسماح بتصدير الحبوب بالسفن - للقيام بأعمال هجومية». وأشارت المستشارية الألمانية إلى أن المسؤولين الثلاثة اتفقوا على «الدور المركزي» الذي يجب أن تلعبه الأمم المتحدة لضمان حصول عمليات التصدير.
وأوضح بوتين أن الصعوبات المتصلة بالإمدادات الغذائية سببها «سياسة اقتصادية ومالية مغلوطة من جانب الدول الغربية، إضافة إلى العقوبات على روسيا». وأكد بوتين أن زيادة إمدادات الأسمدة والمنتجات الزراعية الروسية يمكن أن تؤدي إلى خفض التوتر في السوق الزراعية العالمية، «الأمر الذي يستدعي بالتأكيد رفع العقوبات ذات الصلة» عن موسكو. وأوكرانيا مصدر رئيسي للحبوب، وخصوصاً القمح والذرة، لكن إيصال إنتاجها معطل بسبب المعارك.