- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كاتب فرنسي: تركيا حققت إعادة تركيز دبلوماسي رائع.. وأردوغان أصبح صانع سلام في عيون العالم
كاتب فرنسي: تركيا حققت إعادة تركيز دبلوماسي رائع.. وأردوغان أصبح صانع سلام في عيون العالم
- 5 أبريل 2022, 6:43:13 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في مقال رأي بصحيفة “لوفيغارو” تحت عنوان: “إعادة التركيز الدبلوماسي لتركيا” قال الجيوسياسي الفرنسي رينو جيرار: “بعد أن تم انتقاده بسبب نشاطه العثماني الجديد الخطير في العالم العربي الإسلامي، أصبح الرئيس التركي صانع سلام في عيون العالم بأسره”.
الكاتب أشار إلى محادثات السلام “الجادة للغاية” التي جرت يوم 29 مارس 2022، في إسطنبول بقصر دولما بهجة العثماني، بين المتحاربين الروس والأوكرانيين. محادثات تم افتتاحها من قبل الرئيس التركي نفسه. وأشاد الوفدان بالكلمة الافتتاحية التي ألقاها رجب طيب أردوغان. غير أنه من الواضح أن المناقشات التي جرت في إسطنبول لم تحسم كل شيء، لكنها مكّنت من المضي قدما في فرضية حياد أوكرانيا في المستقبل، وأدت لإعلان روسيا “تقليص نشاطها العسكري في اتجاه كييف”، وهو ما تم.
واعتبر جيرار أنه أيا كانت عن رغبة روسيا في اعتبار الفشل العسكري بمثابة تنازل دبلوماسي، فإن الشيء المهم هو أن العاصمة الأوكرانية يمكن أن تتنفس الآن، وأن الكرملين تخلى عن خطته لتغيير النظام في أوكرانيا، والتي أطلق عليها اسم ”denazification”. ويبدو أن خطة الحرب الروسية تركز الآن على شرق البلاد، وتتلخص في مهاجمة خط ماجينو الأوكراني الذي تم بناؤه منذ عام 2015 ضد مناطق دونباس الانفصالية.
واستبعد الكاتب تنازل الروس عن تحسين الأمن المستقبلي للجمهوريتين اللتين أعلنتا عن استقلالهما، وعدم تخليهم عن غزواتهم الإقليمية الضئيلة، وهي مدينة خيرسون (التي تضمن إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم) وميناء ماريوبول (الذي سيجعل بحر آزوف بحيرة روسية)، وذلك على الرغم الخسائر التي تعرض لها الروس.
وقال جيرار إنه إذا تحدث الرئيسان الأوكراني والروسي في يوم من الأيام مع بعضهما البعض وجهاً لوجه (كما طلب الرئيس زيلينسكي)، فمن المرجح أن يكون ذلك في مكان ما في الأراضي التركية. ويعد ذلك نجاحا دبلوماسيا لا يمكن إنكاره بالنسبة لأردوغان.
فعندما دخلت الدبابات الروسية أوكرانيا في 24 فبراير 2022، لم يخمن أحد بأن تركيا ستصبح الموفق الرئيسي في هذه الحرب بين الأشقاء من السلاف الأرثوذكس. فازت تركيا بالدور لأنها تحظى بتقدير كلا الطرفين المتحاربين في نفس الوقت، ولكن أيضا لأنها حققت إعادة تركيز دبلوماسي رائع منذ صيف عام 2020، يضيف الكاتب، موضحا أن تركيا تحظى بشعبية لدى الأوكرانيين ليس فقط لأنها وصفت العدوان العسكري الروسي بأنه “غير مقبول” ولكن أيضا لأنها سلمتهم قبل وقت طويل من بدء الحرب طائرات بيرقدار المسيرة التي أثبتت فعاليتها الكبيرة في الحرب التي فازت بها أذربيجان ضد الأرمن، في سبتمبر عام 2020 في منطقة ناغورني كاراباخ. وقد تسببت هذه الطائرات مع صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدبابات في خسائر كبيرة للجيش الروسي.
لكن أردوغان -يتابع رينو جيرار- نجح أيضا في الحفاظ على علاقات جيدة مع بوتين، رافضا ربط نفسه بالعقوبات الأوروبية والأمريكية ضد روسيا. فالخطوط الجوية التركية هي شركة الطيران الوحيدة في منطقة الناتو التي ما زالت تطير إلى موسكو. ولهذا استمع بوتين لأردوغان عندما اتصل به في 27 مارس 2022 ليقدم له وساطة تركية. فمع أن العلاقة بين الزعيمين تشهد توترات وخلافات في بعض الأحيان، كما هو الحال في ليبيا وسوريا، لكنهما يتفقان على المستوى الشخصي، منذ أن حذر بوتين أردوغان في يوليو 2016 من أن مؤامرة عسكرية كانت تختمر ضده في تركيا، يوضح الكاتب، قائلا في الوقت نفسه إنه من اللافت للنظر أن هذين “المستبدين” قد سلكا مسارين متباينين خلال العام الماضي. فقد تطرف بوتين وتحصن، بينما أعاد أردوغان التركيز والانفتاح على العالم.
واعتبر جيرار أن النجاحات التركية في ليبيا والانتصار التركي- الأذربيجاني في سبتمبر 2020 على أرمن ناغورني كاراباخ، لم يجعل الرئيس التركي في حالة سكر. فقد تصالح مع المصريين والإماراتيين والإسرائيليين.
وأنهى جيرار مقاله بالقول إن الجيوسياسيين الفرنسيين سيتساءلون عما إذا كان أردوغان الجديد صادقا أم ذكيا. لا يهم. ما يهم حقا هو أن تركيا تفضل الآن صنع السلام بدل الحرب.
القدس العربي