- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كارثة في أفريقيا.. الجوع يصل لمستوى غير مسبوق بالقارة السمراء
كارثة في أفريقيا.. الجوع يصل لمستوى غير مسبوق بالقارة السمراء
- 17 ديسمبر 2022, 5:30:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تدفع القارة الأفريقية فاتورة تغير المناخ عالميا، بعدما اقتربت معدلات الجوع في البلاد السمراء من مستويات غير مسبوقة.
وقالت الأمم المتحدة، الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول، إن عدد من يعانون للحصول على قدر كاف من الغذاء في غرب ووسط أفريقيا من المتوقع أن يصل لأعلى مستوياته على الإطلاق عند 48 مليوناً بحلول منتصف 2023.
وفي دراسة تحليلية، أجراها تحالف وكالات تابعة للأمم المتحدة فإن نحو 35 مليون شخص، أي حوالي 8% ممن شملهم التقييم، يعانون من "انعدام الأمن الغذائي" في أنحاء منطقة غرب ووسط أفريقيا.
ويأتي تضرر الكثير من الدول الأفريقية، بسبب تضافر عوامل الصراع والتغير المناخي وارتفاع الأسعار. وهذا العام، تشهد كل من تشاد ونيجيريا موسم فيضانات سيئ للغاية.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أن الدول التي تشهد أعلى مستويات الجوع، هي مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا.
وتخوض الدول الثلاث معركة ضد حركات تمرد أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص.
وقالت الوكالة إنه في جيوب معينة، مثل إدارة جوروم جوروم بشمال بوركينا فاسو، يعاني 20% من السكان من سوء التغذية.
وقال فيدريكو دوينرت المستشار الإقليمي بالبرنامج: "جزء كبير من المناطق التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي هي أماكن تشهد تدهوراً في الوضع الأمني، وخصوصاً منذ العام الماضي، وكان لهذا أثره على عمل السوق وأرزاق الناس وقدرتهم على الوصول للخدمات الاجتماعية الأساسية".
ويقول دبلوماسيون وعمال إغاثة إنسانية إن السكان في أفريقيا من شرقها إلى غربها يمرون بأزمة غذاء هي الأكبر والأكثر تعقيداً في تاريخ القارة.
وأكدوا أن الصراعات والتغير المناخي هي الأسباب طويلة المدى، كما تفاقم الموقف في الدول الأفريقية بفعل أعباء الديون الثقيلة بعد جائحة كوفيد-19 وارتفاع الأسعار والحرب في أوكرانيا.
أسوأ موجة جفاف تضرب شرق القارة منذ 40 عاما
تشهد مناطق في شرق القارة أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاما، حيث يعاني الملايين بما فيهم الأطفال في كينيا والصومال من الجوع والعطش وضعف شديد ومعرضون لخطر المجاعة.
وكان برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حذر في سبتمبر/ أيلول الماضي من أن خطر المجاعة يهدد نحو 22 مليون شخص في منطقة القرن الأفريقي التي اجتاحها الجفاف.
وتقول جماعات إغاثة إنّ "سنوات من الأمطار غير الكافية في كينيا والصومال تسببت في أسوأ موجة جفاف، وأدى ضعف الأمطار على مدار 4 مواسم بشكل غير مسبوق، إلى نفوق ملايين الماشية وتدمير المحاصيل وإجبار 1.1 مليون شخص على النزوح من منازلهم بحثاً عن الطعام والماء.
وفي وقت سابق، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، إنه على العالم أن يتحرك الآن لحماية المجتمعات الأكثر ضعفا من خطر انتشار المجاعة في القرن الأفريقي.
وأضاف بيسلي: لا تظهر حتى الآن نهاية في الأفق لأزمة الجفاف هذه، لذلك يجب أن نحصل على الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح ومنع الناس من الانزلاق إلى مستويات كارثية من الجوع والمجاعة.
وفي بداية عام 2022، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن 13 مليون شخص في البلدان الثلاثة يواجهون المجاعة، وناشد المانحين بالمساعدة في وقت الحاجة الماسة. لكن العاملين في المجال الإنساني قالوا إن وصول الأموال كان بطيئاً، حيث جذبت الأزمة الأوكرانية، من بين أزمات أخرى، الانتباه من الكارثة في القرن الأفريقي.
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد تحدثت عن هذا الخطر في شهر أبريل/نيسان الماضي، وقالت حينها إنّ 6 ملايين شخص في الصومال، أي نحو 40% من سكان البلاد، يواجهون انعداماً للأمن الغذائي، في مستويات قصوى، بحسب البرنامج الأممي الذي حذّر من "مخاطر جدية للغاية من حدوث مجاعة في الأشهر المقبلة"، إذا بقيت الظروف على حالها.
أمَا في كينيا، فتهدّد المجاعة نصف مليون شخص، وخصوصاً في مناطق شمالي البلاد، التي يعتمد سكانها على المواشي، حيث ارتفع عدد الكينيين الذين يحتاجون لمساعدات إلى أكثر من 4 أضعاف في أقل من عامين، وفق البرنامج الأممي.
كما قال البنك الأفريقي للتنمية إن القارة السمراء تخسر ما بين 5 و15% من نصيب الفرد من النمو الاقتصادي بسبب تداعيات تغير المناخ، وتواجه نقصا كبيرا في التمويل المناخي، وتضررت أفريقيا بشكل غير متناسب من تداعيات تغير المناخ الذي أدى إلى تفاقم حالات الجفاف والفيضانات والأعاصير بأنحاء القارة في السنوات الأخيرة.
وقال كيفين أوراما، كبير الاقتصاديين بالإنابة في البنك الأفريقي للتنمية، في بيان، إن الدول الأفريقية تلقت حوالي 18.3 مليار دولار من التمويل المخصص لمكافحة تغير المناخ بين عامي 2016 و2019، لكنها لا تزال تواجه فجوة تقارب 1.3 تريليون دولار في تمويل المناخ للفترة من 2020 إلى 2030.
وأكد أوراما أن هذه المبالغ تعكس حجم الأزمة، الاستثمار في التكيف مع المناخ في سياق التنمية المستدامة هو أفضل طريقة للتعامل مع تداعيات تغير المناخ".