- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
كل ما تريد معرفته عن الجماعة الإسلامية في بنجلاديش؟
كل ما تريد معرفته عن الجماعة الإسلامية في بنجلاديش؟
- 8 أغسطس 2024, 10:00:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
انتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر الدكتور شفيق الرحمن، أمير الجماعة الإسلامية في بنجلاديش، وهو يبكي فرحاً بعد وصوله إلى المقر المركزي للجماعة في دكا، بعد فترة من إغلاقه بقرار من الحكومة.
جاء هذا بعد الحظر الذي فرضته حكومة الشيخة حسينة على حزب الجماعة الإسلامية وجناحه الطلابي، والذي أدى إلى تجدد الاحتجاجات في أنحاء بنغلاديش منذ الأحد 4 أغسطس/آب 2024، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق عشرات الآلاف من المحتجين الطلبة، المطالبين باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.
وتأسست الجماعة الإسلامية في بنغلاديش كفرع من الجماعة الإسلامية الأم في باكستان عام 1941 ، التي أنشأها أبو الأعلى المودودي في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين. كان هذا التأسيس قبل انفصال الهند عن باكستان، وبعد ذلك انفصل الشطر الشرقي من باكستان ليصبح دولة بنغلاديش.
فما هي هذه الجماعة الإسلامية التي تعدّ اليوم من أكبر الأحزاب السياسية ببنغلاديش، وثامن جماعة مشهورة ظهرت في العالم الإسلامي في العصر الحديث؟
تأسيس الجماعة الإسلامية
تأسست الجماعة الإسلامية في الهند كمنظمة إسلامية على يد الفيلسوف الإسلامي أبو الأعلى المودودي في يوم 26 أغسطس/آب 1941.
كانت بداية الجماعة كمنظمة اجتماعية بدافع إنشاء دولة هندية موحدة للقيم الإسلامية. وباعتبارها منظمة اجتماعية، أدركت الجماعة الإسلامية ضرورة إجراء إصلاحات حكومية لتحقيق أهدافها.
على مر السنين، أصبحت الجماعة الإسلامية أكبر حزب سياسي إسلامي في بنغلاديش، وهي معروفة بتحالفها مع الحزب الوطني البنغالي بقيادة خالدة ضياء.
قيمها استمدّت الجماعة قيمها من نموذج المجتمع المسلم للنبي محمد في المدينة المنورة، حيثُ دعا الحزب إلى الإصلاح الأخلاقي والعمل السياسي ولكنه لم يكن معنياً بقضايا القومية أو الحدود الوطنية لأن الإسلام دين عالمي، وكان الهدف من ذلك إنشاء نخبة من القادة المسلمين المتعلمين والمتدينين الذين يوجهون الطريق نحو إحياء الإسلام.
انتشار الجماعة الإسلامية في بنغلاديش للجماعة الإسلامية في بنغلاديش أكثر من 120 فرعاً منتشرة في معظم مدن البلاد وقراها. لكل فرع أمير محلي، وقيم، ومجلس شورى، بالإضافة إلى مكتبة لتوزيع كتب الدعوة ومؤسسة مالية تعرف بـ "بيت المال".
العضوية والمؤسسات تضم الجماعة أكثر من ستة ملايين عضو مؤيد و25 ألف عضو عامل، وتدير الجماعة العديد من المؤسسات، بما في ذلك:
جمعية العمال
جمعية الفلاحين
جمعية التربية الإسلامية
كما تصدر الجماعة مطبوعات يومية وأسبوعية وشهرية، وبالإضافة إلى إدارة العديد من المدارس يتمتع طلاب الجماعة بحضور قوي في الجامعات الحكومية.
دور الجماعة الإسلامية في حرب تحرير بنغلاديش بحسب ما جاء في موسوعة britannica فإنه على الرغم من كونها دولة ذات أغلبية مسلمة، إلا أن هناك العديد من الاختلافات المهمة بين باكستان الغربية (باكستان الحالية) وباكستان الشرقية (بنغلاديش الحالية).
فبالإضافة إلى المسافة الجغرافية الهائلة، كانت بعض الاختلافات الرئيسية ثقافية ولغوية. علاوة على ذلك، تعرض شعب باكستان الشرقية للاستغلال السياسي والاقتصادي من قبل مواطنيهم الباكستانيين الغربيين، ما أضاف إلى استيائهم من حكومة باكستان الغربية. لذلك، لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ شعب باكستان الشرقية في الشعور بالحاجة إلى إنشاء دولة خاصة بهم.
وقد تجلى استياء الشعب لأول مرة عندما اندلعت الاضطرابات المدنية بعد أن طالبت حكومة باكستان بأن تصبح اللغة الأردية هي اللغة الوطنية، على الرغم من أن سكان شرق باكستان يتحدثون البنغالية.
وردّ سكّان شرق باكستان بالاحتجاجات في الشوارع ضد مثل هذا القرار. وقد بدأت الاحتجاجات في البداية كحركة لغوية، واتخذت شكل حرب تحرير بنغلاديش في أعقاب الانتخابات التي جرت في عام 1970.
وأجبرت الحركة القومية في شرق باكستان بقيادة الشيخ مجيب الرحمن، زعيم حزب رابطة عوامي السياسي في شرق باكستان، حكومة غرب باكستان على إجراء انتخابات حرة. وفازت رابطة عوامي في هذه الانتخابات، لكن غرب باكستان حرمتها من السلطة. وأدى هذا الحرمان من الحقوق المشروعة للحكومة المنتخبة شرعياً إلى حرب تحرير بنغلاديش في مارس/آذار عام 1971 .
بعد تسعة أشهر من الحرب الدامية، حصلت منطقة باكستان الشرقية على استقلالها عن باكستان الغربية في 16 ديسمبر/كانون الأول 1971 وكان رد فعل الجماعة الإسلامية تجاه حرب التحرير متوافقاً مع مهمتها، والتي كانت تتمثل في الحفاظ على استقلال المسلمين.
إعادة تأسيس الجماعة الإسلامية في بنغلاديش بعد الاستقلال لم تنتظر الجماعة الإسلامية طويلاً لاستئناف نشاطها كحزب سياسي في بنقلادش بعد الاستقلال. في أغسطس/آب 1975، اغتيل الشيخ مجيب الرحمن مع معظم أفراد أسرته المباشرين في انقلاب عسكري نفذه بعض أفراد الجيش. كما تم اغتيال أربعة من الزعماء الوطنيين البارزين الذين كان لديهم القدرة على ملء فراغ القيادة الذي خلفه الشيخ مجيب الرحمن، ثمّ تلت ذلك سلسلة من الانقلابات العسكرية.
التعديل الدستوري وتولي ضياء الرحمن
شهدت بنقلادش تغييرات مهمة خلال هذه الفترة، خاصة بعد أن تولى اللواء ضياء الرحمن رئاسة البلاد في عام 1977. كان أحد التعديلات الرئيسية هو التعديل الخامس للدستور، الذي ألغى أحكام العلمانية والاشتراكية وسمح بتشكيل أحزاب سياسية على أساس ديني كما ذكرت وكالة رويترز حيثُ نصّ على أنّ جميع الأديان متساوية في نظر الدولة، قبل أن يعدّله الحاكم العسكري حسين محمد إرشاد في عام 1988 لجعل الإسلام دين الدولة، وقد مهّد هذا التعديل الطريق للجماعة الإسلامية لاستئناف عملها كحزب سياسي وظيفي في بنغلاديش المستقلة.
دعم وتوسع الجماعة الإسلامية
بعد وفاة ضياء الرحمن، استمرت زوجته خالدة ضياء في دعم الجماعة الإسلامية. استفادت الجماعة الإسلامية من تحالفها مع الحزب الوطني البنغلاديشي، الذي ينتمي إليه ضياء الرحمن وخالدة ضياء، لاستعادة قوتها وتأثيرها.
وتمكنت الجماعة من الوصول إلى قطاعات اقتصادية حيوية في بنغلاديش، مثل المنظمات غير الحكومية الممولة بشكل جيد والبنك الإسلامي، الذي يعد من أكبر البنوك الإسلامية في البلاد.
مشاركة الجماعة الإسلامية في الحياة السياسية
منذ انفصال بنغلاديش عن باكستان، شاركت الجماعة الإسلامية عبر حزبها "حزب الجماعة الإسلامية" في الانتخابات البرلمانية المتعددة. في عام 2001، كانت المشاركة الأبرز لها، حيث شاركت لأول مرة كجزء من تحالف انتخابي، ونجحت في الحصول على 18 مقعداً من أصل 300، بالإضافة إلى تعيين اثنين من أعضائها كوزراء في الحكومة، كما انتُخبت أربع سيدات من الجماعة لتمثيل النساء في البرلمان، وشاركت الجماعة في الحكومة عبر وزارتَي الصناعة والشؤون الاجتماعية.
الاتهامات بجرائم الحرب ومحاكمات قادة الجماعة الإسلامية
في عام 2010، اتهمت حكومة بنغلاديش تحت قيادة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد قادة بارزين في الجماعة الإسلامية بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال عام 1971. أُنشئت محكمة خاصة لهذه القضية، وبدأت محاكمة القادة عبر قضاة تم اختيارهم بعناية لإصدار الأحكام التي تفضلها الحكومة، والتي كانت تستهدف تنفيذ أحكام بالإعدام شنقاً وفقاً لتقرير نشرته شبكة bbc .
وشملت قائمة الاتهامات:
الشيخ مطيع الرحمن نظامي، أمير الجماعة الإسلامية سابقاً ووزير الزراعة ثم الصناعة.
غلام أعظم، أمير الجماعة الإسلامية سابقاً.
الشيخ محمد عبد السبحان، نائب أمير الجماعة وعضو البرلمان سابقاً.
علي أحسن محمد مجاهد، الأمين العام للجماعة.
كما تضمنت الاتهامات:
محمد قمر الزمان، الأمين العام المساعد الأول للجماعة ورئيس تحرير مجلة "سونار بنغلا".
عبد القادر ملا، الأمين العام المساعد الثاني.
أظهر الإسلام، الأمين العام المساعد الثالث.
مير قاسم علي، عضو المجلس التنفيذي للجماعة ومدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في بنغلاديش سابقاً.
وفي 10 مايو/أيار 2016 ، نفذت حكومة الشيخة حسينة حكم الإعدام في الشيخ مطيع الرحمن نظامي في سجن بالعاصمة داكا، وهو أحد أبرز القادة الذين تم تنفيذ الأحكام بحقهم.