-
℃ 11 تركيا
-
31 مارس 2025
كمال يونس يكتب: الطائفة الدرزية.. نشأتها وعقيدتها وتاريخها السياسي (1)
كمال يونس يكتب: الطائفة الدرزية.. نشأتها وعقيدتها وتاريخها السياسي (1)
-
27 مارس 2025, 3:39:11 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
من المستجدات التي طرأت على سطح الأحداث أخيرًا، هذه الطائفة الدرزية، وقيام ما يسمى بعلماء دين هذه الطائفة بزيارة جماعية إلى الكيان الصهيوني، في بادرة لم تحدث منذ عقود، بحجة زيارة قبر النبي شعيب عليه السلام.
فمن هي هذه الطائفة؟ ومتى نشأت؟ وما عقيدتها؟ وما تاريخها السياسي؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا البحث.
الطائفة الدرزية
هي طائفة دينية عربية تعيش في سوريا ولبنان وفلسطين، وقد أسسها محمد بن إسماعيل الدرزي، المعروف بأنوشتكين، في القرن الحادي عشر الميلادي. ولها راية خاصة بها، ويُقدر عدد أفرادها، بمن فيهم أولئك الذين هاجروا إلى أوروبا وأمريكا وغرب أفريقيا، بنحو مليون ونصف شخص.
الأصول التاريخية لطائفة الدروز
يعود الأصل التاريخي لطائفة الدروز إلى عهد الخليفة السادس للدولة الفاطمية، الحاكم بأمر الله، الذي امتدت فترة حكمه من عام 996م إلى 1021م، على يد محمد بن إسماعيل الدرزي، نسبة إلى ولده "درزة" أي صانعي الثياب، والذي هاجر إلى الشام، واشتهرت الطائفة باسمه.
لكن هناك مراجع أخرى تذكر أن المؤسس الفعلي لهذه الطائفة هو حمزة بن علي بن محمد الزوراني، الذي يعتبر أحد مؤسسي مذهب الموحدين الدروز، وهو المؤلف الرئيسي للنصوص الدينية الدرزية.
وقد بدأت الدعوة إلى مذهبهم في الفترة ما بين عامي 1017م إلى 1020م، وامتدت إلى سنة 1047م، ليتم غلق الباب ويقتصر على كل من يولد من أصل درزي...!
ومن الشخصيات التاريخية المعروفة في الطائفة: الحسن بن حيدرة المعروف بالأجدع، وبهاء الدين السموقي المعروف بالضيف.
وعلى المستوى السياسي، اشتهر في الطائفة سلطان الأطرش، قائد الثورة على الفرنسيين بسوريا في عشرينيات القرن الماضي، والأمير شكيب أرسلان، والزعيم السياسي اللبناني المعروف كمال جنبلاط، وطلال أرسلان، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني.
عقيدة الطائفة الدرزية
يحيط عقيدة هذه الطائفة ومذهبها الكثير من الغموض، لأن مؤسسيها اختاروا عدم البوح بأسرارها وحصر معرفتها على دائرة ضيقة، وعدم تعليمها إلا لمن بلغ سن الأربعين من أبناء هذه الطائفة. ويقال إن الدروز نشروا هذه الفكرة من أجل إبعاد الناس عن سؤالهم عن دينهم.
ويعرف الدروز باسم الموحدين، ويحرصون على تماسكهم الاجتماعي والثقافي والسياسي، حتى مظهرهم، إذ تجد الرجال شواربهم كبيرة.
كما تدين هذه الطائفة بمذهب يسمى "مذهب التوحيد"، وكل عقائدهم مأخوذة من الطائفة الإسماعيلية، ويؤمنون بوحدانية الله المطلقة، وأن الله هو الخالق والمتحكم الأزلي في الكون، وأن العقل البشري غير قادر على استيعاب عظمته.
فهم يؤمنون بالقرآن الكريم، لكنهم يفسرونه تفسيرًا باطنيًا خاصًا بهم، بعيدًا عن المعاني الواضحة في النص. كما أن لهم كتابًا يسمى "رسائل الحكمة"، ألفه حمزة بن علي بن أحمد، ويقولون عنه إنه تفسير للقرآن، ويمنعون أي طرف من الاطلاع عليه ما عدا شيوخ الطائفة الدرزية.
وعلى الرغم من تطور العقيدة الدرزية من الإسماعيلية، إلا أنهم لا يعرفون أنفسهم كمسلمين.
ويدعي بعضهم ذلك لأسباب سياسية بحتة، كشكل من أشكال التقية، حفاظًا على عقيدتهم وسلامتهم، وتجنبًا لأي خلاف مع المسلمين.
معتقدات الطائفة الدرزية
من بين هذه المعتقدات التي يتميز بها أهل هذه الطائفة هو إيمانهم بتناسخ الأرواح، أي رجوع الروح البشرية إلى الحياة بمجرد وفاة صاحبها، وذلك عن طريق انتقالها إلى جسد مولود آخر!
درجات الطائفة الدرزية
ينقسم الدروز إلى ثلاثة أقسام:
- 1. الأولى: طبقة رجال الدين الدارسين والمحافظين عليه، وتعرف بـ"العقل"، وتنقسم بدورها إلى ثلاثة أقسام: (رؤساء أو عقلاء أو أوجاويد، ويدعى رئيسهم شيخ العقل).
2. الثانية: الأوجاويد، وهم المطلعون على تعاليم الدين والملتزمون بها.
3. الثالثة: عامة الناس، والجاهلون بالدين، والمنغمسون في الأمور الدنيوية لا الدينية.
ويفرق الدروز بشكل عام بين الشخص الروحاني والشخص الجسماني، فالأول بيده أسرار الطائفة (رؤساء، عقلاء، أوجاويد)، أما الثاني فلا يبحث في الروحانيات، ولكنه منغمس في الدنيويات، ويسمونهم بالجهال!
أما أماكن العبادات عندهم فتعرف باسم "الخلوات"، يسمعون فيها ما يُلقى عليهم، ولا يُسمح للجهال بحضورها أو سماع الكتب المقدسة إلا في عيدهم الوحيد، الذي يوافق عيد الأضحى عند المسلمين.










