- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كيف تحافظ روسيا على دورها في ليبيا بعد تمرد فاجنر ومقتل بريغوجين؟
كيف تحافظ روسيا على دورها في ليبيا بعد تمرد فاجنر ومقتل بريغوجين؟
- 11 سبتمبر 2023, 1:07:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في 22 أغسطس/آب، وقبل يوم واحد من حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة زعيم تنظيم "فاجنر" يفغيني بريغوجين، قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف بزيارة إلى بنغازي، في محاولة لحفاظ موسكو على نفوذها في ليبيا بعد تمرد "فاجنر".
وتضمنت زيارة يفكوروف لقاءً مع قائد الجيش في الشرق خليفة حفتر، برفقة ضباط رفيعي المستوى في الجيش الوطني الليبي التابع له.
ووفق تحليل لموقع "المونيتور"،فقد كان توقيت الزيارة، بعد شهرين تقريبًا من تمرد مجموعة "فاجنر" التابعة لبريغوجين ضد المؤسسة العسكرية الروسية، يهدف جزئيًا إلى طمأنة الجيش الوطني الليبي بشأن مكانة الكرملين وسيطرته على قوة المرتزقة.
وكان التمرد قصير الأمد الذي قامت به "فاجنر" في روسيا، والذي أعقبه وفاة بريغوجين، وضع مستقبل المقاول العسكري الخاص وعملياته خارج روسيا تحت الأضواء.
وكان هناك الكثير من التكهنات حول كيفية تأثير الأحداث في روسيا على العمليات النشطة الحالية للمجموعة في أفريقيا، بما في ذلك في ليبيا.
وتم إرسال وفد رفيع المستوى من "فاجنر" إلى بنغازي في يوليو/تموز بعد التمرد، لطمأنة قيادة الجيش الوطني الليبي، بأنه لن يكون هناك أي تغيير في عملياتهم.
وحسب مصادر ليبية وأجنبية، زارت شخصيات بارزة في "فاجنر" شرق ليبيا 3 مرات هذا العام في مراحل حاسمة.
كانت الزيارة الأولى للروس في فبراير/شباط بعد زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز لليبيا في يناير/كانون الثاني.
وعقدت روسيا اجتماعهما الثاني في أبريل/نيسان، بعد زيارة قامت بها مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية باربرا ليف إلى بنغازي.
أخيرًا، جاء زيارة "فاجنر" سريعًا بعد التمرد الذي حدث في أواخر يونيو في روسيا. وكانت الزيارات عبارة عن مزيج من التأكيدات والتحذيرات والمطالبات بالدفع.
وكانت العلاقة بين قيادة الجيش في الشرق الليبي وكبار ضباط "فاجنر" صعبة منذ البداية، وأصبحت أكثر صعوبة بمرور الوقت.
وتشمل الخلافات المدفوعات المستحقة على القوات لمحاولات "فاجنر" الفاشلة لتأمين العقود الرسمية في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعدين والطاقة والاتصالات والبناء.
واختلف الجانبان أيضًا على افتقار "فاجنر" إلى التنسيق مع القوات الليبية في الشرق، بما في ذلك نوع أنظمة الأسلحة المستوردة إلى ليبيا، وعدد المقاتلين الذين تم جلبهم داخل وخارج البلاد.
وتمكنت وحدات "فاجنر" في ليبيا من تأمين التمويل باستخدام ليبيا كمركز لبعض عملياتها غير المشروعة بما في ذلك المخدرات وتهريب الوقود والاتجار بالبشر وأنشطة التعدين غير القانونية في فزان.
وبالنسبة لتلك الأنشطة غير المشروعة، تعتمد مجموعة "فاجنر" بشكل كبير على شبكاتها واتصالاتها عبر الحدود مع المجتمعات المحلية والجماعات المسلحة التي طورتها على مر السنين.
وأمام ذلك، أعرب كبار ضباط الجيش في الشرق، بما في ذلك حفتر، عن تقديرهم لزيارة يفكوروف إلى بنغازي باعتبارها علامة على استعداد موسكو لرفع مستوى مشاركتها الرسمية، بعد سنوات من ترك ذلك لمجموعة "فاجنر".
وبحسب مصادر في القوات، ناقش يفكوروف مستقبل العلاقات بين موسكو وبنغازي، ولا سيما التعاون العسكري والأمني بينهما.
ومنذ أن انسحب حفتر من الروس في يناير/كانون الثاني 2020 دون التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة روسيا وتركيا، اختارت الحكومة الروسية خفض مستوى العلاقة بينهما، وتركته يتعامل مع القيادة الصعبة لمجموعة "فاغنر".
وأشارت مصادر القوات في الشرق، إلى أن نائب وزير الدفاع الروسي قال إن وزارته ستشرف الآن على تعامل موسكو معهم.
وسيشمل ذلك إدارة المهام التدريبية الحالية في ليبيا، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة أنظمة الأسلحة الروسية المتقدمة.
لكن المصادر لم تؤكد ما إذا كان ذلك سيتطلب اتفاق تعاون رسمي، أو مقاولًا عسكريًا خاصًا جديدًا تديره الوزارة مباشرة.
وكانت هناك أحاديث حول إقامة روسيا وجودًا بحريًا في مدينة طبرق الشرقية، إلا أن مصادر ليبية نفت ذلك، وقالت إنها قوات الشرق ليست منخرطة حاليًا في أي محادثات من هذا القبيل مع الحكومة الروسية.
لكن المصادر ذاتها أشارت إلى أن قطعاً بحرية روسية قد تتوقف في الموانئ الشرقية مستقبلاً، على غرار توقفاتها عامي 2015 و2016، وعلى غرار ما تفعله البحرية التركية في موانئ غرب ليبيا.
وأشارت المصارد أيضًا إلى أنه على الرغم من إمكانية حدوث مثل هذا الالتحام، فقد تم رفض الوجود البحري الكامل لروسيا في طبرق بشكل قاطع - على الأقل في هذه المرحلة.
ويخلص التحليل بالقول: "من المؤكد أن روسيا ستحافظ على وجودها العسكري في ليبيا، وإن كان ذلك مع بعض التغييرات في القيادة".
ويضيف: "بالنسبة للجيش في الشرق الليبي، تمثل روسيا ثقلًا موازنًا مهمًا للوجود العسكري التركي المعزز في غرب ليبيا، خاصة أن الحكومة الأمريكية غير قادرة على تقديم ضمانات للجيش الشرق بأن تركيا ستنسحب إذا غادر الروس ليبيا".
ويتابع: "كما أن الولايات المتحدة لم تقدم بديلا يمكن أن يوفره لهذه القوات مع خدمات شبيهة بخدمات فاجنر، وهو ما أثارة حفتر هذه القضايا المحددة مرارًا وتكرارًا مع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية".