- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
"كينجال" الروسية في أوكرانيا.. تفوّق إستراتيجي أم حرب نفسية؟
"كينجال" الروسية في أوكرانيا.. تفوّق إستراتيجي أم حرب نفسية؟
- 19 مارس 2022, 1:42:32 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
على خط الحرب الأوكرانية تدخل صواريخ "كينجال" الروسية في أول استخدام لأسلحة يقول الرئيس فلاديمير بوتين إنها "لا تقهر".
دخول كشفه الجيش الروسي بإعلانه السبت أنه استهدف مناطق في أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية، في أول استخدام لهذا النوع من الصواريخ الذي يعني "الخنجر" باللغة الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها في أوكرانيا استخدمت، الجمعة، صواريخ من طراز "كينجال" فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غربي أوكرانيا.
ولم تعلن موسكو استخدامها لهذا النوع من الصواريخ منذ 2018 حين سجلت أول اختبار ناجح لها في عدد من المناورات الحربية، ما يفجر استفهامات بشأن رسائل موسكو من وراء إقحام "الخنجر" في النزاع بأوكرانيا.
و"الخنجر" صاروخ باليستي يطلق من الجو ويصل مداه إلى 2000 كيلومتر، ويمكن له القيام بمناورات خلال جميع مراحل طيرانه، كما يمكن تحميله حمولة حربية تقليدية أو نووية.
كما تبلغ سرعته عشرة أضعاف سرعة الصوت أي 12 ألفا و350 كيلومترا في الساعة، ومن ميزاته أنه يتبع مسارا متعرجا، ما يسمح له باختراق الشبكات المخصصة لاصطياد الصواريخ.
تفوّق؟
بدا من الواضح أن موسكو تبعث برسائل من وراء إعلان استخدام صورايخ "كينجال" لتؤكد تفوقها العسكري على الأرض في وقت دخلت فيه الحرب أسبوعها الرابع دون حسم سريع كما كان متوقعا.
وقال فاسيلي كاتشين، المحلل العسكري ومدير مركز أبحاث كلية الاقتصاد العليا في موسكو، لوكالة فرانس برس "من المحتمل أن (روسيا) أرادت استخدام كينجال في ظروف القتال"، معتبرا أن "هذه سابقة عالمية".
وبحسب المصدر، فإن لأولى أهداف "كينجال" وهو مخزن تحت الأرض، رسائل تعكس رغبة موسكو في إظهار القدرات العملية لهذه الصواريخ، وبالتالي التلويح بأن الإمكانات العسكرية الروسية قادرة على إحداث الفارق في كل وقت.
وبالنسبة لـ"كاتشين"، فإنه "يصعب تدمير منشآت كهذه بالصواريخ التقليدية. الصاروخ فرط الصوتي يتمتع بقدرة اختراق وقدرة تدميرية أهمّ بفضل سرعته الفائقة"، ما يوضح جانبا استعراضيا لإظهار تفوق إستراتيجي بالمعركة وإن لم تحسم بعد.
العامل النفسي
من جهته، يرى الخبير العسكري الروسي بافيل فلغنهاور أن استخدام "كينجال" لا يمنح روسيا تفوقا استراتيجيا في أوكرانيا، بقدر ما يعزز العامل النفسي والثقة الناتجة عن دفع موسكو بأحد أبرز إنتاجاتها ذات القوة التدميرية إلى المعركة.
وقال الخبير إن "هذا الأمر لا يغيّر في عمق الواقع الميداني، لكن له تأثير بالتأكيد في مجال الدعاية النفسية لإخافة الجميع".
فما يحدث هو أن موسكو تريد تعزيز ثقة قواتها من جهة، وخلق نوع من الرعب بصفوف الأوكرانيين من جهة أخرى، في عامل نفسي يعتبر محوريا في مثل هذه الحروب، وفي وقت لا يمضي فيه انسياب الزمن لصالح موسكو.
وبحسب مراقبين، فإن استخدام هذا النوع من الصواريخ يأتي أيضا في وقت لم يحكم فيه الجيش الروسي بعد سيطرته على المجال الجوي الأوكراني، اذ لا تزال دفاعات كييف الأرضية قادرة على إلحاق أضرار بسلاح الجو التابع لموسكو.
وهذا النوع من الصواريخ يعتبر فخرا لروسيا ويدل على تفوقها العسكري وفق تصريحات سابقة لبوتين الذي لطالما أشاد بأن موسكو هي أول دولة في العالم عملت على تطوير صواريخ فرط صوتية.