- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
كييف تطالب "الناتو" بحماية الطرق المائية… والأسطول الروسي "غيّر وضعه وتمركزه"
كييف تطالب "الناتو" بحماية الطرق المائية… والأسطول الروسي "غيّر وضعه وتمركزه"
- 26 يوليو 2023, 4:23:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالعمل مع أوكرانيا من أجل حماية الموانئ الأوكرانية وصادرات الحبوب، فيما أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بأن الأسطول الروسي في البحر الأسود غيّر من وضعه وتمركزه منذ انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود، استعدادا لفرض حصار على أوكرانيا.
الرئيس الأوكراني مع الأمين العام لـ«الناتو» (إ.ب.أ)
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي بالفيديو الثلاثاء: «يعرف العالم أن أمن موانئنا على البحر الأسود هو مفتاح السلام والاستقرار في سوق الغذاء العالمي». وأضاف، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية: «الآن هو الوقت الذي من المهم فيه جني ثمار العزم والتصميم الأمني حتى لا ينتهي الأمر بأحد إلى حصاد الفوضى في وقت لاحق لا في دول أفريقيا ولا في أي مكان في القارات الأخرى». وتابع: «الأمن الغذائي أولوية مهمة عالميا وجزء من صيغة السلام الأوكرانية».
صورة وزعها الجيش الأوكراني لمخزن حنطة دمرته ضربة روسية في أوديسا اليوم (القوات المسلحة الأوكرانية - رويترز)
وذكر التقييم الاستخباراتي البريطاني أنه قد تم وضع الطراد الروسي «سيرجي كوتوف» الحديث في جنوبي البحر الأسود، حيث يقوم بدوريات في ممر الشحن الواقع بين مضيق البوسفور وأوديسا. وجاء في بيان التقييم، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن هناك احتمالا واقعيا بأن السفينة ستشكل جزءا من عمليات مجموعة مهام، تعمل على اعتراض السفن التجارية التي تعتقد روسيا أنها متجهة إلى أوكرانيا.
وعد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الثلاثاء أن أي جهود روسية لمنع خروج الحبوب من أوكرانيا ستكون أمرا «غير مقبول على الإطلاق»، في حين حذّر وزير خارجيته من استهداف سفن مدنية في البحر الأسود.
السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية تنتظر عمليات التفتيش في خليج البوسفور (رويترز)
وقال سوناك إنه أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأوضح أن «أي محاولة روسية لمنع خروج الحبوب من أوكرانيا هي أمر غير مقبول على الإطلاق».
وكان وزير خارجيته جيمس كليفرلي قد أعرب في منشور على «تويتر» عن تخوّف المملكة المتحدة من خطط روسية لعرقلة تصدير الحبوب. وقال إن «المملكة المتحدة تعتقد أن روسيا يمكن أن تصعّد حملتها لتدمير الصادرات الغذائية الأوكرانية باستهداف سفن مدنية في البحر الأسود». وتابع: «على روسيا أن تتوقف عن اتّخاذ إمدادات الغذاء العالمية رهينة وأن تعود (للامتثال) للاتفاق». وقال سوناك للرئيس الأوكراني إن المملكة المتحدة «تعمل بشكل وثيق مع تركيا على إعادة تفعيل اتفاق الحبوب».
مبادرة حبوب البحر الأسود خففت مستوى مشاركة البحر الأسود في الحرب، ولكن توجد الآن احتمالات بزيادة حدة ونطاق العنف في المنطقة. اتفاق الحبوب سمح لأوكرانيا ببيع نحو 33 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية على الرغم من الصراع الدائر.
واجتمعت هيئة «مجلس أوكرانيا -الناتو» المنشأة حديثا الأربعاء على مستوى السفراء وناقشت الأمن في البحر الأسود. وقال يانوش فويتشوفسكي مفوض الزراعة في الاتحاد الأوروبي إن التكتل مستعد لتصدير جميع السلع الزراعية الأوكرانية تقريبا عبر ممرات التضامن.
أوكرانيا تُعد من بين أكبر موردي الحبوب في العالم (رويترز)
وقال فويتشوفسكي: «نحن مستعدون لتصدير كل شيء تقريبا. هذا يبلغ نحو أربعة ملايين طن شهريا من بذور الزيوت والحبوب وحققنا هذا الحجم في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي». وأضاف أن 60 بالمائة من صادرات أوكرانيا مرت عبر ممرات التضامن بينما مر 40 بالمائة عبر البحر الأسود قبل انسحاب روسيا هذا الشهر من اتفاق كان يسمح بالتصدير الآمن للحبوب عبر البحر الأسود بوساطة من الأمم المتحدة.
وقال رئيس رابطة الحبوب الأوكرانية نيكولا جورباتشيف: «يمكننا اليوم بالفعل تصدير نحو 3.5 مليون طن شهريا، وفي المستقبل القريب سيكون هناك تحسينات لتصل الكمية إلى 4.5 مليون طن»، مضيفا أن حوالي مليوني طن من الحبوب يجري حاليا تصديرها عبر موانئ نهر الدانوب، بينما يتم جلب البقية، عبر السكك الحديدية والطرق البرية.
حقول القمح في منطقة روستوف الروسية. وتطالب موسكو بالسماح لها بتصدير منتجاتها من الحبوب ورفع العقوبات الغربية (رويترز)
وقال جورباتشيف: «لكن قبل الحرب كنا نصدر سبعة ملايين طن شهريا عبر موانئ البحر الأسود فقط». وأضاف أن هناك حاجة لتقليل التكاليف اللوجستية، لكيلا يقوم المزارعون الأوكرانيون بتقليص منطقة زراعة محاصيل الحبوب في الشهور القادمة. وقال أيضا إنه يجب على المجتمع الدولي أن يمارس ضغطا على روسيا لإعادة ممر الحبوب.
عقب محادثات مع وزراء الزراعة لدول الاتحاد الأوروبي في بروكسل قال فويتشوفسكي إن التكتل «مستعد للتصدير عبر ممرات التضامن إلى كل مكان تقريبا». ولفت فويتشوفسكي إلى أنه سيعد مقترحا لاستخدام أموال للاتحاد الأوروبي في «دعم تكاليف نقل» المنتجات الأوكرانية بواسطة قطارات وشاحنات عبر أراضي التكتل للحفاظ على انخفاض الأسعار.
وقال إن «الخطر يتمثل باستفادة روسيا من الوضع لأن تكلفة شراء الحبوب من روسيا قد تكون أقل مقارنة بشرائها من أوكرانيا». وأثار قرار الانسحاب الروسي من الاتفاق مخاوف من ارتفاع أسعار الأغذية في دول أميركا اللاتينية وأفريقيا.
أما جهود تعزيز سبل التصدير عبر الاتحاد الأوروبي فيخيّم عليها جدل على خلفية قيود مفروضة على بيع صادرات الحبوب الأوكرانية في خمس دول أوروبية شرقية، تثير غضب كييف.
وكان الاتحاد الأوروبي قد رفع الرسوم عن الصادرات الأوكرانية بعد بدء الغزو الروسي في محاولة لمساعدة كييف في الحصول على إيرادات تكتسي أهمية حيوية.
سفينة حبوب تدخل مضيق البسفور في 15 يوليو تخضع للتفتيش ضمن مبادرة البحر الأسود (رويترز)
لكن دول الاتحاد الأوروبي المحاذية لأوكرانيا عمدت إلى منع الواردات الأوكرانية على أثر اعتراض مزارعين محلّيين على تسبب تخمة الحبوب الأوكرانية بتراجع الأسعار.
قال وزير الزراعة السلوفاكي جوزيف بيرس لوكالة الأنباء الحكومية اليوم الأربعاء إن سلوفاكيا تسعى لدعم أوكرانيا في تصدير حبوبها للأسواق العالمية، بشرط ألا يكون ذلك على حساب قطاع الزراعة في البلاد. وعرض بيرس إقامة «ممرات تضامن» باستخدام الطرق والسكك الحديد والطرق البحرية لنقل الحبوب من أوكرانيا. لكنه أشار إلى أن هذه الطرق مرتفعة التكلفة نسبيا.