لجنة الفتوى : لا يجوز الصلح مع أسرائيل ١٩٥٦

profile
  • clock 14 مايو 2021, 12:00:22 ص
  • eye 1535
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ذكرى النكبة، ومع تصاعد العدوان الصهيوني الغاصب المدحح بكل قوى الشر، والدعوم بكل قوي الاستعمار الغربي،

 والمتحالف مغ قوى الرجعية العربية ومشايخ البترودولار، نجدد العهد والوعد ونؤكد الوعي بأن فلسطين عربية، وسنستعيدها حتما

وإن طال الزمان، وقد بدأت ملامحه في نبض الأمة المتجدد عبر انتفاضة الأقصى وحي الشيخ جراح، وباب العمود، والمقاومة التي تتوجه بكل صورايخا ضد مواقع الدولة الصهيونية،

 وصحوة وانتفاضة أهلنا وشعبنا العربي وعلى امتداد أرضنا العربية في كل فلسطين، وستتواصل مقاومتنا.

.وسنواجه كل الخونة والمطبعين والمهرولين والمستسلمين للبيت الأبيض والصهاينة.، ونؤكد أن "الوحدة" و"المقاومة" هي سبيلنا الوحيد لتحرير فلسطين.

اقرأوا هذه الصفحات لنستعيد إلى وعينا صفحات مضيئة من وعي الأمة وجهادها:

اجتمعت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر في يوم الأحد 18 جمادي الأولى سنة 1375 الموافق (أول يناير سنة 1956)

 برئاسة السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف عضو جماعة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية سابقاً (الموقع على الفتوى). وعضوية السادة أصحاب الفضيلة الموقعون على الفتوى:

الشيخ عيسى منون عضو جماعة كبار العلماء وشيخ كلية الشريعة سابقاً (شافعي المذهب)، والشيخ محمود شلتوت عضو جماعة كبار العلماء (حنفي المذهب)

، والشيخ محمد الطنيخي عضو جماعة كبار العلماء ومدير الوعظ والإرشاد (مالكي المذهب)، 

والشيخ محمد عبد اللطيف السبكي عضو جماعة كبار العلماء ومدير التفتيش بالأزهر (حنبلي المذهب)، وبحضور الشيخ زكريا البري أمين الفتوى.

وأصدرت فتواها التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد

(فقد اطلعت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف على الاستفتاء المقدم إليها عن حكم الشريعة الإسلامية في إبرام الصلح مع إسرائيل التي اغتصبت فلسطين من أهلها، 

وأخرجتهم من ديارهم، وشردتهم نساء وأطفالاً وشيباً وشباباً في آفاق الأرض، واستلبت أموالهم، واقترفت افظع الآثام في أماكن العبادة

 والآثار والمشاهد الإسلامية المقدسة، وعن حكم التواد والتعاون مع دول الاستعمار التي ناصرتها وتناصرها في هذا العدوان الأثيم،

 وأمدتها بالعون السياسي والمادي لإقامتها دولة يهودية في هذا القطر الإسلامي بين دول الإسلام، وعن حكم الأحلاف التي تدعو إليها دول الاستعمار،

 والتي من مراميها تمكين إسرائيل من البقاء في ارض فلسطين لتنفيذ السياسة الإستعمارية).

وتفيد اللجنة:

أن الصلح مع إسرائيل _ كما يريده الداعون إليه _ لا يجوز شرعاً، لما له من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه،

 والاعتراف بأحقية يده على ما اغتصبه، وتمكين المعتدي من البقاء على عدوانه.

وقد أجمعت الشرائع السماوية والوضعية على حرمة الغصب ووجوب رد المغصوب إلى أهله.

وحثت صاحب الحق على الدفاع والمطالبة بحقه.

ففي الحديث الشريف: «من قُتل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتل دون عرضه فهو شهيد».

وفي حديث آخر: «على اليد ما أخذت حتى ترد».

فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا ارض فلسطين، واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم،

 على أي وجه يُمكّن اليهود من البقاء كدولة في أرض هذه البلاد الإسلامية المقدسة، بل يجب عليهم أن يتعاونوا جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها،

 وصيانة المسجد الأقصى مهبط الوحي ومصلي الأنبياء الذي بارك الله حوله، وصيانة الآثار والمشاهد الإسلامية، من أيدي هؤلاء الغاصبين.

وأن يعينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى على الجهاد في هذا السبيل،

وان يبذلوا فيه كل ما يستطيعون، حتى تطهر البلاد من آثار هؤلاء الطغاة المعتدين.

قال تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).

ومن قصر في ذلك، أو فرط فيه، أو خذل المسلمين عنه، أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الاستعمار والصهيونية من تنفيذ خططهم ضد العرب والإسلام وضد هذا القطر العربي الإسلامي..

 فهو في حكم الإسلام: مفارق جماعة المسلمين، ومقترف لأعظم الآثام.

كيف ويعلم الناس جميعاً أن اليهود يكيدون للإسلام أهله ودياره اشد الكيد، منذ عهد الرسالة إلى الآن؟!

وانهم يعتزمون ألاّ يقفوا عند حد الاعتداء على فلسطين والمسجد الأقصى، وإنما تمتد خططهم المدبرة إلى امتلاك البلاد الإسلامية الواقعة بين نهري النيل والفرات.

وإذا كان المسلمون جميعاً _ في الوضع الإسلامي _ وحدة لا تتجزأ بالنسبة إلى الدفاع عن بيضة الإسلام، فإن الواجب شرعاً أن تجتمع كلمتهم لدرء هذا الخطر والدفاع عن البلاد واستنقاذها من أيدي الغاصبين:

قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)،

وقال تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن اوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)

وقال تعالى: (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً).

وأما التعاون مع الدول التي تشد أزر هذه الفئة الباغية، وتمدها بالمال والعتاد، وتمكن لها من البقاء في هذه الديار:

فهو غير جائز شرعاً لما فيه من الإعانة لها على هذا البغي والمناصرة لها في موقفها العدائي ضد الإسلام ودياره.

قال تعالى: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون)

وقال تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم،

 أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).صدق الله العظيم


التعليقات (0)