للخليج نصيب منها.. 4 محاور متوقعة لسياسات أردوغان الجديدة

profile
  • clock 4 يونيو 2023, 8:47:30 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

انتخابات تركيا كانت رائعة لكنها كانت أيضا مثير للانقسام بما أرسل رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدو أنها ستنعكس بوضوح على سياساته الخارجية المستقبلية، ومن هنا يتوقع أن يواصل تلك السياسة الخارجية المستقلة، لكن مع الاستمرار في السعي لتقليل المواجهات.

هكذا يلخص تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، والذي توقع علاقات جيدة لتركيا خلال الفترة المقبلة مع روسيا والخليج بشكل خاص.

ونقل التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، عن مصادر متعددة أن سياسيات أردوغان الخارجية المستقبلية ستستند على أربعة أسس هي: تنويع حلفاء البلاد؛ منع الأزمات الدبلوماسية الكبيرة؛ الإسراع بجهود المصالحة مع سوريا ومصر ودول الخليج، وفوق كل شيء، التمسك بالاستقلال.

وعلى الرغم من أن العقد الماضي كان تصادميًّا، بحسب الموقع، فإن هناك شعورًا عامًّا من المسؤولين الأتراك بأنه تم الوصول إلى أرضية مشتركة مع العديد من المنافسين الإقليميين لتجنب المواجهات المباشرة، كما يقول التقرير.

3 مجالات للاستقلال عن الغرب

ويرى جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص السابق للتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة" أن "تركيا ستنتهج سياسة خارجية مستقلة".

ويتجلى هذا الاستقلال عن الغرب في ثلاثة مجالات رئيسية:

أولًا: تطالب تركيا بتسليم عدد من المتهمين بالإرهاب من قيادات وأفراد تنظيمات كردية مقيمين في السويد، مقابل قبول الدولة الاسكندنافية في "الناتو".

ثانيًا: تحث أنقرة باستمرار الولايات المتحدة على وقف دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي، الجماعة التي تسيطر على شمال شرقي سوريا وتعُدّها تركيا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

ثالثًا: يحتفظ أردوغان بعلاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويرفض الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

وردًّا على ذلك، أجّلت الولايات المتحدة بيع طائرات حربية من طراز "إف 16" لتركيا.

ووفقًا لصحيفة (حريت)، فإن محادثة هاتفية أُجريت مؤخرًا بين أردوغان والرئيس الأمريكي جو بايدن، أعرب فيها الأخير عن رغبته في دفع صفقة "إف 16"، مشيرًا إلى أن التصديق على انضمام السويد إلى الناتو كان شرطًا مسبقًا.

وقال بايدن للصحفيين في وقت لاحق: "أخبرته أننا نريد صفقة مع السويد، لذلك دعونا ننجز ذلك".

أما فيما يتعلق بالاتحاد الأوربي، فإن القضايا الرئيسية تظل في المقدمة خاصة اتفاق اللاجئين لعام 2016، والمأزق الطويل الأمد بين تركيا واليونان بشأن الحدود البحرية.

ويتوقع التقرير أن يعطي أردوغان الأولوية للحفاظ على علاقات مستقرة مع دول الاتحاد، والتمسك بالاتفاق الذي يهدف إلى منع اللاجئين من الوصول إلى أوربا.

وبالنسبة لمسألة السويد، يشير الموقع إلى أن أردوغان من المتوقع أن يمضي قدما للموافقة على انضمامها إلى "ناتو"، مقابل أن تتخذ السويد إجراءات لمنع المظاهرات المناهضة لتركيا من قبل أنصار حزب العمال الكردستاني.

ومن المنتظر أن تطالب تركيا الاتحاد الأوروبي تبسيط إجراءات طلب التأشيرة "شنجن"، حيث يتهم أردوغان أوروبا بابتزازه عبر ذلك الملف.

أزمة روسيا وأوكرانيا

سلكت تركيا مسلكا متوازنا فيما يتعلق بالتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا منذ البداية، فبينما باعت أنقرة طائرات مسيّرة مسلحة لأوكرانيا، وامتنعت عن فرض أي عقوبات على روسيا.

وأوضح الموقع أن الصفقة التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة للسماح بالتصدير الآمن للحبوب من موانئ البحر الأسود الأوكرانية عززت موقف أنقرة.

وأكد مسؤولون أتراك للموقع أن بعض دول الاتحاد الأوربي تؤيد استمرار تركيا في هذه السياسة لأنها تمكنهم من الدخول في مناقشات مع موسكو عبر الوساطة التركية.

الشرق الأوسط

كانت تركيا من أشد المؤيدين للانتفاضات الشعبية في المنطقة العربية، حيث قدمت دعمها للحكومات في ليبيا وتونس ومصر التي أعقبت الربيع العربي، مما أدى إلى مواجهة بين أنقرة والعديد من دول الخليج التي كانت داعمة لمختلف الثورات المضادة.

ويقول "ميدل إيست آي" إنه منذ أشهر شرع أردوغان في عمليات مصالحة مع دول مثل مصر وسوريا والإمارات والسعودية، لكنه في المقابل أكد أن التقارب مع دول الخليج ومصر لا يعني أن تركيا ستتخلى عن نفوذها العسكري في دول مثل ليبيا أو الصومال.

ومع أبوظبي والرياض، تضمن أنقرةتوقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى تأمين وديعة بقيمة 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي.

ويقول الموقع إن  إعادة العلاقات الوثيقة مع دول الخليج ليست مفيدة فقط لتركيا ولكن أيضًا للإمارات والسعودية، فالإولى  والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى  لم تعد ترغب في مواصلة المواجهات العسكرية في ليبيا وبدلاً من ذلك تدرك قيمة خبرة تركيا ومعرفتها في صناعة وتكنولوجيا الدفاع.

كلمات دليلية
التعليقات (0)