- ℃ 11 تركيا
- 23 نوفمبر 2024
لماذا يركز الاحتلال مؤخرا على مخيمات الضفة الغربية؟ خبراء يجيبون
لماذا يركز الاحتلال مؤخرا على مخيمات الضفة الغربية؟ خبراء يجيبون
- 12 يوليو 2024, 11:57:52 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رأى عدد من المحللين والسياسيين أن "استهداف الاحتلال لمخيمات الضفة عموما وشمالها على وجه الخصوص، نابع من تحولها لأيقونة للمقاومة، ومثل أعلى ملهم للأجيال، ومصدر ألم وإزعاج لقوات الاحتلال، ونموذج لرفض كافة أشكال التفريط والتعايش مع الاحتلال".
حيث أكّد الكاتب والمحلل السياسي رائد نعيرات، أن "المقاومة بدأت ومنذ خمس سنوات من المخيمات وترعرعت فيها واستطاعت أن تنتج حالة مغايرة للمقاومة السابقة من حيث القوة والتبعية، بالإضافة إلى التوزع الجغرافي لمخيمات الشمال وقربها من مدن عرف عنها قيادة للمقاومة مثل جنين وطولكرم ونابلس".
وبحسب نعيرات فإن "استهداف المخيمات يأتي في سياق محاولة إنهاء فكرة المخيم والعودة ولكن بعد السابع من أكتوبر فشلت فشلا ذريعا".
وأشار إلى أن "تعمد الاحتلال تدمير المخيمات؛ هدفه قتل الحاضنة الشعبية، والتأثير على التعاطف الشعبي المؤيد للمقاومة، ليس فقط داخل المخيمات بل في كافة مناطق الضفة".
ورأى نعيرات بأن "المرحلة المقبلة ستتوسع فيها المقاومة وتنتقل للقرى والمناطق المحاذية للمستوطنات، تزامنا مع نمو المستوطنات وتوسع الاستيطان، وما يتعرض له الفلسطيني من مضايقات ومعيقات وإجراءات احتلالية".
من جانبه قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصر الله، إن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية أطلقت خطة لإنهاء الصراع أسمتها خطة الحسم، وهي تقوم بتطبيقها في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967".
وأضاف "تشمل الخطة القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، وإنهاء كافة ملفات القضية وعلى رأسها قضية اللاجئين من خلال استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتجفيف مصادر تمويلها وتدمير مؤسساتها، وإلصاق تهم الإرهاب بموظفيها".
وبحسب نصر الله فإن "استهداف المخيمات الفلسطينية كمكان مؤقت للاجئين، وتدمير البنية التحتية للمخيمات، وجعلها بيئة غير قابلة للحياة البشرية، والعمل على استهداف السكان من خلال عمليات الاعتقال والاغتيال والقتل يأتي في إطار استهداف قضيتهم ووجودهم".
وتابع "كل المخيمات تحت دائرة الاستهداف الإسرائيلي وليس فقط مخيمات شمال الضفة الغربية، رغم أن التركيز الآن على مخيمات الشمال، وأعتقد أن الهدف الاستراتيجي وراء كل هذا العدوان هو الضغط المباشر على اللاجئين في محاولة لترحيلهم إلى خارج فلسطين، كما فعلت عام 1948".
وبدوره قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (أحد فصائل منظمة التحرير)، زاهر الششتري، إن "خشية الاحتلال من تطور المقاومة في الضفة وتطويرها وبالتالي ضرب المستوطنات أكثر ما يدفع الاحتلال لاستهدافها وتنفيذ الجرائم بحقها".
وأردف "هناك تصاعد واضح للمقاومة في مخيمات شمال الضفة، قابله حالة من الجنون الإسرائيلي الذي صعّد من هجماته وجرائمه على الأرض وتوازياً مع تصريحات قادة الاحتلال التي طالبت بالتعامل معها بذات الأسلوب الذي تتعامل فيه مع قطاع غزة".
ومن الجدير بالذكر بأنّ الاحتلال صعّد في الأسابيع الأخيرة من استهدافه لمخيمات الضفة الغربية من خلال عمليات الاجتياح وتدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى استخدامه لسلاح الطيران في التعامل مع المقاومين فيها، وصولا الى عدد الشهداء الذين ارتقوا خلال تلك الاجتياحات.
وتصعد قوات الاحتلال من جرائمها واقتحاماتها في الضفة الغربية منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 279 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 38 ألفا و345 شهيدا، وإصابة 88 ألفا و295 آخرين، إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
قدس برس