- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
لمساعدتها في الحرب... الغرب يسعى لتطبيق النموذج الأمني الإسرائيلي في أوكرانيا
لمساعدتها في الحرب... الغرب يسعى لتطبيق النموذج الأمني الإسرائيلي في أوكرانيا
- 22 مايو 2023, 1:12:24 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مع دخول أوكرانيا مرحلة محورية في حربها مع روسيا، يتحد قادة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حول رؤية لتعزيز الدفاعات الأوكرانية والسعي لضمان مستقبل مستقل للبلاد. وحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن القادة الغربيين (بمن فيهم الرئيس الأميركي جو بايدن) قارنوا النموذج الأمني المطروح لأوكرانيا بالنموذج الإسرائيلي اليوم. خلال الأشهر الماضية من الحرب، احتلت المعركة الطاحنة على باخموت مركز الصدارة، لكن بعد أن سقطت المدينة الأوكرانية، التي دُمرت إلى حد كبير، في أيدي مجموعة المرتزقة الروسية «فاغنر» خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدأ التركيز على تحد أوسع: كيفية تحويل البلاد إلى حصن ضد العدوان الروسي.
قال الرئيس البولندي أندريه دودا في مقابلة مع الصحيفة، إن اتفاقية أمنية على الطريقة الإسرائيلية لأوكرانيا ستعطي الأولوية لعمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة. ستكون هذه الاتفاقية الأمنية مرتبطة بعملية الانتقال نحو عضوية مستقبلية في «الناتو» لأوكرانيا، لكنها لن تصل إلى جعل الحلف طرفاً في أي صراع مع روسيا، وفقاً لمسؤولين غربيين مطلعين على المحادثات.
قال دودا، الذي كان أحد أقوى المؤيدين لأوكرانيا في جهودها لصد الغزو الروسي، إن «المناقشات حول هذه القضية مستمرة الآن».
الرئيس البولندي أندريه دودا (إ.ب.أ)
لم يذكر دودا بالتفصيل الأسلحة أو التكنولوجيا التي قد يتم نقلها إلى أوكرانيا بموجب الاتفاقية، لكن بولندا زودت كييف بالفعل بطائرات «ميغ-29» السوفياتية، من بين معدات دفاعية أخرى. وفي الأسبوع الماضي، أخبر بايدن نظراءه في «مجموعة السبع» أن الولايات المتحدة ستدعم تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة طائرات «إف-16»، وهي خطوة أساسية لتشغيل المقاتلات الأميركية الصنع.
اتفاقية أمنية على الطريقة الإسرائيلية لأوكرانيا ستعطي الأولوية لعمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة
الرئيس البولندي أندريه دودا
حذر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أول من أمس، من أن إرسال طائرات «إف-16» إلى أوكرانيا سيؤدي إلى تصعيد الصراع. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عنه قوله: «نرى استمرار الدول الغربية في التمسك بسيناريو التصعيد الذي ينطوي على مخاطر جسيمة بالنسبة لها».
مع احتمال عدم دخول أوكرانيا في «الناتو» قبل سنوات، ستكون مجموعة من الترتيبات الأمنية الملزمة وسيلة لمساعدة الجيش الأوكراني على الفور، في حين يستعد لهجوم مضاد يهدف إلى طرد روسيا من الأراضي التي طالبت بها بعد اجتياح البلاد العام الماضي.
يأتي الضغط من أجل اتفاقية أمنية مع تحرك الغرب لزيادة دعمه لكييف، بما في ذلك توفير الدبابات وأنظمة الدفاع الجوي الأميركية والألمانية المتطورة، وزيادة إنتاج القذائف والذخيرة اللازمة على الخطوط الأمامية. كل ذلك جزء من مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الغربية التي تهدف إلى ضمان أن تحدد أوكرانيا، وليس روسيا، مستقبلها.
جانب من اجتماع زعماء «الناتو» في مدريد العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
وقال دودا إن بايدن، الذي زار بولندا في فبراير (شباط)، ناقش مفهوم النموذج الإسرائيلي، الأمر الذي اكتسب اليوم زخماً بين الحلفاء الغربيين احتل جزءاً من جدول أعمال قمة «الناتو» المنوي عقدها في يوليو (تموز) في ليتوانيا. وقال مسؤولون مطلعون على المحادثات، إن الاتفاقية الأمنية - التي تستند إلى اقتراح يُعرف باسم ميثاق كييف الأمني - من المتوقع أن يتم التوقيع عليها بعد القمة.
قال مسؤول في الإدارة الأميركية، إن مناقشة النموذج الإسرائيلي ظهر كوسيلة لمعالجة جوهر القضايا الأمنية لأوكرانيا، بعد إدراك أن كييف لن تدخل إلى الحلف كعضو قريباً، لكن المسؤول قال إنه حتى لو استند بشكل فضفاض إلى النموذج الأمني الإسرائيلي، فإن ملامح اتفاق الدفاع الأوكراني تظل غير واضحة، مضيفاً: «ما زلنا نناقش مع أوكرانيا والحلفاء والشركاء الشكل الذي سيبدو عليه النموذج».
إسرائيل ليست عضواً في «الناتو»، والولايات المتحدة ليست ملزمة بمعاهدة لمساعدة الدولة، لكن على مدى عقود تمتعت إسرائيل بعلاقة خاصة مع الولايات المتحدة باعتبارها الشريك الأقوى لواشنطن في الشرق الأوسط، وهي أيضاً أكبر متلقٍّ للمساعدات الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية. تم تحديد المساعدة الأميركية لإسرائيل حالياً في اتفاقيات مدتها 10 سنوات، وأحدثها يلزم واشنطن بتقديم 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية بين عامي 2019 و2028.
الهدف ردع فلاديمير بوتين
يقول مسؤولون غربيون إن ترتيباً مشابهاً لأوكرانيا قد يغير حسابات صراعها الحالي مع روسيا. ويهدف إلى ثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إطالة الحرب على أمل تأكّل الدعم السياسي لأوكرانيا في الولايات المتحدة، التي تتجه لإجراء انتخابات رئاسية العام المقبل.
صرح الرئيس فولوديمير زيلينسكي مراراً وتكراراً بأن هدف أوكرانيا هو استعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ورفض فكرة وقف إطلاق النار مع روسيا، بحجة أن أي توقف في القتال سيسمح لجيش موسكو المنهك بإعادة تجميع صفوفه وشن المزيد من الهجمات.
الولايات المتحدة الضامن الرئيسي للترتيب
تمت صياغة مفهوم النموذج الإسرائيلي لأول مرة في سبتمبر (أيلول) من قبل أندريه يرماك، أحد كبار مساعدي الرئيس زيلينسكي، وأندرس فوغ راسموسن، رئيس «الناتو» السابق، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر. وقال يرماك للصحيفة في بيان: «أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية صارمة ودائمة». وأضاف أن مثل هذه الضمانات يجب أن تظل سارية حتى تنضم بلاده إلى «الناتو». قال العديد من المسؤولين الأوروبيين، إن زيلينسكي سيحضر قمة «الناتو» في ليتوانيا، حيث من المتوقع أن ينشئ الحلف هيئة جديدة تُعرف باسم مجلس «الناتو - الأوكراني» الذي سيكون بمثابة بوابة للعضوية المستقبلية.
قال فابريس بوثير، المسؤول السابق لسياسة «الناتو» ومساعد راسموسن في صياغة الاقتراح وعرضه على بعض الحكومات الغربية، إن الولايات المتحدة ستعمل كضامن رئيسي للترتيبات الأمنية بمشاركة أعضاء «الناتو» الأوروبيين. وقال مسؤولون كبار في عدة عواصم أوروبية، بما في ذلك باريس وبرلين، إنهم وافقوا من حيث المبدأ على الخطة، التي ستشمل سلسلة من الضمانات الثنائية في إطار متعدد الأطراف.
قال «الناتو» وأوكرانيا ومسؤولون آخرون، إنهم يتوقعون أن تشمل الأطراف في اتفاق الضمان الأمني، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا. وسبق أن أعرب مسؤولون أوكرانيون عن انفتاحهم على فكرة الضمانات الأمنية كرادع ضد العدوان الروسي. قال الجنرال فاليري زالوجني، قائد القوات المسلحة الأوكرانية، إنه بعد استعادة أراضيها السيادية، يجب أن تصبح أوكرانيا دولة ذات جيش حديث قوي قادر على درء أي عدوان روسي في المستقبل.
تؤكد كييف على الحاجة إلى التزامات ملموسة من جانب الدول الغربية، بالنظر إلى تاريخها مع الضمانات الأمنية. ساعدت الولايات المتحدة في إقناع أوكرانيا عام 1994 بالتخلي عن أسلحتها النووية، وقدمت لها ضمانات أمنية إلى جانب المملكة المتحدة وروسيا. انتهكت موسكو هذا الاتفاق عندما ضمت شبه جزيرة القرم ونقلت وحدات عسكرية إلى شرق أوكرانيا في عام 2014.
وقال بوثير إن نجاح الاتفاق سيعود إلى التفاصيل. وأضاف: «يجب أن يكون الاتفاق ملزماً بما يكفي ليكون ذا مصداقية، وإلا فإن الروس لن يأخذوه على محمل الجد، ولن يردعهم ويمنع حرباً أخرى».
منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، دفعت الحكومة الأوكرانية باتجاه الانضمام إلى عضوية «الناتو». قدم زيلينسكي العام الماضي طلباً رسمياً إلى الحلف، لكن الولايات المتحدة وأعضاء آخرين أوضحوا أن العملية ستستغرق وقتاً.