- ℃ 11 تركيا
- 27 ديسمبر 2024
لواء احتياط صهيوني: سلاح الجو لن يحسم المواجهة مع الحوثيين
لواء احتياط صهيوني: سلاح الجو لن يحسم المواجهة مع الحوثيين
- 26 ديسمبر 2024, 3:44:04 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اللواء احتياط تامير هايمن - القناة ١٢ العبرية
الضربة التي نفذها الجيش الإسرائيلي، ليلة الخميس الماضي، في اليمن هي رد لائق وتشكّل درجة إضافية في تصعيد الردود من جانب إسرائيل على إطلاق الصواريخ من جانب الحوثيين، لكنها ليست كافية لتغيير الواقع؛ وفي الواقع منذ اللحظة التي أعلن فيها الحوثيون فرض الحصار البحري على إسرائيل، فإنهم أعلنوا الحرب عملياً. وكان يجب إزالة الحصار في أسرع وقت ممكن عبر استعمال قدرات الجيش، مع التشديد على سلاح البحر، لكن بسبب الضغط الكبير على المنظومة الأمنية والرغبة في منح الائتلاف الدولي المجال للعمل ضد الحوثيين، فقد امتنعت إسرائيل من الرد لأشهر طويلة، ولم يحضر الرد الإسرائيلي الأول إلاّ بعد أن نجحوا في قتل مواطن إسرائيلي. ومنذ ذلك الوقت، ضربت إسرائيل مرتين، وفي جميع الحالات كان الرد عبارة عن استهداف بنى تحتية وطنية تجارية ولها علاقة بالطاقة.
وفي المقابل، فإن الائتلاف الدولي الواسع يفرض على نفسه محددات باستهداف القدرات العسكرية للحوثيين، وحتى وقت قصير، اقتصر هذا النشاط على إزالة تهديدات أو حماية طرق الملاحة.
هناك أمران غائبان كلياً عن طريقة العمل في المعركة ضد الحوثيين: ضرب المرسل؛ أي إلحاق الضرر بإيران التي تمول وتؤدي دور الروح الحية التي تقف وراء الصواريخ من اليمن. وإن الائتلاف الدولي، وأيضاً إسرائيل، يردون مباشرة ضد الذراع، وليس ضد اليد التي تحرك كل شيء. أمّا الأمر الثاني، فهو عدم تدمير القيادة والسيطرة، وضرب القدرات العسكرية بصورة كبيرة؛ بما معناه، لا توجد عملياً معركة واسعة ومستمرة لإضعاف الحوثيين بصورة تفرض عليهم ضغوطاً متصاعدة كما حدث مع بقية أعداء إسرائيل في الحرب الحالية.
ما يجب القيام به هو معركة مستمرة وليس حملة منفردة، ومن أجل معركة كهذه، يجب أن تكون هناك قدرات استخباراتية ودقيقة جداً، وهذه القدرات، وإلى مسافات كهذه، تتطلّب تجهيزات متعددة. وبكلمات أُخرى؛ عند الاختيار بين سلاح الجو وسلاح البحر، هناك أفضلية أكبر في هذه المجالات لسلاح البحر، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى قدرات عسكرية تتعامل مع الحوثيين كمنظومة عسكرية؛ أي أن المطلوب هو مسائل عملياتية تسمح بتغيير جوهري على صعيد الدافع، وأيضاً القدرات لدى الحوثيين: من هم الضباط؟ وكيف تعمل اللوجيستيات؟ وأي قدرات تسمح بتنفيذ إطلاق الصواريخ هذه؟ وكيف يمكن عزل ساحة عمل الحوثيين في اليمن؟ وهل يمكن تهديد ضباطهم وقيادتهم بصورة مباشرة كما أثبتت إسرائيل سابقاً؟
على الصعيد الاستراتيجي، من الواضح أن صفقة تبادل الأسرى ونهاية الحرب في غزة ستنهي الحرب ضد الحوثيين أيضاً. ومن دون أن تكون هناك علاقة للحوثيين بهذا الأمر، فإن إعادة المخطوفين هي المهمة الأهم والأكثر أخلاقية. لكن هذا لا يكفي؛ بل أيضاً يجب إبراز قوة من نوع مختلف في مواجهتهم، ومنها قدرات موجودة لدى سلاح البحر في الميدان، تغتال الضباط، وتستنزف القدرات، وتشدد على أن هناك ثمناً يُدفع بسبب الحصار البحري على إسرائيل وهو باهظ. لا نستطيع أن نسمح لأنفسنا بأقل من ذلك.