- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
ليبراسيون: الحرب في أوكرانيا.. تهديد حقيقي أم مجرد خدعة؟
ليبراسيون: الحرب في أوكرانيا.. تهديد حقيقي أم مجرد خدعة؟
- 26 ديسمبر 2021, 11:21:33 ص
- 411
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تحت عنوان: “هل تمثل الحرب في أوكرانيا تهديدا حقيقيا أم هي مجرد خدعة؟”، قالت صحيفة ‘‘ليبراسيون’’ الفرنسية، إنه بالإضافة إلى الضغط على الغرب، يستخدم الكرملين حملة دعائية لتوجيه الرأي العام الروسي على أنه ثمة تهديد يحدق ببلادهم، في شكل صراع مسلح حتمي مع الجارة أوكرانيا، في استراتيجية تجعل من العودة للوراء أمرا صعبا.
وأضافت الصحيفة أن مسودة الاتفاقية التي عرضتها روسيا على الولايات المتحدة في 17 من ديسمبر الجاري، والتي تشمل مقترحات بشأن ‘‘الضمانات الأمنية’’ بين روسيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، تعد بمثابة إنذار نهائي.
تتضمن المسودة ستة عشر التزاما متبادلا على الورق، لكن في الواقع ترقى الالتزامات إلى سلسلة من التنازلات أحادية الجانب من جانب واشنطن، من خلال نبذ نشر الأسلحة النووية خارج أراضيها، والتخلي عن تمركز القوات في مناطق يمكن اعتبارها تهديدا لأمن الطرف الآخر، وحصر السفن الحربية في مياهها الإقليمية، وعودة افتراضية إلى التوازنات الاستراتيجية للحرب الباردة.
وتعتبر مسودة الاتفاقية هذه بمثابة إنذار نهائي أيضا، لأن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، يؤكد في الوقت نفسه أن روسيا ‘‘مستعدة لاستخدام القوة’’ في حال عدم تلقيها خلال شهر، الضمانات التي تطلبها.
وتابعت ‘‘ليبراسيون’’ متسائلة عما إذا كانت الحرب حتمية؟ حيث قالت في هذا الصدد، إنه “بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية الروسية، فهي على أي حال تحاول إقناع السكان بذلك. فعلى شاشة التلفزيون، يصور دعاة النظام أن روسيا تتعرض لمضايقات من طرف الغرب الناقم على روسيا، وأيضا من طرف نظام أوكراني ليس سوى دمية في أيدي الغرب، لذا تجبر روسيا على الدفاع عن نفسها بقوة السلاح”.
وهي رسالة يبدو أنها قد مرت. ووفقاً لدراسة أجراها معهد ليفادا للاستطلاعات في 14 ديسمبر، يشير إلى أن 75 في المئة من الروس يعتقدون بأن الحرب ممكنة، بينما يعتقد 66 في المئة منهم، أن الناتو أو كييف هما المسؤولان، وفقط 7 في المئة منهم يرون ذلك خطأ روسياً أو من الانفصاليين الذين تدعمهم موسكو.
من جانبه، يعلن فلاديمير بوتين أمام الكاميرات: ‘‘سينشر الأمريكيون صواريخهم في أوكرانيا، وسيسلحون المتطرفين ويطلقونها على روسيا في أول فرصة”. وأضاف بوتين أن “بلاده لن تستطيع البقاء مكتوفة الأيدي’’. هذا الإعلان له أهداف داخلية حسب المحلل السياسي إيفان دافيدوف، وهو إخبار الروس بأن موسكو تقترح على الغرب العيش في وئام ولكن الأخير يتجاهل دعواتها، من هنا يطلب بوتين من مواطنيه الالتفاف حول قائدهم الحبيب، ونسيان الصعوبات المؤقتة؛ لأن العدو على الأبواب.
فبحسب روسيا، فإن أوكرانيا تسعى إلى ربح الوقت مع تزايد قوة جيشها، وأصبحت أكثر اندماجا في الجهاز العسكري لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من احتجاجات موسكو، التي تعتبر انضمام كييف إلى حلف الناتو تهديدا لأمن روسيا.
لذا يدفع الرئيس الروسي إلى نزع السلاح عن أوكرانيا على غرار ما حدث مع فنلندا إبان الحرب الباردة، وإنشاء ‘‘منطقة عازلة’’ بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، فإن الرهان خطير، حسب ألكسندر غولتز، المتخصص في القضايا العسكرية، حيث من المحتمل أن يدلي الأمريكيون بردّهم هذا الأسبوع، وسيكون بالتأكيد مختلفا تماما عن الموقف الروسي. من هنا، سيكون الكرملين أمام خيارين: إما الجلوس إلى طاولة المفاوضات، حيث سيتم رفض مشروعه الحالي بالتأكيد. أو الاستمرار في التصعيد والاقتراب بشكل لا يقاوم من ضربة عسكرية، وهو خيار مكلف لكنه غير مستبعد.
فإذا لم تستطع روسيا تحمل غزو أوكرانيا، فيمكنها هزيمة جيشها وإجبار كييف على قبول ظروفها الجيوسياسية. وسيتعين على الغرب فقط أن يعارضها بفرض عقوبات اقتصادية. فعلى عكس بوتين، فإن القادة الأوروبيين والأمريكيين مسؤولون أمام شعوبهم، ولن يشاركوا في نزاع مسلح مع موسكو، في حالة الحرب، سيكون الجيش الأوكراني وحيدا على الأرض.
أما بالنسبة لمدى فعالية أي عقوبات على روسيا، فيجب الأخذ في الاعتبار أن الاقتصاد الروسي اعتاد عليها منذ عام 2014.
القدس العربي