- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
مأمون الشناوي يكتب : في الثلاثين من يونيو.. كيف حالنا ؟!!
مأمون الشناوي يكتب : في الثلاثين من يونيو.. كيف حالنا ؟!!
- 3 يوليو 2021, 5:03:54 م
- 726
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لي صديق كان خفيف الظل قبل أن ينتسب إلى جماعة الإخوان علي كَبر ، ليكتسي وجهه بكآبة مُتجهمة ولسانه بزفارة مُستجدة ، إذا هاجمت الحكومة صِرتُ في نظره { العقاد } ، وإذا ماهاجمت جماعته نَعتَني ب{ أحمد موسي } ، ذلك لأن ميزان عقله مُختل ، وقد اتخذ إلهه هواه فأضله عن العدل والإنصاف وسواء السبيل ، كما أضل الآلاف من إخوانه !!.
وأنا لايسعدني هذا التشبيه وإن كنت أفتخر به ، ولا يؤلمني ذاك الآخر لأنني أكثر مَن يُهاجم هذا النمط من الغلوّ الإعلامي الصاخب والفاشل والمُنفر !!.
وأنا أكتب قناعاتي وفق رؤيتي ومتابعاتي ووفق ثقافتي وبوازع من وطنيتي وضميري وفقط ، وبلا إملاءات ولا لحساب أحد ولا بمقابل ، وقد أصيب وقد أخطئ ، فإن وافق رأيي رأيك - عزيزي القارئ - فلابأس ، وإن خالفك فما عليك إلا أن تسجل رأيك دون الانشغال بشخصي ، فالرجال يُعرفون بالحق ، وليس العكس !!.
وكان لابد لي أن أقف في هذا الثلاثين من يونيو لأتساءل كيف حالنا ، وكيف أصبحنا ، وماذا جنينا بعد سبع سنوات مرّت ، وفيم أخفقنا !!.
ولست بحاجة إلى استعراض الإنجازات التي هي في نظر غيري إعجازات ، من طُرق وكباري وأنفاق وبنية تحتيّة ومساكن ، وإنهاء لمعضلة العشوائيات وقهر فيروس C وغيرها !!.
وأنا أضيف ، أن مصر كانت علي وشك الإنهيار والتفكك والضياع في غياهب حرب أهلية طاحنة ، فصارت اليوم دولة متماسكة صلبة قوية يحسب لها الجميع ألف حساب ، وكان ذلك وحده كافياً لأن تتوج الناس الرئيس { السيسي } بطلاً شعبيّاً وتاريخيّاً !!.
وأن الرئيس { السيسي } هو الذي أكمل حرب أكتوبر المجيدة ؛ حيث وصل الجيش المصري لأول مرة بعد معاهدة السلام مع الصهاينة إلى حدوده الدولية مع فلسطين بكامل عَتاده ، بعد أن كانت طائرة الرئيس مبارك لا تُحلق إلى شرم الشيخ إلا بعد الإذن لها من إسرائيل !!.
لكنني كنت أتمني أن الرئيس الذي يفتتح كوبري يفتتح أيضاً مدرسة ( حكومية ) أو جامعة ( حكومية ) أو مستشفي ( حكومي ) جيّد أو مكتبة ، وأن يلتقي بالمثقفين والمفكرين الذين هم عقول الأمة ، وأن يكون للفلاح مساحة علي الخريطة السياسية المصرية تليق بعطائه !!.
كما تمنيت - ولازلت أتمني - أن يلتحم الرئيس بشعبه أكثر بزيارة المحافطات المصرية المختلفة !!.
وألا تستمرئ مصر الاقتراض من البنك الدولي لأنه جهة سياسية استعمارية أكثر منه جهة مالية !!.
وألا يكون في مصر مُعتقَل رأي واحد ، وأن يُطلَق سراح كل المعتقلين السياسيين فقد مضي هذا الزمن البغيض إلى غير رجعة !!
وأن تتعامل الدولة مع رجال الأعمال بقوة أكثر ، وتجبرهم علي المشاركة الفعلية في حلّ مشاكلنا الاقتصادية بفرض ضرائب تصاعدية أو بالوسيلة التي تراها !!.
وأن تكف عن الجباية من الشعب المُنهك الغلبان ، وتُخرج يدها من جَيبه الفارغ !!.
وأن تكون أكثر شفافية معنا في موضوع سد أثيوبيا ، وتطمئننا !!.
أما حال الناس فقد زادت معدلات الفقر كما تعلن الحكومة نفسها ، وأنضمت فئات كانت مستورة إلى الفئات الكادحة !!.
سيقول قائل ، ولماذا إذن لايغضب الناس ولايثورون ، أقول :
هذا لأنهم قد أنهكوا بعد قيامهم بثورتيّن كبيرتيّن في عاميّن ، وخلع رئيسيّن وإيداعهما السجن حتي ماتا ، كما أن الناس باتت تلهث وراء لقمة عيشها مع زيادة أعباء الحياة ، والخوف من الفقر الذي عشش في النفوس يمنعهم ، كما أنهم يقارنون بين حال بلادنا والبلاد الأخري ، فيحمدوا الله علي نعمائه ، أن لهم وطناً يحتويهم ويضمهم ، وأنهم ليسوا في خيام ولا معسكرات إيواء ، ولاهم لاجئين ، وهم قانعون بذلك حتي لو أكلوها ب ( دُقة ) كما قال لي واحد من أهالينا البسطاء ، وأنا أصدق البسطاء !!.