مأمون الشناوي يكتب : مليار تايه يا اولاد الحلال !!

profile
مأمون الشناوي كاتب وشاعر
  • clock 19 يونيو 2021, 11:40:30 م
  • eye 970
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

كدت ألقى بنفسي من النافذة وأنا أقطن في الطابق السابع ، مما يعني قضاءً محتوماً لا محيص عنه ؛ وأنا أستمع إلى السيد الهُمام { الزناتي خليفة } أو { خلف الزناتي } نقيب السادة المعلمين ، وهو يُصرّح في برنامج شهير ومع إعلامي خطير  - وقد سمعته بعظمة أذني التي سيأكلها الدود  - أن هناك مليار جنيه من أموال النقابة راحت  ؛ لانعرف أين راحت !!.

 ويسأله المذيع مُندهشاً : (  راحت فين وازاي ) !!.

فيهز السيد النقيب أكتافه في بلاهة ، تشبه بلاهة [ الواد محروس ] الذي كان يعيش في مقابر قريتنا ، ومع إلحاح المذيع يُصرّح فخامته بأن هذا المليار راح في زمن النقيب السابق عليه !!.

ملياااار جنيه جنيه يازناتي راحت ، ولا أحد يعرف مصيرها ، الله يخرب بيتك !!.

ملياااار جنيه !!.

الله يرحم [ خالتي هنومة ] التي كانت إذا ضاعت منها فرخة ، تظل تبحث عنها علي سطوح الجيران وفي أحواش طيورهم مدة أسبوع كامل ، لا تأكل فيه ولا تستحم ، وتُحرّم نفسها علي زوجها ، وتربط رأسها بشال أسود ، وتنصب مراسم حِداد مُقيم تتقبل فيه العزاء والمواساة من نسوة الحيّ !!.

ملياااار جنيه يازناتي الغبرة !!.

وأنت تقولها هكذا ببساطة وبلادة تُحسد عليها !!.

أتعرف يعني إيه ملياااار  يازناتي ، يعني واحد وأمامه تسعة أصفار !!.

يعني كمية من البنكنوت تملأ مكتبك الفخيم هذا حتي السقف !!.

يعني يمكن أن نبني به ألف مدرسة فاخرة !!.

يعني يمكن أن نُشيّد به ألف مصنع كبير حديث ، ونزوّج به مائة ألف شاب !!.

مليار جنيه راحت يازناتي وأنت لاتحرك ساكناً ، وكل مافعلته أنك تهزّ أكتافك شامتاً في النقيب السابق  !!.

مليار جنيه راحت ، وأنتم تعطون للمُعلم مائةً وعشرين جنيهاً كل شهر كمعاش للنقابة ، تصرفونها كل ثلاثة أشهر ، وتأكلون كل عام دفعة في بطونك العفنة ، آخرها دفعة ابريل الفائت ، وقبلها دفعة ابريل ٢٠١٧ وقلت عنها أنكم لن تدفعوها لأنها بأثر رجعي وهذا منتهي النصب !!.

هذا المُعلم الذي تلهفون من راتبه الهزيل سبعة في المائة لو أنه استثمرها في مِعزة من يوم تعيينه حتي خروجه إلى المعاش لصارت عنده مزرعة مواشي تدر عليه الملايين !!.

مليار جنيه تايه يازناتي ، وأنت لاتهتم ولا تشغل بالك ، حسبتك ستنتفض وتقدم بلاغاً لمعالي النائب العام ، وتنزعج ، وتقيم الدنيا ولا تقعدها !!.

والله لو كان الأمر بيدي لحكمت عليّك أنت بالإعدام شنقاً ؛ ليس لأنك حرامي فلا دليل عندي لذلك ، وإنما نظراً لبلادة مشاعرك وبرودة أعصابك وأنت تتكلم عن مليار جنيه تايه من أموال المعلمين بهذه التناحة ، ثم تتعلل بعدم صرف معاشهم بقلة الموارد ، وأنتم أغني نقابة في مصر والعالم !!.

روح ياشيخ ، ربنا يقلل موار الهواء الذي تتنفسه ، وتهلك باسفكسيا الخنق ، قادر ياكريم ، ليست هذه دعوتي وحدي في الفجرية وإنما دعوة مليون ونصف مليون مُعلم عليّك في كل صلاة ، لا بل في كل سجدة صلاة ، بس ربنا يتقبل !!.

التعليقات (0)