- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
ماكرون يعد باستكمال مسار الاعتراف بحقيقة ما جرى في الحرب الجزائرية
ماكرون يعد باستكمال مسار الاعتراف بحقيقة ما جرى في الحرب الجزائرية
- 20 مارس 2022, 7:23:35 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أشاد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، السبت، بالمبادرات المتعلقة بتهدئة ذاكرة حرب الجزائر، التي اتخذها منذ بداية ولايته، مؤكدا قناعته بأنه "سيأتي يوم تسلك فيه الجزائر الطريق نفسه".
جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي خلال مراسم بمناسبة مرور 60 عاما على ذكرى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا في 1962، المعروفة بـ"عيد النصر" في الجزائر.
وقال "ماكرون"، إنه مقتنع بنهج "اليد الممدودة" للجزائر، وذكر بكل المبادرات التي اتخذت منذ 2017 لـ"تهدئة" ذاكرة هذه الحرب، معترفا بأنها أثارت مشاعر "استياء" في فرنسا كما في الجزائر.
وأحيت فرنسا السبت، الذكرى الستين لاتفاقيات "إيفيان"، التي تم توقيعها في 18 مارس/آذار 1962، بين وفد من الحكومة الفرنسية وممثلين عن "جبهة التحرير الوطني" ووقف إطلاق النار الذي دخلت حيز التنفيذ غداتها، وأوقفت حرب الجزائر لتعبد الطريق أمام استقلال البلاد.
ونظم الإليزيه، حفلا رسميا حضره نحو 200 شخصية من مختلف أطراف الذاكرة بين البلدين، ألقوا كلمة بالمناسبة تبعها خطاب لـ"ماكرون"، الذي وعد خلاله باستكمال "مسار الاعتراف"، بحقيقة ما جرى في الحرب الجزائرية.
وصرّح "ماكرون" أمام هؤلاء: "سيقول كثيرون لمَ تفعل كل هذا؟، إنك لست جديا والجزائر لا تتحرك.. وفي كل مرة أواجههم بالجواب نفسه: أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تسلك فيه الجزائر هذا الطريق".
ولم يحضر المراسم في القصر الرئاسي أي مسؤول جزائري، على الرغم من دعوة السفير "محمد عنتر داود"، وفق الإليزيه.
ويوافق 19 مارس/آذار من كل عام، ذكرى اتفاق وقف إطلاق النار بين الجزائر وفرنسا في 1962، حيث يخيم عليها هذه المرة الانسداد الحاصل بين البلدين بشأن تسوية ملفات الذاكرة، والذي يقف حجرة عثرة أمام تحسن العلاقات بينهما.
وتطلق الجزائر رسميا على هذا اليوم "عيد النصر"، وتقيم له احتفالات، فيما يوصف في فرنسا بـ"يوم الذكرى"، والمقصود به انتهاء الحرب في الجزائر.
وتوج هذا اليوم، 7 سنوات من انطلاق الكفاح المسلح الجزائري ضد فرنسا مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 1954، وسبقته مفاوضات إيفيان بسويسرا، وأفضت لتوقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الجزائري، في 03 يوليو/تموز 1962.
وفي 5 يوليو/تموز 1962، أنهى الاستعمار الفرنسي وجوده في الجزائر، وهو اليوم ذاته من عام 1830 الذي استعمرت فيه فرنسا الجزائر.
وبينما ترفض الجزائر، بقيادة الرئيس "عبدالمجيد تبون"، تقديم أدنى تنازلات بشأن مطالبها الرئيسية، يصر "ماكرون"، على الاكتفاء بخطوات يصفها "بالرمزية" دون تقديم اعتراف أو اعتذار عن جرائم الحقبة الاستعمارية.
وتشهد العلاقات بين البلدين، تهدئة بعد عامين من التوتر.
وبتوصيات من المؤرخ "بنجامان ستورا"، اعترف "ماكرون" بمسؤولية الجيش الفرنسي عن موت عالم الرياضيات الشيوعي "موريس أودان"، والمحامي القومي "علي بومنجل"، خلال معركة الجزائر العاصمة في 1957.
وأقيم في أمبواز (وسط فرنسا) نصب لذكرى "عبدالقادر" البطل الوطني الجزائري في رفض الوجود الاستعماري الفرنسي، وأعيدت جماجم مقاتلي المقاومة الجزائرية في القرن التاسع عشر إلى البلاد.
لكن الجزائر التي تطالب فرنسا باعتذار رسمي عن الاستعمار لم تتابع العمل المتعلق بالذاكرة، إلا أن الإليزيه قال إنها "يد ممدودة وستظل ممدودة".
وأوضحت الرئاسة أن المسألة في المجتمع الفرنسي هي "تكوين ذاكرة مشتركة وسلمية على الأمد الطويل".