- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
ما بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وحماس
ما بين الجيش الجمهوري الإيرلندي وحماس
- 17 أكتوبر 2023, 4:02:20 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
متداول
هل تختلف حماس عن الجيش الجمهوري الإيرلندي في شيء من حيث الهدف الأسمى من وجود الحركة ذاتها ؛ وهو التحرر الوطني ؟
لا شك أن الجبش الجمهوري الإيرلندي قام بعمليات إرهابية غير مقبولة ، ولكن لو لم تُحتل شمال إيرلندا من قبل بريطانيا ، ما وقعت أي من تلك العمليات الإرهابية التي قام بها الجيش الجمهوري ، والتي كان القصد النهائي منها هو توحيد شمال و جنوب إيرلندا في دولة واحدة .
ولكن مع ذلك فليس هناك أي وجه من الوجوه في المقارنة بين الاحتلال البريطاني لشمالي إيرلندا ، واحتلال الصهاينة لفلسطين التاريخية ، وخاصة فيما يتعلق بالحقوق الانسانية والسياسية و الاقتصادية التي يتمتع بها الايرلنديون مقارنة بما يتمتع به الفلسطينيين في ظل الاختلال الصهيوني .
ومع ذلك فقد أعتبرت بريطانيا شمال إيرليندا إحدى المقاطعات الأربع الكبرى التي تتكون منها المملكة المتحدة ، والتي هي إنجلترا وويلز و اسكتلندا ثم شمال إيرلندا - علما بأن اسكوتلاندا باتت تطالب هي الأخرى بالاستقلال عن بريطانيا ، وكذا ويلز ؛ ولو بدرجة أقل ، وهذا موضوع أخر .
إذن ، و باختصار ، فعلى الرغم من الفظائع التي ارتكبها الجيش الجمهوري الايرلندي ، فقد استوعبته بريطانيا في حركة سياسية تحقق له ، ولو حتى على المدى البعيد ، إمكاتية تحقيق أهدافه ، كالاستقلال عن بريطانيا في مرحلة أولى أسوة بما تسعى إليه كل من اسكتلندا وويلز ، ثم الانضمام بعدئذ والانضمام و الاندماج والاتحاد بالوطن الأم ؛ إيرلندا الجنوبية ، لتكوين إيرلندا الموحدة - و بالمناسبة ؛ تنظر بريطانيا خاصة ، و الغرب بصفة عامة للإيرلنديين نفس النظرة العنصرية تقريبا التي ينظرون بها للعرب ، وهذا موضوع أخر أيضا .
إذن لم تسع بريطانيا ، مع كل ذلك ، للخلاص من الجيش الجمهوري الإيرلندي ، بوصفه حركة وطنية إيرلندية مقاومة ، و تحمل أهداف سامية - حتى ولو سعت إلى تحقيقها بوسائل غير سامية - وعلى النحو الذي تريد به دولة الكيان المزروعة أصلا في المنطقة و عزمها الخلاص من حركة المقاومة الوحيدة تقريبا ، و ربما الباقية في فلسطين ، أو حتى جل العالم العربي .
هل يتصور أحد من مواطني هذه المنطقة المنكوبة بأشياء و عوامل كثيرة - ليس أقلها الحكام العملاء الخونة المتصهينين الذين يحكمونها - والتي أُصيبت الآن بموت سريري تقريبا ، ماذا يمكن أن يحل بهم لو حدث ، لا قدر الله ، موت ذراع المقاومة الوحيد الحي والباقي بهذه المنطقة ، والتي ما فتأت تطالب بمطالب عادلة جدا وسلمية ، و ليست إرهابية ، يقابلها الصهاينة بكل رفض و عناد و تعال وصلف ، وحتى بردود فعل إرهابية - كالقتل خارج القانون والسحل وهدم المنازل وقضم الأراضي والطرد حتى خارج فلسطين بأسرها لكل من يجرأ ويزأر بالاحتاج على ما يتعرض له من انتهاكات من ضحاياهم من الفلسطينيين ، و فوق ذلك يزيدون من وتيرة استفزازتهم و انتهاكتهم للشعب الفلسطيني وممتلكاته و أرضه وكل مقدساته ومقدسات المسلمين و المسيحيين على السواء - فلم يحدث من قبل ، وعلى مدى التاريخ أن بصق أحد على أي من المصليين بكنيسة القيامة و كما فعل المتطرفين الصهاينة منذ أيام قلائل قبل طوفان الأقصى .
أرى إذن أن ما يحدث الآن هو محاولة للقضاء على الوجود الفلسطيني ذاته - ولو على المدى المتوسط - يختفي وراء ستار القضاء على حماس ، و بتواطئ دولي وعربي كالعادة ، و على نحو أسوأ ما حدث في 48 ، ما لم يأت قضاء الله ونصره ، وبما يسر كل مظلوم ومنهوب ومنتهك حقوقه وكرامته وحتى عرضه في هذه المنطقة المنكوبة بأشياء عديدة ، وكما أسلفنا .